A night in the realm of perdition||ليلة في عالم الهلاك

حلم بشعور حقيقي.

سرير مريح هذه المره وسادة ناعمة وغطاء دافئ ضجيج مألوف اشعة تداعب عيناه حتى يستفيق من نوم جميل اشتاق الى الشعور بالراحة يرمش مره..مرتان ذهل بعدما تفقد اين هو يتفحص المكان غير مصدق الستائر المنسدله والبيضاء النافذة التي تطل على الشارع اصوات الناس الصاخبة في الاسفل والتلفاز الذي يعرض الاخبار فوق معدته تستلقي احدى الكتب عليه اسرع الى دورة المياه يتفقد نفسه بحاله جيده اخذ يدقق بالكتاب " هل كنت اقرأ هذا؟ لا اتذكر ذلك " شعور غريب هل يعقل انه كان يحلم كل ذلك؟ غير صحيح كان شعور حقيقي كانت لمسات حقيقية! سار نحو النافذه يستنشق بعمق ويتأمل سير الغرباء امام منزله الابيض ذهب يفتح احدى موسيقى الجاز المفضله لديه لكن صادف نفس الاغنية التي استرجعت جميع الاحداث وكيف كانت ترقص ..يحاول ان ينسى حلم بتفاصيل دقيقة وبنهاية غير واضحة واشد غرابة عاد يحمل الكتاب يقلب بالصفحات " انها مرتي الاولى امسك هذا الكتاب لست من النوع الذي يقرأ قصص رومنسية" اعاد الكتاب الى الرف نظر نحو التلفاز قناة الاخبار التي لا يهتم بها بمجرد التفكير في ذلك ينشأ صداعاً لا مفر منه " اريد بعض الشاي الاخضر " فتح الباب ليقابله صديقه في وجهه فرح وسحبه نحو احضانه يهمس " ايثان " يستنشق رائحة عطر صديقه الطويل ذو شعر بني مستدير بطريقة مرتبة نحو الخلف وفك حاد بالاضافة الى وجهه الوسيع الذي يتزين عليه شارب وذقن خفيف ببنية جسدية نحيله ..تعجب صديقه وعلى تعابيره اسأله هائلة سقطت " ما الامر؟" قطب حاجبيه من السؤال " ماذا تقصد لقد كنت مفقوداً لشهرين" حدق به ايثان وقبل ان تكتمل الثواني لتصبح دقيقة اخذ يضحك واجاب بسخرية " صحيح ..صحيح نسيت انك فقدت ليوم ..لقد كان يوماً متعباً عندما كنا نبحث عنك قلقنا لكونك مفقوداً لمده ٤٨ ساعة لا اتصالات ..لا رسائل..تفقدنا منزلك وجميع المناطق اكثر من مره لكن لم نجدك والغريب في الامر عند نهاية اليوم والشرطة تقف خارج منزلك وجدناك تغط في نوم عميق وتهمس بإسم شخص..والمحير ان الشرطة لم ترى جسدك وهو يتسلل الى الداخل " صمت ..كل ذلك حدث ليوم! متعجب ..حائر..مشكك هل يعقل ان ذلك ليس حلم تنهد ثم رفع ذقنه يرسم ابتسامة على شفتيه ونطق " لا بأس ..من الممكن انني نسيت لكن متى كان الوقت عندما كنت نائما" رفع ايثان بصره الى الاعلى يحدق بسقف المنزل وبعدما نظر الى الزهور التي على يساره تذكر ونطق " كانت 3:24 صباحًا " هز رأسه متفهماً ..ماذا لدي في جدول اعمالي هل تحدثت مع المدير؟.." تحركوا نحو الاسفل الى غرفة المعيشه بينما يتحاوران ولكن كانت هناك سلسلة من الاسئلة التي تتقدم بدون توقف هل شرب في ذلك اليوم؟ مستحيل فهو لا يعترف بالكحول! هل يعقل انه اختطف من قبل شخص وفقد ذاكرته او فقد وعيه ام دخل في حلم غيبوبه جعله يظن انها شهور؟ قضية مثيره للاهتمام ومحيره ..هل يقوم بأخبار احد ام يلتزم بالصمت خوفاً ان يظن الناس انه جن بعد اختفاءه ..كيف يتأكد بأن ما حدث حقيقي وان اختفاءه لم يكون يومان بل كانت بالفعل شهور كيف يثبت ان جميع تلك الاحداث حقيقية؟ هل يدع الامر ام يستمر بشد الخيط نحوه حتى يصل الى النهاية؟ يشعر بالانزعاج من كل هذه التراكمات يشعر بالضيق لما يحدث كل ذلك لما هو الذي اختار من بين الجميع ؟ هل لانه مشهور؟ نظر نحو صديقه الذي كان في منتصف حديث ولكن لاحظ انشغال الاخر بالتحديق في اللاشيء " هارلان..هارلان!" يلوح بكفه امام حدقة الثابت كالصخرة حتى انه لا يرمش ..رمش ثم استدار الى صديقه ونطق بتعابير ثابته " هل ألقي الخيط ؟"  تعجب ايثان اي خيط يقصد ؟ نظر بصرامه وهمس بنبره جادة " هارلان هل انت بخير؟ هل هناك خطب معك ؟ لقد كان اختفائك مفاجئ وعودتك اكثر غرابة..عليك ان ترتاح وليس هنا بل في مكان اخر ما رأيك بمنزلي؟" انزل بصره بملامح مرهقة " يبدوا ذلك جيداً " تفهم ايثان ثم استقام على قدميه " اذا هيا اجمع اغراضك سأذهب لجلب بعض الاطعمة السريعة وشطيرتك المفضلة " رفع معصمه وقال بثبات " لا تذهب ابقى معي لن احمل الكثير" صعد الى غرفته التي في اعلى المنزل وجمع اغراضه من ملابس واعمال يحشرها داخل حقيبة دون التكفل بترتيبها توقف قليلاً امام المكتبة التي تحمل اعداد ضخمة من كتبه المفضلة لكن هذا قليلاً بالغرفه التي بجواره توقف امام الكتاب الذي استيقظ وكان يحمله بين يديه امسك به ثم سحبه الى الخارج نظر الى العنوان ثم الى الجهة الاخرى " في الحقيقة لا امتلك كتاباً كهذا!" نعم لم يكون في ذلك الرف لم يكون في هذا المنزل ! كيف جاء الى هنا.. لا يهم القى به داخل الحقيبه واخذ يفتش بأغراضه المهمه بعدما انتهى اغلق الحقيبة امسك بها وذهب ليسحب معطفه المصنوع من الجلد الاسود واسع الهيئة منقوش عليه باللون الابيض احدى سطور اغنيته وفي نهاية الاغنية توجد فراشة زرقاء وحول تلك السطور توجد عيون صفراء منقوشة في جميع الاتجاهات وجميع الاحجام بالاضافة على كتف المعطف توجد معادن تخترق الجلد وايضاً افعى رسمت على كلا الكتفين باللون الاحمر يتزين في اعلى الكتفين بعض اللمعان الذي يمتزج بلونين الاخضر والازرق نظر خلف الباب لا يوجد شيء " ربما تركته ف الاسفل" تفحص الغرفة قبل خروجه لعله يجده لكن لا شيء اغلق الاضاءة ثم نزل ورأى ايثان " معطفي الجلد قد اختفى" قطب ايثان حاجبيه مشكلاً ثقب في جبينه واردف " اتقصد الذي يحمل زهور العنبريس؟" هز رأسه نحو الجانبين وتقدم الى المعاطف المعلقة بجانب الباب" معطفي الجلد الذي قمت بتصميم الرسومات عند تلك الفتاة قبل عامين هل رأيته؟" اخرج حرف الإلف بنبرة مطوله يعلن انه فهم اي واحده يقصد " اتقصد التي كتبت عليها اغنيتك..اتذكر اخر مره رأيتك ترتديها عندما خرجنا للعشاء قبل اختفائك " سحب معطفه الجلد الاخر الذي يحمل زهور العنبريس الوردية مع زخرفة ذهبية وكلمات مديح بأحرف كبيرة سوداء اللون بالاضافة الى انها تتزين بسلاسل تخرج من خلف الرقبة الى نهاية الذراع ..اغلق اضاءة المنزل خرج يقلب بهاتفه لكن هدوء غريب جعله يترك ما بيده ويرفع حدقتيه ايثان يسند يده على السياره مرتدياً نظاره شمسية يشير بكفه على الجميلة البنية الخاص به " ما الامر؟" اندهش ايثان من سؤال هارلان وصرخ انها " سيارة مرسيدس بطراز كلاسيكي سعرها ليس مزحه لقد جمعت كل ذلك المال لشرائها وفي النهاية اسمع ما الامر؟..من المفترض ان تندفع بحماس مفرط وتقوم بفحص السياره والدهشة على ملامحك ..لقد حدث بالفعل خطب ما في عقلك" قفز هارلان نحو السياره وهو يتلمسها والجنون على ملامحه قام بفحص نوع قماش المقعد وينظر الى الكلمات الاسبانية البيضاء التي كتبت على باب السائق " ماذا تعني" حدق به ايثان ثم اردف ببؤس " انسى الامر فقط اركب" امسك بيد ايثان يمنعه من فتح الباب " انا بالفعل متحمس ماذا تقول ؟" تنهد لم يستطيع التفاخر بحماس شديد وغرور ليتباهى امام الغير مبالي فقط نطق بملل " عزيزتي اركبي ودعينا نهرب معاً نحو الفضاء " صعد وقبل ان يلتفت الاخر ليضع حقيبته في الخلف اسرع صديقه بطريقه جنونية جعل من هارلان يحتضن حقيبته بخوف " ايها المجنون لا اريد الموت " بدأ يسيطر على السياره لتتحرك بتوازن وبطريقة سليمة والان يستطيع وضع حقيبته في الخلف.