P1

53 4 1
                                    

"إستيقظ أيها الكسول الفاشل! لا تفعل شيئًا في حياتك سوى النوم والمزيد من النوم!"

"حـ- حسنًا أمي أنا مُستيقظ" أجاب بتأتأه بينما وضع كفيّه أمام وجهه كَدرعٍ للحماية من ضَرباتِ كفيّها

"إنهض حالًا!" صرخت قائلة قبل أن تخرج تاركةً الفتى وحيدًا يُلملم نفسه .. ويتلمس قلبهُ المتوجع من سماع هذا الحديث المَسموم .. دومًا.


"أنا هُنا!"هتف كارلوس بحماس بالِغ ،"إنتظرتك دهرًا ياهذا ، لما تتأخر دومًا؟ يا إلهي أنت لاتتغير أبدًا" أمسك الأشقر بكف الرمادي وقام بِجره وراءه بينما يتذمر بسبب عاده كارلوس السيئة ..عدم الألتزام بالوقت المحدد

"هوّن عليك أيها الاشقر ، كانت فقط بضع دقائق" أردف الرمادي بعدما سَحب يدهُ كي يقوم بترتيب هِندامه المُبعثر بسبب ركضِه السريع ، قلب إلكاي عيناه متجاهلاً ماتفوه به وقبض على كفِه مرةً أخرى وبدأ يجري بسرعه نحو المدرسة.

"ألديك ماتفعله اليوم؟"أردف كارلوس بينما يقضم شطيرةَ المُربى خاصته
"لا أظن أنّي أمتلك شيئًا؟" أجاب إلكاي بعد التفكير لِوهلة ، "انا أقوم بسؤالك لما تسألني بالمُقابل؟" أردف أدعج العينين بيأس من صديقه الأبله

"حسنًا لا يوجد لدي شيء.. قائمتي فارغه ، بماذا ستملَؤها؟" أرتشف الاشقر من عصير التوت خاصته وأجاب ،

"أستمع دعنا نُقابل صديقي!"قال كارلوس بِحماس شديد ، "يا إلهي! صديقُك الفارغ مُجددًا"رّد الأشقر بتململ ، " أصمت هو ليس فارغًا! ثم ماذا تعني بِفارغ؟" قال كارلوس بقليلٍ من الأنفعال

"حسنًا حسنًا تصرف وكأنني لم أقل شيئًا" أنهى ازرق العينين مشروبه ونهض بعد أن أردف مابِجعبته ، "مهلاً! إلى أين أنت ذاهب؟"تساءل الرمادي ، "إلى الجحيم رُبما؟ تأتي معي؟" صرخ من مسافه بعيده ووضع يديه بِجيبيّ بنطاله ثم أكمل"ونعم دعنا نذهب إلى صديقك الفارغ".

صباح اليوم التالي ..

"ها نحنُ ذا!" هتف كارلوس بأبتسامة واسعة
يَقف كارلوس وبجانبه إلكاي أمام مَنزلٍ ما،
طَرق الرمادي الباب الخَشبي بِقبضته أربع مرات مُتتالية ، ثوانٍ مَعدودات وفُتح الباب بِهدوء وظَهر مِن خلفه شاب يبدو في نهاية العقد الثاني من عُمره ، قطب الشاب حاجبيه الكثيفين وتساءل بِصوتٍ هادئ "من أنتما؟ وماذا تُريدان؟"

'أشعرُ أن هذه وقاحة' تمتم إلكاي بصوتٍ يكادُ يُسمع ، ينتقد الشاب الذي لم يقل على الأقل -أهلاً- لهما ، أنتفض جسده بِخفة جِراء قرصه حصل عليها مِمن يقف بجانبه ، إبتلع ريقه بِصمت

أجاب كارلوس الشاب بِقليلٍ من التوتر "أهلاً ، أليس هذا مَنزل مارك ا-"

روحُ زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن