أهلاً يا رِفاق💘
_______________
تجمد الدمُ في عروقة وأحتلت الرجفة جسده ، صوت والدته الناطق بإسمه أحدث إضطراب في نبضات قلبه ، "بني"قالت بنبرتها الحانية وأقتربت قليلًا لكن صُراخ الأشقر جعلها تتوقف في مكانها بكفين ممدودتين ، "لا تقتربي!" صرخ بِحدة
"بني أين كُنت؟ لما جعلتني أقلق؟ ولما أنت متسلل هكذا؟ أخبرني مالذي يجري ياعزيزي؟" بصوتٍ مليء بالقلق تحدثت ، أبتسم بِسخرية مُلتفًا إليها بكامل جسده "ولا زلتي تنطقين هذه الكلمة اللعينة ، هذه الكلمة المُزيفة" ، عقدت حاجبيها بعدم فهم وأردفت"ماذا تقصد؟ أيُ كلمة"
تنهد بضيق ، قلبهُ يؤلمه ، ١٨ سنة كان تحت رعايتها ولن يستطيع نكران ذلك أبدًا ، هذا ليس بالهيّن لكي ينساه ، والده كان قاسٍ .. وهي أيضًا كذلك لكن هي امرأة ، تمتلك قلبًا أحن وألطف من والده الذي لم يكن يهتم لأجله قيد أنملة ، سواء مرِض أو لم يأكل لأسبوع.. هو لن يهتم
"تقولين بني.. وأنا لستُ كذلك" نطق بصعوبة وغصه تكونت في منتصف حنجرته ، يشعر بقلبهُ يحترق
"أنتظر ، أنا لا أفهم ماتقول!" أردفت بِعدم فهم بينما تتقدم نحوه ، "في ذلك اليوم ، أنتي وأب- أقصد أنتي وذلك الرجل كنتما تقولان أنني لستُ الأبن الشرعي لكما وأنني مُتبنى" نطق أحرُفه بِثقلٍ أهلك فؤاده ، نطق وهو يمتلك قليلًا من الأمل ، قليلًا فقط ، ربما تنفي هذا الأمر ، ربما كان مايقولهُ كارلوس صحيحًا..
أبتلعت لويسيانا رِيقها ببطء ، لا تعرف ماذا تقول في هذا الوضع ، هي توقعت ذلك بالفعل ، توقعت بأنه أستمع لهما تلك الليلة ، لكن لم تكن مُستعدة لمواجهة الواقع ، قطع إلكاي الصمت بِصوته المُرتجف "ذ-ذلك صحيح إذن؟"
ألتزمت لويسيانا الصمت وأشاحت عينيها بعيدًا ، زفر إلكاي بإرتجاف وهمس بِخفوت"حسنًا ، فهمت" ، ألتف لكي يغادر ، المكان خانق جدًا هنا ، تنبهت والدته لذلك وتقدمت هاتفةً"إنتظر ، إلكاي! دعنا نتحدث" ، توقف صارخًا " نتحدث في ماذا؟ نتحدث في ماذا أرجوكِ أخبريني؟" ، أحنت والدتهُ رأسها ، لا تدري ماذا تقول أو تفعل
تقدم مارك واضعًا يديه فوق كتفيّ الأشقر من الخلف"إلكاي اهدأ" ، "كيف اهدأ أخبرني! أنا - أنا لا أستطيع أحتمال هذا بعد الأن" أنخفض صوته بآخر حديثه
تنهدت والدته وأردفت "أستمع إلي ، أنا لا دخل لي في كل هذا" ، نظر إليها قائلًا"لما كنتِ تنهريني دومًا إذًا؟ لما كنتي تخنقيني تحت مُسمى الدراسة؟ أنتي حتى لا تجعليني أستمتع قليلاً بعد كل تعبٍ ومجهود ، بعد كل درجاتٍ عالية كما ترغبين ، لا أجد أي مُكافئة لِجهودي ، عند خروجي مع اصدقائي ، لا يجب علي أن أبقى معهم بعد الساعة الحادية عشر لأن ذلك يُعتبر متأخرًا جدًا ، لا يجب علي أن أستنشق الهواء النقي عصرًا لأنه يجب علي أن أدرس طوال يومي وحياتي ، أرجوكِ أنا تَعب لِلغاية ، هذا يكفي" ، عينيه أخرجت بعض الدموع الحزينة ، هو صغير جدًا على كُل هذا ، يشعر وكأنه يريد البكاء للأبد حتى يرتاحُ قلبه الحزين
"من أجل والدك" رفعت رأسها بعينين دامعة "من أجل والدك و-" ، "سحقًا لا تقولي والدك!" صرخ بصوتٍ متحشرج ودموعه أنهمرت فوق وجنتيه ، رأسه مُنحني وخصلاته أخفت عينيه الدامعه وأردف بصوتٍ منخفض بعدها"لا تقولي ذلك ، لا تقوليه!"
أغمضت عينيها بإرهاق وأكملت"من أجل أن تكون مايَرغبه ، من أجل أن تَرث أملاكه من بعده" ، تجاهل ما قالته وأردف"إلى متى كنتم تنوون إخفاء ذلك الأمر عني؟"قال بِخفوت
"أنا أرغبُ في أخفاءه طوال حياتي ، لم أفكر في يومٍ من الأيام أنك لستَ من دمي ولحمي ، أعلم أن حديثي مُناقضًا لأفعالي السابقة ، لكن تأكد كل مافعلته كان لِمصلحتي ومصلحتُك ، والدك كان يجبرني على جعلك مُتفوقًا ومميزًا ، ولم أجد حلاً غير القسوة ، أنا أسفة من كل قلبي ، أسفة لِكل ما بَدر مني ، أطلب منك العفو .. بُني" تحدثت بنبرة حانية للغاية ، صوتٌ هادئ ودافئ لامس قلب الفتى الضائع الذي خبأ ملامحهُ بكفيّه وأجهش بالبكاء
كارلوس بالأسفل لم يستمع لأي شيء عدا صرخة إلكاي في وقتٍ سابق ، القلق يأكل قلبهُ بالفعل ، هو لا يعلم ماذا يجري بالضبط
مارك الذي يقف خلف إلكاي الذي لازال يبكي ، يشعر وكأنه سيبكي معه ، يشعر بقلبهِ يتقطع لِرؤية صديقه المبتسم والهادئ مُنهار الأن ، هو لم يعلم أنهُ كان يعاني من هذا كله وحده! ، هو يشعر بأنه صديق غير جيد لأجل الأشقر
"بني لا تبكي ، أنت تؤلم قلبي"أردفت بوجنتين مُمتلئتين بالدموع ، تشعر بالذنب لدرجةٍ لا توصف
بعد بُرهة وقف الأشقر ناظرًا لِمارك قائلًا بِصوتٍ أقرب لِلهمس ، "هيا نَرحل" ، "أرجوك بُني عُد قريبًا ودعنا نتحدث بِهدوء أرجوك" أردفت بترجي ومالاقت إلا الصمت من الذي أمامها
نَزل الإثنان بِصمت غلف الأجواء حولهم ، نَظر كارلوس إليهما بِقلق وأردف مُتسائلاً "ماذا حدث؟" ، أشار لهُ مارك بالصمت للوقت الحالي وأومئ الرمادي بِقلة حيلة
غادروا المنزل بقلوبٍ مُثقلة ، لا يعلمون ماذا تُخبئ الأيام من خيرٍ أو شر ، حزنٌ كان أو فرح.
__________________
إنتهى!دمووع
إلكاي يكسر الخاطر:(
الأم حزنتني بعد😞شكرًا للقراءة🖤.
أنت تقرأ
روحُ زهرة
Short Storyكَروح زهرة ، يُرهقه الجفاف ويُحييه المطر ، يُرهقه الألم ويُحييه الحُب .. لا توجد الكثير من الكلمات ، رواية قصيرة بسيطة ، بطلها شاب يُدعى إلكاي وصديقيه كارلوس ومارك.. إستمتع بِبساطتها وأكتشفها بِنفسك. التصنيف: كوميدي - شريحة من الحياة