_صديقة لي..
_منذ متى؟
_منذ فترة لابأس بها
_كيف صديقتك ولا تعرفين كم عمرها؟
_لم أجد مناسبة لأسألها عنه
_كيف هذا..
_هذا حدث عادي...لماذا كل هذا التدقيق؟
_لمصلحتك
_كلكم أصبحتم عبلة..لماذا هل أنا طفلة لا تعي مصلحتها
_أنا آسفة لم أقصد التدخل في شؤونك..ولكنني خفت عليكِ
_ لا تهتمي....
ساد الصمت لدقائق خانقة كان يقتلني فيها ضميري لأنني كذبت..كذبت لأني خفت...ولأني ارتكبت ذات الجرم الذي عاقبت البنت ورفعت صوتي عليها بسببه...تباً كم أنا سيئة..ثم تذكرت بنت الجيران..فحاولت تغيير مجرى الحديث
خالتي...
_نعم
_احزري بمن التقيت اليوم
_بمن؟
_ببنت الجيران التي أنقذنا أمها ذلك اليوم
_كيف حال أمها
_أخبرتني أنها بخير..ودعتني للدخول..لكنني اعتذرت وأخبرتها أننا سنزورهم الليلة..
_حقاً..الليلة؟
_سنتحدث مع أمي بهذا الخصوص
_س تت ح د ث ي ن
_سنتحدث
_لا ..لن أدخل مع أمك في أي نقاش..إذا وافقت سأرافقكم وإن رفضت لن أغادر مكاني
_خالتي...أرجوك لقد أعطيت موعداً للبنت
_أنتِ كبيرة وتعرفين ماذا تفعلين...لستُ طفلةً
_( عرفت بأنها تعاقبني على كلماتي منذ قليل ..ولكني أكملت حديثي مستجديةً.).خالتي أرجوك تعرفين أختك
_ولأني أعرفها لن أتدخل..
_ حسناً سأحاول معها عندما تهدأ
_ إذاً لا تحاولي
_ أتمنى أن تهدأ حقاً وإلا سيكون منظري سيء أمام البنت..
_لا أعلم ....سيكون سيء على أي حال إذا ذهبت معنا عبلة..
_إذا سنذهب وحدنا.. سأجد طريقة
أخذت كوب الشاي في يدي وذهبت بإتجاه أمي لأجدها لازالت تناقش والدي بخصوص الذهاب للمشفى.. كان الله في عون دماغه كم يعاني مع هذه النحلة
رفعت حاجبي لأبي بقصد التحية...فردها بالطريقة ذاتها...
ماذا يا أبي هل لازلت تتعب أمي..عليك الذهاب كلنا قلقين على صحتك
_خذ الحكمة من أفواه المجانين يا عمر
_أمي
_قولي له..لعله يسمع كلامك...قد نفخ قلبي من كثرت الحديث والخوف عليه وهو آخر همه
_أبي أرجوك...انظر لحال جارتنا ..ذاك اليوم قد سقطت أمام ابنتها المسكينة التي لم تعرف كيف تتصرف وبدأت بالصراخ خوفاً على أمها..التي لو لم أنقذها أنا وخالتي حنان لكانت في عداد الموتى الآن....أتريد أن يحصل لك مثلها... اليوم قد صادفت ابنتها عند الباب وسألتني عن خالتي...تريدها أن تمر على أمها لتطمئن على حالها...يبدوا بأن أمها تمتلك رأس يابساً مثلك وإلا لكانت ذهبت للمشفى لتطمئن أكثر ....حالتها تقطع القلب...
_وتقطع قلبك؟
_ماذا يا أمي...ماذا تقصدين؟
_ لماذا أشعر بأنك تريدن الذهاب فحسب..
_ ماخطبك يا أمي
_لا شيء..ولكن لو كانت أمها تعاني خطب ما، لكانت البنت جاءت لمنزلنا لتطلب العون ولا تنتظر حتى تأتي أنتِ وتقابليها بالصدفة لتخبرك بأن أمها تعاني وتحتاج تدخل طارئ من خالتك
_ سوء الظن يا أمي سيؤدي بك للهلاك...ويلك من أفكارك...(ستقتلني هذه المرأة يوماً ما) ...تريد من حنان أن تكشف على أمها لتطمئن عليها...كما تريدين من زوجك أن يكشف على صحته ليطمئن قلبك
_زوجها؟؟؟ نكرتني
_(هذا ما يهمه؟؟) أبي ماذا الآن
_نكرتني؟
_لست بنت من لا يهتم بنفسه
_حسناً سأذهب غداً
_كان يجب أن تفعل هذا قبل أن أقوم بتهديدك يا عمري
قالت أمي...المهم أنه سيذهب ...حتى وإن كان أخذ بخاطرك ولم يأخذ بخاطري..
_وأنا سأذهب لأخذ قسط من الراحة قبل أن توقضني حنان لأرافقها لبيت الجيران ....ووقفت وتوجهت للغرفة...معلنة نهاية النقاش
........
خالتي حنان مازالت تجلس في مكانها...وجدتها مبتسمة..لقد فعلتها
ضحكت...أنا أعجبك...
_المهم أن يعجب عبلة
_لن يعجبها شيء على كل حال..
_لا أعلم ..من سيعجبه الكذب على أية حال
_ماذا تقصدين
_كان باستطاعتك أن تخبريها الحقيقة لكنكِ فضلتي الكذب مثل صديقتك ..يبدوا بأن الأمر معدي
_خالتي
_انتبهي لتصرفاتك يا رويدا..وإلا هلكتي فحبل الكذب قصير
....لم أستطع أن أرد...معها حق على كل حال...توجهت لفراشي ...ومددت جسدي عليه..بدأت أفكر بحديث خالتي..و بعد ذلك تذكرت موقف البنت...وهاتفها المقفل..لابد بأنها قد شغلته..هيا نجرب
أخذت الهاتف وباشرت إتصالي لكنه كان لايزال مقفلاً..تباً..بعثت لها رسالة...حاولت الإتصال بك لأطمئن عليك لكن هاتفك مقفل...حاولي أن تتواصلي معي ...سأنتظرك
وضعت الهاتف بجانبي..وسرعان ما غرقت في نومي...ولم أستيقض إلا على صوت أمي وهي تسألني ...متى ستذهبن للجيران؟
_ كم الساعة..؟
_السادسة
_تباً...ها أنا استيقضت
نهضت من مكاني وتوجهت للحمام ...حينها قالت أمي.. سأنتظرك بالصالون..
تباً.
دخلت في دوامة...كيف سأقنع أمي بأن لا تذهب معنا وإن لم أستطع ستكتشف بأني كذبت عليها ..وستربيني أمام البنت
..أمام البنت....يا الله ستجعل منظري أضحوكة ...لابد من حل
خرجت من الحمام لأجد خالتي مع أمي فالصالون..وعندما تلاقت عيني بعينيها..قالت لي أخبرتك بأنه قصير
نظرت لها أمي مستغربة..ماهو القصير؟
_فستاني يا أمي
_فعلاً الجو بارد...ارتدي شيء دافئ
_لا يوجد في خزانتي شيء دافئ
_خذي من خالتك
قالت خالتي ابحثي في خزانتي عن ما يناسبك....
توجهت لخزانتي وارتديت ثيابي..وسحبت سترة من خزانة خالتي ليسقط معها صندوق صغير..ويفتح..سقطت منه أوراق كأنها رسائل...ومعها دب صغير وخاتم..لم أستطع المقاومة...قمت بفتح إحداها..
(حبيبتي حنان...مازال شوقي إليك كبير..مازلت احبك كما كنت وسأبقى..)
أنت تقرأ
خير من ألف ميعاد
Storie d'amoreمررتُ بدارهم شوقاً إليها لعلي ألمحُ الأحباب فيها فما من نائمٍ في الدار يصحو ولا من زائرٍ يدنو إليها سألتُ الجارَ:ماالأخبار قل لي؟! فقال:الدارُ أبقى من ذويها أما تعلم بأن الناس تمضي وأن الدار تنعي ساكنيها؟! #شاكر الشمري