ت..جسدي فوق الطاولة

0 0 0
                                    

القليل من الدوار بعدما بدأت تستيقظ تدريجيًا وتبصر .. العالم! لما مقلوب بهذه الشكل! لما ترى العالم بهذه الطريقة .. هل تحلم .. مالذي يحدث ؟ كيف انتهى بها مقلوبة الجسد؟ تحاول التقدم تحاول ان تركض لا يمكنها الفرار والحراك وهنا اصوات تظهر في كل مره تتحرك بها تنظر الى فوق لكن رقبتها تؤلمها تعود للنظر ولكن عندما شاهدت اين هيا وماذا يحصل بدأت تعي ماذا سيحدث بعدها..جسدين مكبلين بالطبع سيكونان عشاء الليلة هذا ما ذكره ابن عائلة زرياب .. تتحرك بشكل واضح كل اصوات السلاسل واضحه واضحه جداً تنظر الى جانبها الايمن حتى ترى هارلان على وشك الاستيقاظ ويبدأ في التساؤل " لما اشعر بأن جسدي مقلوب ؟.. يا الهي رأسي رأسي لا اتحمل" بينما العرق يتصبب من جبين الكاي وكل تلك النظرات المرعبه التي تحدق في السلاسل ومحاولتها للتحرر والهرب تنفسها المتسارعة رجفة يديها يستطيع ان يراها هارلان يستطيع التدقيق بها " ما الامر؟..لما نحن مكبلان ؟ ماذا يحدث؟" بينما تلهث من الخوف وتبتلع لعابها باستمرار نطقت والخوف كان يعتري نبرتها " علينا الهرب...تباً يجب ان نهرب " كان كل تركيزها في التحرر وفتح تلك السلاسل او كسرها ذلك التركيز الذي ارسل لهرلان اشارات بإن شيئاً سيئاً سيحدث انه يرى تلك الملامح على وجهها المرتعب ، الفزع الشديد الذي تظهره كان كافياً بأن يجعل الاخر يرتجف انها تتعرق انها تعجز عن النطق انها تتلعثم وتبتلع لعابها انها لا تقدر على التنفس بطريقة منتظم هيا في حالة هلع ..هلع شديد " ما الامر؟..يالهي اهدأي" صاحت هيا في وجهه بتوتر وارتباك " سنكون طعاماً الليلة ايها الاحمق" كان صراخها مسموعاً هيا خائفه ..لما هذه السلاسل قويه ..ولما لا تشعر بجناحيها هل بسبب الخوف الذي تحمله؟ هل بسبب مشاعرها التي تلاشت ؟ بإستثناء الخوف ..ام بسبب تفكيرها المشوش والممتلئ بتخيلات مرعبة ..كان يتردد في ذهنها كلام ابن زرياب كانت نبرته حاده ومخيفة ..لكن كيف انتهى بها هنا؟ هل هو خدعها؟ انها لا تتذكر لا تتذكر ماذا حدث بعدما اخبرها ان تغمض عينيها لا تعرف كيف انتهى بها هنا ..انها مشوشة هيا ستصرخ من الفزع هيا على وشك الصراخ انها تبكي تبكي " تباً لما لا استطيع التحرر" اندهش هارلان بعدما سمع بكائها وعلم ان الذعر الذي يملئها كان اعلى المستويات خوفاً ...اصبح قلق ..قلق بشأنه بشأنها بشأنهم ..لم يتخيل ان تكون نهايتهم مكبلين بهذه الطريقة ويكون عشاء لمخلوقات الليلة لم يتخيل ان لحمه سيكون لذيذاً بالنسبة لهم لم يتخيل ان يكون هنا الان كان يظن انهما سينجحان في الهرب كان واثقاً بأنهما سيفرون من هذا المكان الى مكان آمن.

صوت يقترب منهم هذا تنبيه بإن يمثلون انهم نائمين ويحذرون من اي حركة خطيرة توقف الصوت امامهم حتى سمعت الكاي دون رؤية شيء " ايها اللعين لقد خدعتنا .. كنت واثقاً انك خائن قبيح مريض " كان صوت هارلان ، فتحت عينيها حتى رأت الابن اعتراها الصمت لا تريد رؤيته لانها سوف تتخيل كيف يكون شكله وهو ميتاً من فعلتها كيف سيكون طعمه  للحيوانات انها تريد الهجوم عليه وتقطيعه لأجزاء انها تريد ان تعاقبه بطريقة تلائم شكله و عقله لانه اتخذ قرار بخداع هذين الاثنين ..تشتم داخلها .. واعتقد ان هارلان بالفعل يأخذ حقه في الشتم في وجهه ذلك بطريقة مرضية لكن الكاي سترضى اكثر اذا فعلت شيئاً بيديها ..رفع يده بقصد التوقف عن الشتم حتى نطق " جئت لأنقذكما ..اعدكم انا حقاً لا اخدعكم " ضحك هارلان ساخراً من الجالس امامهم " كيف ستنقذنا وان تتجول بمقعد متحرك؟" ابتسم ثم رفع رأسه واثقاً " هذه قدراتي والتي لا تشبهه قدراتكم..سأبهركم بما يمكنني فعله حتى لو كنت ازحف على الارض" اقترب من الكاي التي تتجاهل الحديث معه فقط تتواصل بصرياً وتعود تنظر الى الناحية الاخرى ..حذرها قبل ان يقدم على فعل شيء " تمسكي..وحاولي ان تتجنبي السقوط على قمة رأسك ..لن يعجبك ذلك" نطقت واخيراً قبل ان يبدأ بتحريرهم " ماذا سيحدث لك بعدما تنقذنا" توقف هو للحظة ثم تحدث بإبتسامة مزيفة " لا تقلقي" اردف هيا بطريقة حاده وجادة " اريد اجابتة لسؤالي وليس ان تطمئني " تنهد ولا يزال يبتسم رغم الالم الذي يكبته داخله " على الاغلب سوف يعاقبوني بطريقة وحشية ..مثل ان يقطعون احدى اصابعي ..او اكون ضحية لشاي يجعلني اقبح من ذلك" همست مندفعة ومرتبكة " عليك ان ترافقنا ..عليك الهرب .. عليك ان تتحرر انت ايضاً" كانت تنظر بطريقة جادة انها قلقة عليه لا تريده ان يكون ضحيه لعقاب والديه فقط لانه حاول انقذ الكثير او انقذهما هذا غير عادل ..هذا غير عادل لا تزال تحدق في وجهه وهو تجاهل نظراتها وبدأ بتفكيك السلاسل يضع مادة مذيبة حتى بدأت تفكك شيئاً فشيء فتح يدها اليمنى ثم امرها بفتح الباقي وقبل ان تذاب تستعد للسقوط وبالفعل نجح ذلك سقطت ثم بدأت تساعد هارلان كان الاخر صامتاً وهذا ما جعلها تتعجب لما كل هذا الهدوء ..لا يهم الان بعدما فتحت تقدمت نحو الجالس لكن ما استوقفها كلام هارلان " جناحك ..جناحك تم ازالتهم" استدارت تنظر نحوه متفاجئة ماذا يقصد؟ بدأت تتفقد جانبيها لا تشعر بريش جناحيها انه محق محق تباً اين هما لما كل ذلك الدماء على جانبيها " لن اعود كما انا اذا فقدت اجزائي .. لا لا ليس جناحي انه الجزء الاساسي" مسحت عينيها بعد ذلك البكاء الذي خرج منها عندما كانت معلق على ذلك الحائط ..رفضت اظهار ملامحها لهم ثم شدت على نبرتها وهيا تنظر الى الاسفل بطريقة صلبة واكثر تمسكاً كانت نبرتها تحمل ضغينة تحمل حقد كبير كانت نبرتها حادة وواضحة " لن نخرج من هنا ..حتى اتأكد من مشاهدتهم لفلم رعب بل الاسوأ يتم تصويرهم فيه" امسك بها من كتفها حتى تستدير له ..عاد الى الوراء فزع ، ماتلك النظرة! هل الخوف يفعل ذلك؟ هل الخوف يجعلك تجتهد لقتله؟ هل ستقتل خوفها ؟ يستطيع رؤية ذلك من خلال تلك النظرة المرعبة كانت جادة انها مئة بالمئة جادة في كلامها وواثقة من انها ستفعل امور لا يرغب المرء رؤيتها ..تلك النظرة كانت كافية بأن تسرد اشياء كثيرة في داخل من يراها .
بدأت تضحك بطريقه هيستريه انها تضحك كالمجنونة التي فقدت عقلها تلك الابتسامة المريعة هيا لم تفقد عقلها هيا فقدت الصوت الداخلي هيا فقدت خوفها وضعفها انها تعلن الحرب على شكل ضحكات مجنونة ..مما جعل ابن زرياب يرتعب منها ، هل سيموت هو ايضاً ضحية لتلك القهقهات المجنونة.. انه يشعر بالذعر ويود الهرب لكنه ساكن ساكن ينتظر ان تتوقف وتجعله يطمئن..رفعت عينيها نحوه ثم همست بشكلٍ مريب " اعتقد ان والديك لديهم حظاً جيد لانهما عبثا مع فتاة ..نحيله مثلي" كانت تقولها وهيا تبتسم بتعابير تجعل طفل يتجمد من الرهبة كانت تهمس بتلك الاحرف وهيا تتقدم بخطوات واثقة نحو ..زرياب ثم اردفت " هل مستعد لمحي اسم عائلتك؟" ظل ساكناً اقتربت تنظر نحوه عن كثب "هل سؤالي واضح؟" ثم ابتعدت تضحك مره اخرى وخرجت متجاهلة الطرفان في الغرفة وقبل الابتعاد عنهم اقفلت الباب بحكمة ثم بدأت تتجول في الجوار بحثاً عن الام والاب زرياب اين هما؟ ..صوت احتكاك بجانبها ذهبت تتجرأ على الدخول اليهم والنظر نحوهم غير مكترثة بأشكالهم التي اصبحت بالنسبة لها اقل رعباً.

🎉 لقد انتهيت من قراءة A night in the realm of perdition||ليلة في عالم الهلاك 🎉
A night in the realm of perdition||ليلة في عالم الهلاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن