كيف انتهيت هنا؟

5 3 0
                                    





اقترب الشهر ان ينتهي في كل مره لا تستطيع النوم تقوم بتشغيل موسيقى وتمسك الضحيه المقيدة بالزاويه انه ضحية لأفعالها الطفولية اما ان يلعب معاها او ان يكون الدميه خاصتها التي تلطخ عليها بعض من مساحيق التجميل او طلاء الاظافر التي على قدميه هو بالفعل استسلم لما تفعله " هذا ليس غريباً من فتاه تبلغ الثالثة عشر من عمرها" توقفت عن وضع طلاء الاظافر متعجبه بالشيء الذي يتفوه به ذلك الغريب " من اخبرك انني ابلغ الثالثه عشر من عمري ؟" قطب حاجبيه ينظر إليها فلنقل مهرج ينظر إليها بحيره " لست كذلك؟ يبدوا انك كذلك " ضحكت بسخريه على ما يقول ثم نطقت " كيف لفتاه بهذا العمر خطفك انا بالثامنة عشر من عمري تبقى اشهر قليلة وادخل التاسعة عشر" هز رأسه متفهماً ثم اضاف محاولاً جعلها غاضبة " لكن تمتلكين هيئة وعقل يخبرنا انك بالتاسعة من عمرك" رفعت عينيها إليه مع ابتسامه " شكراً" علامة تعجب ارتسمت على ملامحه ..شكراً؟... على محاولة اهانتك؟ هل اصبحت مدحه ام ماذا؟ لا يهم استمر يحدق بها وهيا منشغله بتجميل قدميها النحيله التي تغطيها تلك التنوره الطويلة ثم اردف " لما انت بهذا الكوخ؟" لم تستجيب لقد اعتاد على تجاهلها لأسئلة التي تطرح عليها بشأن حياتها " اتعلم اصبحنا اكثر تصالحاً مع بعضنا منذ قدومك ونحن نتشاجر ، ايضاً ارى انك فضول بحياتي جداً هل نصبح اصدقاء؟" ابتسم بتصنع نعم قام بتزيف ملامحه ..هل هو حزين ام يشعر ان ما يفعله خطأ كيف لمجرمه ان تتصرف وكأنها قامت بجلب حيوانها الاليف الى منزلها؟... هل حقاً تعاني من شيء؟ نطق بعدما فكر طويلاً " هل تعاني من شيء..؟" رمقت الجالس بتعابير تجعلك تضحك مع مساحيق التجميل تلك لكن لم تضحك بشكل بل سألته بجديه وصلابه " ماذا تقصد؟"اصدر معدتها بعض الصخب ابعدت الذي بين يديها سمعت صوت جرس يرن ذهبت نحو الفرن تخرج كعك بنكهه الفراولة والشكولاتة كانت رائحه جديدة ...غريبه.. شهيه.. اضافة فوقه بعض الفراوله وزينة الجوانب بكريمة بيضاء ومن الاعلى زينة بكريمة زرقاء اخذت شكوتين وكأس حليب وضعت الكعك بمنتصف الطاولة وجلست أمام حدقتيه رفع حاجباً " صحيح.. اعتذر " سحبت مقعدها بجانبه الايسر بدأت تطعمه بصمت لا احاديث حتى انها لم ترمش إليه كانت بعالم بعيداً عنه صمت غريب وطويل حتى هو لم يتعب نفسه بالمبادرة وفتح حديث لم يكن متعجباً لانها فتاه غير متوقعه رغم ذلك كان يكرهه هذا الهدوء لكن هذه المره اراد ان يبادر وتفوه " حسناً لنصبح اصدقاء" صمت اخر لا اجابه كانت هناك همسات بداخله تتعارك بفكرة كونها فتاة تجيد التجاهل وعدم الاجابة وفعل ما يحلوا لها حتى لو تطلب الامر اختطاف شخص وحبسه في كوخ بعيد عن الانظار امام اشجار اكمل يلتقط الكعك من الشوكة بهدوء تنهدت وكأنها تخرج ثقل من على قلبها وقفت بعدما انتهت جلست فوق الاريكه التي تبعد عن الطاوله بقليل تحمل معها كتاب مصوره يشغلها عن ذلك المسكين المحتجز تحت قبضتها .

قلب حدقتيه تنهد جعل الاخرى تستدير للجهة الاخرى ..اصبح كل ما يراه هو خلفها وشعرها المنسدل على الاريكه لا يزال عقلها منشغل بذلك الكتاب " ما نوع الكتب التي تقرأينها؟" اخرجت صوت دون ان تلتفت " الرخيصة" ضحك مما جعلها تستدير وتتسأل ما المضحك بالامر" لا امتلك مال كافي..." ماذا؟ هل عاشت وهيا تقرأ هذا النوع من المجلات ؟ اردفت " لقد قرأت باتمان وايضاً سندريلا .... سنوايت قاطعها هو " جميعها قديمة الان اصبحنا نشاهد الافلام .." علامة استفهام تشكلت على تعبيرها " ماهذا؟..." اتمزح هذه؟.. من الان يعيش هكذا؟ نطقت بعدما نهضت وجلست بشكل انيق " كنت اعيش بالريف في صغري حتى ماتا والداي والان اعيش مع عمي الذي لا يهتم بكوني موجودة ام لا وفي الحقيقة لا اعلم ماذا حدث له هذا الكوخ هو مهربي الوحيد .. لدينا خادمه تعاملني بلطف لكن طردها عمي ..والسبب مجهول المنزل هناك دائماً في حالة فوضى لا اشعر بالراحة عند تواجدي لذا اسرع بالخروج" استفسرها بفضول " كيف وجدتي هذا الكوخ؟.." انزلت نظرها وابتعدت تنظر الى الغابة ثم اقتربت نحوه جلست بمقعدها اسندت رأسها على الطاولة ثم رفعت عينيها اشعلت الولاعة نظر هو نحوها بخوف لا يعلم ما هيا خطوتها الاخرى والمريبة قامت بتوسيع ثغرها ثم وضعته داخل الولاعة قطب هو حاجبيه مرتعب هل هيا تفعل ذلك لكي ترعبني ام هي بالفعل غريبة اطوار رفعت فمها عن الطاوله اشارت نحو الولاعة " لم تطفئ رغم انني وضعتها داخل فمي ..رائع صحيح" بدأت بالتصفيق لنفسها على ..هل نقول تصرفها الغريب والمفاجئ بالتأكيد هيا تعاني من شيء .." هذا كوخ جدي الذي اختفى دون اثر قبل وفاة والداي بسنوات ..لقد كان لطيفاً معي ..الجميع يعتقدون انه اختفى في هذه الغابة لكن انا اشعر بشيء اخر" ارتعب من حديثها عن هذا الكوخ ..كيف لها ان تعيش هنا دون خوف؟ .." هذا الكوخ لم يأتي احداً اليه منذ سنوات كانت امي تأتي وتقوم بالتنظيف" اراد ان يسألها لكن كان متردداً خائف ان هذا النوع من الاسئلة تكون مثل الشوكة التي تغرز داخل جسدك صمت لثواني يفكر ..لكنها اردفت اجابه عن سؤاله الذي لم يقوم بطرحه" اتعلم.. لا اعرف كيف توفى والداي ..كنت اتسأل دوماً حتى انني لم ارى جثتهما ..ذلك الوقت كانت احداث سريع لم افكر لم ابكي ..ظللت في حالة صدمه" مالذي تقوله هذه كيف توفي وهي لم ترى الجثه ..شيء غريب يحدث " هل انتي متأكده انهم ماتو؟" ضحكت وهيا تحدق به .. " اتعلم.. اشكرك على كونك متواجد هنا ...والان ماذا تريد ان تقرأ" وقفت تلحن وتتراقص اقتربت من الثلاجة فتحتها الطعام اصبح قليلاً
" علينا ان نأكل قليلاً" تنهد وابتسم بالخفاء بسبب انه يمتلك معده قادره على التهام هذا الكوخ لكن رغم ذلك يمتلك جسداً مثالي " اذا انتي لا تعتقدين ان جدك اختفى في الغابة؟..ماذا تعتقدين؟" نظرت الى الساعه ..نعم اقترب الغروب اقترب الظلام والليل المخيف ..نظرت نحوه ثم عادت تسكب بعض المياه وتقدمه له " اعتذر " تعجب وقبل ان يستدير إليها اغلقت عيناه " لماذا تغلقين عيني في الليل ماذا تخبئين ؟" امسكت بالمياه هذا المره قامت بإطعامه بطريقه اكثر لباقة همست " شيء مخيف لا تود معرفته" سارت نحو النافذة اسدلت الستائر واطفئت الشموع جعلت المكان مظلم ثم كعادتها اختفت وهو يعلم انها ليست بالكوخ انما بمكان خارجه لقد اعتاد على اختفائها المتكرر في اليل نعم الفضول يتجول داخله بالاضافة ماذا تقصد بتلك الكلمات هل تحاول افزاع المسكين ..اصبح ذلك لا يجدي نفعاً من الضروري البحث عن شيء اخر يخيفه ..لكن ماذا لو كان ما تقوله صحيح ..قصة اختفاء جدها الغامض وطريقة موت والديها ليست على ما يرام.

A night in the realm of perdition||ليلة في عالم الهلاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن