مسكن عائلة زرياب المخيفة.

0 1 0
                                    





تسللا الى داخل المنزل الغريب الذي يحمل شكلاً مريباً واضاءة زهرية قوية كان هادئاً ساكناً ..يخلوا من صخب الطبيعة التي في الخارج مثل زهرة كانت بين ضجيج الرياح ثم اعتزلت في صندوق زجاجي .. خطوة خطوتان للامام كل شيء امامهم مبعثر الفوضى في كل مكان كانت بعض الجدران متشققة والاسقف محطمه ..الاشجار قامت بكسر النوافذ والقت بجذوعها في جميع زوايا المنزل بعض الالعاب ملقاة هنا وهناك اقنعة معلق في كل اتجاه تلتفت اليه وهذا ما يزيد من غرابة المكان دماء؟ لم يهتموا يفضلون الداخل على التواجد في الخارج في مثل هذه الليلة..استمروا في التقدم حتى توقفوا عند درج يصعد بهم الى فوق ولكن مع كل تلك الفوضى والخشب لن يستطيعون همس هارلان " استمري مجرد فوضى .." صعدت تفعل ما امر وهو خلفها هي تشعر بالرعب ولكن تمثل انها قوية تعلم ان المنزل ليس فارغ مشاعرها لا تكذب بينما الاخر لا يعلم ماذا سيفاجئهم هو فقط يحاول كبح خوفه والاستعداد لمواجهة اي كائن يمتلك قدره لتحطيمه يشعر انه اقتحم لعبة مفزعة وعليه الهرب من الوحش ذو وجهه قبيح ثم يجد حريته من لعنه ولكنه هو كذلك هو داخل لعبة وعليه ان يقوم بإنهائها ..توقفت الكاي عن المشي لا تزال ساكنة على اخر سلم وحدقتيها تتفحص الدور الثاني كان مرتباً ونظيفاً عكس المنظر الفوضوي في الاسفل نظرت الى الاسفل بصمت لثواني حتى اجتاح هارلان الفضول واقترب منها سأل " ما بك هل انتي بخير ؟" رفعت السبابة والصقته على شفتيها ثم تحدثت " انصت..الا تسمع ذلك؟" صمت لثواني لا شيء عاد يحاول لكن بتركيز اعلى حتى سمع همسات وهنا تأكد انهما ليس وحدهما لكن عقله اخذه الى افكار اكثر تعقيداً ماذا لو كان من الصعب الخروج من هذا المنزل ..ماذا لو كان هذا المنزل اكثر رعباً وإرهاقاً من الخارج استيقظ من تلك الافكار بعدما شعر بصفعه تأتيه من خلف رأسه رمق الكاي حتى تهمس له بجدية " لا وقت بأن تعلق في افكارك ..علينا التسلل الى هناك " سحبته من عنقه وتشير نحوه بالصمت ثم تكمل خطواتها الخفيفة تنظر في جميع الاتجاهات حتى تستدير للجهه اليمنى وتكمل تقدمها هو يلحق بها محاولاً عدم اصدار اي صوت معقد حاجبيه يظهر انه متضجر كالمعتاد وبينما يمشي منحني الظهر خلفها سقط ليصدر صوتاً استدارت الكاي بغضب ثم عادت إليه لتساعده على الوقوف وتضرب ذراعه كجائزة على مافعل ، هرعوا الى داخل احدى الغرف المظلمة وتستروا خلف احدى الطاولات امسكت الكاي بفمها لاحظها هارلان " هل تضحكين؟" تحاول كبح ذلك لكن ملامحها تفضحها ثم همست " اعتذر لكن ذلك السقوط كان مضحكاً ..لقد كان سقوطاً غبياً كيف سقطت ؟" نظر ببرود منزعجاً واخرج تنهيده " ليس الان توقفي" ثم استدار الى الجهة الاخر محاولاً اخفاء ابتسامته لانها محقه كيف سقط؟ هل كل ذلك التفكير جعله لا يدرك كيف يتسلل!.

طال وقت اختبائهم لكن الاصوات الضاحكه كانت ملتصق بهم لساعات ! هل هذه مزحه؟مشاعرهم التي كانت خائفة عندما اقتربت تلك الضحكات اختفت كانوا يحتضنون بعضهم من شدت الارتياب والفزع لقد دخلا في قاع من الرعب لكن الان عادوا لمشاعرهم الطبيعية تحركت الكاي تود الرحيل لكن امسك بها هارلان يسحبها الى الخلف متحدثًا " هل انتي مجنونه ؟" تنهدت وهيا تقلب عينيها
" انه فخ من يضحك كل ذلك الوقت؟ المهرج وحده لا يستطيع فعل ذلك .. اننا نقوم بتضيع وقتنا " لكن قبل ان تقف اصطدم رأسها بمقعد لديه عجلات ومسند للقدمين رفعت بصرها ببطئ وهيا تتفحص تلك الساق حتى تنظر الى وجهه كان قبيحاً وغريباً انه فتى يرتدي بدله رسميه زرقاء بربطة عنق حمراء شعره بني لكن عينه اليسرى مائله للاسفل وتحتها شفتين حزينتين اما الجهه اليمنى يظهر بعين طبيعيه لكن شفتين تم خياطتهم مع بعضها كان شديد البياض لا يمتلك حاجبين نقل هارلان بصره الى اصابعه وجد السبابة والخنصر مفقودان واليد الاخرى يلتف حولها منديلا اخضر داكن يرتدي حذاء من جلد نظيف جداً تستطيع رؤية انعكاسك من خلاله ..الكلمات توقفت عن الخروج الاحرف تم محوها من اللسان عادت تجلس بجانب المرتاب دموعهم على اطراف جفنهم نتيجة لعدم رمشهم كانوا معلقين اعينهم عليه دون نطق اي حرف بسبب رعبهم ثابتون مترددون في الهرب " تستطيعون التنفس" استفهامات اصبحت مرسوم على تعابيرهم " لن اقوم بجلب الاذية لكم ..لكن امي وابي سيفعلون" ثم ابتسم بعدما نطق ابتسامته تجعلك تشك بأنه يفعل بهذا الوجهه لا اجابة تخرج من ثغرهما ابتلعت الكاي لعبها والاخر فعل خلفها بينما الجالس على المقعد المتحرك كان ينظر اليهم بسكون ويتأمل ملامحهم الخائفة ثم اردف حزيناً " هل انتم خائفون لانني امتلك هذا الوجه؟ " استدار محاولاً تغطية ملامحه يشعر بالقرف من نفسه حتى امسك به هارلان من يده وقال " لن تؤذينا؟" أومأ يقصد ان لن يفعل ذلك او يجرأ همس هارلان " اذاً انت تبدوا جميلاً القبح لم يكون بالملامح انما بقلبك" ابتسم ثم مد يده قائلاً " انا ابن زرياب لا امتلك اسماً .. لقد جائوا قبلكم ضحايا واذا كنتم تسألون هل نجو ام لا ..جميعهم اغبياء واغلبهم لم يفعل لان لا احد يريد ان يثق بي او يثق بما اقول بسبب هذا الوجه .. اذاً هل انتم اغبياء مثلهم؟" نطقت الكاي بسخرية من وصفه وقالت " سنكتشف ذلك " استقامت هيا وهارلان يتبعون ابن زرياب من خلف المقعد هو يستدير نحو اليمين وهم يفعلون ذلك يمشون معه منتظرين الاوامر والقواعد التي سيعطيها لهم ، توقف فجأة ثم همس " الجزء الذي لم اذكره ان منزلي مثل لعبة اقتحمتموها وصعب جداً الهروب منها انا بنفسي لم استطيع ..لذا قد اخطئ " ضحكت الكاي بصوت عالي غير مهتمه بأي كائن قد يجدهما بسبب تلك القهقات وامسكت بربطة عنق القبيح ثم هددت " وتلقبنا بالاغبياء ! هل كنت تشتم نفسك طوال ذلك الوقت؟ اي احمق ينقذ بهذا العقل ..لن تفلت ان تأذى احدانا ..وليس لانك تمتلك ذلك الوجهه ذلك يعني اننا سوف نشفق عليك.." قطعها هارلان وامرها بالتوقف بينما الاخر تحدث  " لا اريد الشفقة اريد المساعدة واشكرك على تلك الكلمات جميعهم اخبروني بالشيء ذاته واصبحوا اغبياء اذاً انت واحده منهم لان..... والداي خلفك الان" قال اخر كلماته بنبرة مرعبة تجمد وجه الكاي بعدما سمعت ماقاله.. و قدم هارلان تعجز عن الحراك اثنينهم تجمدوا من الفزع يستطيعون الشعور بالرجفة في قلبهم اصبح يرقص من الخوف تريد التفات تريد ان تنظر هل يكذب ام لا هل تستدير وتتفحص اشكالهم واحجامهم حتى امر زرياب بعدم الالتفات والقاء نظرة وظل يكرر بأن لا يجرأ احداً على فعل ذلك شعرت الكاي ان هارلان سيفعل لانه شخص فضولي ولكن عندما نظرت اليه وجدته بالفعل ينظر نحوهم ..لكن وجهه! وجهه كان مرتاب كان ابيض وشاحب كانت شفتيه جافه انه ساكن ويعجز عن اغلاق فمه لماذا؟ لماذا كل ذلك الارتياب ما الامر؟ كيف تنقذه ؟ هل تتحرك؟ ماذا عليها ان تفعل؟ اسأله كثيره تراكمت داخل راسها الصغير ثم قالت " نحن بالفعل اغبياء .. ايها الجميل.. صديقنا نظر ماذا افعل؟" ضرب ابن زرياب المقعد وقال " لما لا تفهمون ما اقول؟ جيد انك اعترفتي" اجابة بكلمتين مختصرة لكن تحمل الكثير من الحقد والحزن والخوف " واكره ذلك" ابتسم ثم نطق " سيري نحوه وقومي بأغلاق عينه " فعلت ما أمر واغلقت عينه وعندما فعلت سمعت ضحكات تتعالى خلفها وشعرت ان تلك القهقهات المريبة تقترب نحوها صاح زرياب " اغلقي عينك اذا رأيتهم سيتم تعليقك هناك واشار بيده نحو الجدار المتشقق كانت معلقه عليه بعض السلاسل التي تستطيع ان تحمل انساناً وتجعله يعجز عن الفرار .. تحدثت بخوف " وماذا سيحدث اذا احتجزت هناك؟" كانت تسأل وهيا تنظر الى مؤخرة رأسه الساكنة حتى اجابها " اي شيء تتخيليه مثل ان يتم تقطيعك واكلك على العشاء..فعلت ذلك مسبقاً اكلت من كنت احاول مساعدتهم.. او يتم توزيع لحمك الى اصدقاء الغابة او افكار فظيعة اخرى " عجزت عن ابتلاع لعبها هناك شيء يمنع مروره التنفس اصبح صعباً بمجرد ان تتخيل ذلك كيف يكون ريشها ولحمها ولحم من اقحمته في كل هذا على الطاولة ويتم تناولهم من قبل كائنات قبيحه نعم هيا تعجز عن التنفس اصبحت لا تستطيع التحكم بجسدها اصبحت لا تعرف كيف ترمش ! كيف ترمش يجب ان يتدخل احد ويخبرها بكيف تفعل ذلك..كيف تتنفس وكيف ترمش وكيف تحمل ساقيها ..لكن لما لا يتدخل احد لم هيا الواقفه هناك وكل التساؤلات والافكار والتخيلات جعلتها لا تعرف ماذا تفعل الان او بعد الان! تباً هل يستطيع العالم ان يتوقف لثواني؟ انها لا تسمع لا تستمع فقدت الشعور بحواسها ..استسلمت؟ هل ستتوقف الان وتأخذ غفوة؟ انها بالفعل تاخذ انها تسقط ببطئ هيا متعبه ..متعبه وكل ما تريده النوم ..فقط القليل من الراحه لتعيد طاقتها وقدراتها قليل من الراحه لتستوعب الجزء الذي توقفت عنده .

A night in the realm of perdition||ليلة في عالم الهلاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن