وقد كنت أقرب لي من نبض وجداني...💔

104 10 3
                                    

قالت ردينة....أمي يا رويدا أمي ستقتلني...وتزايد نحيبها
_ ...أهدئي قليلاً لنعرف كيف نتصرف....أرجوك أخبريني..ما الذي حدث
_لقد كشفت علاقتي مع أحمد...أحاول الإتصال به لكنه لا يجيب....عليكِ أن تساعديني يا رويدا..لا أملك أحد غيرك ...لا أحد غيرك يساعدني أرجوك
_مااااا ما الذي أستطيع فعلهُ قولي ..اخبريني يا ردينة ...
_لا أعلم ولكن أياً كان بسرعة
وأقفلت الخط ....جربت الإتصال بها لكن الشبكة كانت ضعيفة...وقفت أمام الشباك وصرت أعيد الإتصال بها كالمجنونة..هيااااااااا..صرخت مستجديةً الهاتف
ما الأمر...
______________________

هيا جدتي يجب أن أجهزك للنوم بعد مغادرة الضيوف
_أخبريهم أن لا يزورونا مرة ثانية
_حسناً
_تلك العجوز الشمطاء..كانت تنظر لي بنظرات غريبة
_حقاً؟
_أجل...لا أحب هذا النوع من الناس
_مسلسلك...سيبدأ بعد قليل من الوقت..هيا بسرعة
__________________

قلت لك مالأمر
_لا شيء يا أمي...مشاكل العمل...زبون مهم ولم أستطع الإتصال به وهذا شيء جعلني أفقد أعصابي...آسفه سأصعد للسطح لعل شبكة الإتصال تكون في وضع أحسن...استأذنت وخرجت
حنان// ماهذا...الصندوق إذاً هو لرويدا
_أي صندوق ....سألت عبلة وهي شاردة العقل وعيناها لازالت تتبعان رويدا
_هذا...و انحنت حنان لجمع الأوراق التي تركتها رويدا خلفها...
_لا يمكن..بعد أن انتبهت عبلة......وجدته بغرفة والدي الأيام الماضية حين قمت بترتيبها......رحمه الله...يبدوا بأنك لم تقومي بترتيبها منذ وفاته
_لا......لم أفعل....وبدأت حنان بتفحص الأوراق...إذاً لمن هي؟
_لا أعلم...ظننتها تخصك...سأذهب لأطمئن على عمر...وبعد ذلك اطمئن على رويدا وأمور عملها الغريبة...(منذ متى ورويدا تهتم وتشعر بالمسؤولية) قالتها وهي تحدث نفسها في طريقها لغرفة عمر....
جلست حنان أرضاً..وبدأت في قراءة الأوراق...
____________________

تباً ....تباً...تباااااااا
أيتها الشبكة الغبية...يا الله كن بعونها...أستر يااااارب
ما الأمر؟
جاء السؤال من الجانب الآخر ....من السطح المجاور...وبعد التركيز
كان من بنت الجيران تلك
آسفه لم أقصد التصنت ولكن صوتك كان مرتفع..
_لا عليك...مشكلة لصديقة أدعوا الله أن تكون بخير..
_اللهم آمين
_ماذا تفعلين هنا
_انقطعت إشارة التلفاز...وحان موعد برنامج أمي..وهي لن تهدئ أو تنام حتى تشاهده
_هل أساعدك
_أتمنى ذلك لأني لا أجيد إصلاح هذه الأشياء

بدأت رويدا بمحاولة إصلاح لاقط الإشارة...قد تبين بأن العطل بسيط.. جربي الآن...أظن بأن الوضع أصبح على ما يرام
نزلت حور متثاقلة من السطح...في حين صعدت عبلة ووجدت رويدا تقف على سطح الجيران...بالقرب من الصحن اللاقط..... انطلقت مسرعةً بإتجاه رويدا ..وهي تقوم بحركات غريبة لم تفهمها رويدا!!!!!!!!!
لماذا تضرب وجهها بهذه الطريقة الغريبة...

أ تندب؟

____________________

كانت رسائل من حواء

لم أراها من قبل.......
قلبي بات يخفق بصورة غريبة ...خط يدها، كلماتها.. بت كأني أراها أمام عيني...وكأنها ماثلةً أمامي
...............
كانت المرة الأولى في الثانوية...لم أرى شخصً يملك جاذبية تفوق جاذبية الأرض مثلها...،..نزلت بقلبي كأنها شهاب قادم من مجرات بعيدة...لم أرى ابتسامة كابتسامتها من قبل...

كان والدي يمنعني من تكوين الصداقات...لا أعلم ...أكان يخاف عليّ؟..أم كان لمجرد فرض السيطرة لا أكثر...كان يمنعني من زيارة أختي إلا نادراً ... كانت زوجته الشمطاء تخبره بأن عبلة تحرضني عليها ..وتقويني عليها وعلى والدي...
كنت هشةً جداً من الداخل...دخول أي شخص لحياتي تعني مشكلة كبيرة..حرمني من أنواع الفرح......لكنني كنت في الإنتظار
انتظار معجزة ترجع الحياة لحياتي...كنت أعيش على قيد الأمل...لا الحياة، وحتى ذاك الأمل ...تسرب من بين أصابع قبضة أبي التي كانت تضرب بسبب وبلا سبب...حتى زوجته الفاسقة لم تتحمله طويلاً تركته، غادرت بيتنا بعد أن زرعت في قلبه الكثير من السواد.....وكأنه كان ينقصه !!!!!
كنت بالصف التاسع عندما طلبت الطلاق...وهو وافق فوراً ...هي نعتته بالمجنون...وهو قال بأنها كانت غير كفؤ ..حتى أنها لم تنجب له الولد الذي تمناه...مشاكلهم وسمعتهم نزلت لسابع أرض....أصبح أبي مهزلة المكان...رفعت عليه الكثير من الدعاوى..لتسلبه كل ما يملك....زادت عصبيته...أكثر وأكثر بعد أن فُصل من عمله لأنه تعدى على أحد زملائه...وأصبح معي وجهاً لوجه بالمنزل...أنا وهو فقط...وتلك الخسيسة تشعل النار عن بعد بالشائعات والأحاديث التي مست سمعت والدي وسمعتي
..حتى أنها لم تترك أمي رحمها الله في حالها..وهي لم تلاقيها يوماً...حسبي الله....
صرت أعاقب على كل شيء وعلى اللا شيء...حتى على شبهي لأمي...زرع بداخلي الخوف..كنت أخاف حتى من ظلي....
سنوات من عمري كانت اسوأها...هذا لا يعني أن التي سبقتها كانت جميلة..ولكنها كانت أخف وطأة

لا أعلم مالذي جذبها لي...لكنها كانت تحب أن تطمئن على حالي...كنت أحب أن أبكي لها وأشكوا لها أبي وظلمه....كانت الوحيدة التي تستطيع انتزاع بؤسي وزرع ابتسامة مكانه.،...كانت تستمع لي باهتمام

رسبت عام من أجلي....لم يطاوعها قلبها أن تذهب للجامعة وأن تغيب عني سنتين....تحملت نعتها بالفاشلة ...من أجلي وهي التي كانت من أوائل الثانوية...لم أتذكر أن أحد فعل شيء كهذا من أجلي من قبل..
زاد تعلقي بها...وبتفاصيل يومي المليئ بها....كان بيتها يبعد عن بيتي بشارعين أو ثلاثة...أمر من خلال شارعها ذاهبة للثانوية..كي ترافقني فأشعر بالقوة....أشعر بأن سندي الذي لن يخيب يمشي بجواري...لم أعد أشعر بالخوف وهي بقربي....كانت بالنسبة لي تعني الطمأنينة...
والدي بات يشك في تصرفاتي....من أين لي بتلك الفرحة التي ترقص بعيني؟؟؟ كان يسأل باستمرار عني في المدرسة....أصبح عاطلاً عن كل شيء إلا عني...منع عبلة من زيارتنا...كان يعاقبني نيابة عن العالم أجمع.....
ذات مرة وأنا بالسنة الثانية من الثانوية وجدته مستيقضاً قبلي ...تعاملت معه وكأنه غير مرئي...كان سكران..أجل كان سكران...ارتديت ثيابي وخرجت للمدرسة مسرعة..خفت كثيراً منه....أسمع صوت خطاه خلفي..وعندما عجلت في خطاي بات ينادي خلفي بصوت عالي..رأيت حواء تنتظرني من بعيد أمام منزلهم...لم تراني ولم تنتبه لي بعد...كنت أركض خائفة منه وأنا أحمل قنينة الماء خاصتي بين يدي لم أعرف ما الذي عليّ فعله...أريد أن أصل إلى حواء

سقطت قنينتي مني ..وسقطت متعثرة في خطاي...كان الخوف سيقتلني قبل أن يصل هو إليّ......

حواااااااااااء

خير من ألف ميعادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن