part 26

922 68 40
                                    


ما قَبل الأخير .

دائماً ما يرغبُ الشخص أن يقع بالحُب ، يكون مُتلهفاً بكلِ غباء لأن يمتلئ قلبهُ بالمشاعر ..
يلحُ على أن يُجرب العِلاقة التي تبدو لهُ لَذيذة ، يمشي بأتجاههِ بِكل رغبةٍ و طَواعية جاهِلاً بأنه يسير نحو هلاكهِ .

سيأخذهُ الحبُ على مَهل دونَ أن يدرُك ، يسلبهُ مِن نفسهُ ويرفعهُ لأعلى درجاتِ النشوة والجَوى ، ثُمَ يلطمهُ بالأرض على وجههِ ساكناً مُستكيناً ..
بعدَ أن نفذتْ مشاعرهُ و غادرَ قلبهُ لِيصبح أسيراً في أحد سجون الغرام .
تحتَ تُهمة العشق . تِلك التي يكون عِقابُها وَخيماً !

أستيقظتْ دون أن تُحرك ساكِناً ، كانتْ تبدوَ باهِته ، شيئاً ما ناقِصاً فيها ..
تبدو الأيام لها رَمادية ، لكنها مُجبرة على أكمال دربِها .

غادرت منزلها وقصدتْ الشركة سيراً بعد أن وضعت سماعات هاتِفها ، تستمع للأغاني التي لا تُزيدها سوى وجعاً و حزناً فوق حُزن .

تبدو كُل الكلمات وكأنها تقصدهُ ، بينَ كُل ايقاع وآخر يتراوى لها أسمهُ ،
يُخيل لها جميع الناس هَو ، ذلكَ الرجل الذي يصعد الحافِلة ، او هذا الذي مّر فوق دراجتهٌ.. يملكُ نفس شعرهُ الأسود

ذلكَ الثُنائي يداً بيد ، أبتسمت ترمقهم بِشرود .. تتمنى لو تستطيع هي أمساك يدهِ هكذا ، أن تضمهُ حتى تشعر بهِ داخل روحِها ..
أن تُقبل وجنتهُ أمام نهر الهان دون الخوف مِن أحد ، دون الخوف مِن القادم .

لِما دائماً عليها أن تحسبُ خطواتها معهُ ، لما يجب أن تبعد نظرها عنهُ في كل مرة خوفاً مِن أن يفهمهم أحد ..

هي كانت مُستعدة للتضحية بِذلك مِن أجلهِ ، لأنها تُحبهُ .

لكنهُ دمرَ كل ذلك بِتصرفاتهِ معها ، تشعر بهِ يبتعدُ عنها .. هي تجهل سبب ذلك ، لكنها ستنتظرهُ .. لن تكون هي من تُفلت يده أولاً ، لعلهُ مُرهق كما قال .
تأمل ان يتخطوا هذا النزاع سوياً ، لأنها لا تُريد أن تفقدهُ !

أما هو كان يجلسُ على طَرف سريرهِ ، يحملُ بيدهِ قبعتها التي منحتهُ أياها ،
لن ينسى ذلكَ اليوم أبداً .. حينما وضعت فوق رأسهِ قبعتها تمنع الآخرين من رؤيتهُ يبكي .

لم تكُن نوعهُ المُفضل !
لم تعجبهُ عندما رأها لأول مرة حتى ..

لكنها سرقت مشاعرهُ رويداً دون أن يدري كِلاهما ذلك .
لم يحبها حُباً زائفاً لأسباب زائِلة ، أحب مواقِفها معهُ .. أحب طريقتها في الوقوف بِجانبهِ دون أن تشعرهُ بعدم الأرتياح .. أحب أزدواجيتها كيف أنها تكون صارِمة مع الجميع لِتُقلب بعدها الى مصدر دفئ .. لهُ فقط .

BigHit companyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن