جالسة على مقعد خشبي في حديقة عامة ، ليس مكاني المفضل ولكن صديقي أرغمني على القدوم بعد أن حاول أن يقنعني بالخروج من المنزل فأسبوعين من البقاء وحيداً في المنزل شيء كارثي بالنسبة لهأخدت أقرمش رقائق البطاطس بينما أهز رجلي ، لقد كان روبرت يتحدث بإستمرار دون توقف ومع صوت رقرقة الماء في النافورة وأصوات الأطفال ... لقد كان الوضع أشبه بالجحيم بالنسبة إلي
أنا وروبرت مختلفون جداً وعلاقتنا غريبة ، لا أتذكر حتى كيف التقينا ، ولكنني متأكدة بأنه هو من حاول مصادقتي فأنا هي تلك الفتاة التي لا تحاول حتى الحصول على أصدقاء ولطالما اعتبرت عائلتي هذا الشيء غير مقبول ، ولكنني لا أهتم لأرائهم لتلك الدرجة حقاً ...
مع كثرة الضوضاء وانغماسي في التفكير رافعة رأسي وموجهة بنظري نحو الشجرة ، كانت الشمس مزعجة وقوية في هذا الوقت ولكن هذا لم يمنعني من التمعن في ذلك العصفور الصغير
لا أدري لماذا ولكنني لا أنفك عن سؤال نفسي عن ماذا سيحدث لو كنتُ كائناً بسيطاً مثل العصفور ، ستكون الحياة أسهل بالتأكيد ! ، ولربما كنتُ أستطيع التخلص من العديد من المشاعر التي تؤذيني
وكزني روبرت وعاتبني على عدم الاستماع له ، نظرت له بنظرة أسف ليتنهد هو ، إنه دائما ما يفهمني وهذا أفضل شيء فيه
تنهد هو لأقف أنا من على ذلك الكرسي قائلة بقليل من الانزعاج فأنا لا أود أن أجرح مشاعره
- هيا بنا ، أعتقد أن ساعة في الحديقة تكفي السنين القادمةزم هو شفتيه وضيق عينيه ، حركاته هذه تنبئ بأنه يفكر بشيء ما وغالبا ما يكون شيءً لا أحبذه ، ولكن السؤال ماهي الأشياء التي أحبها أصلاً ؟ لطالما أستنكرت حب الناس للأشياء ، كالهوس بلون معين ، أغنيه ما ، أو حتى بقطعة مجوهرات
لم أستطع يوماً أن أحب شيءً لتلك الدرجة ومع ذلك اعتبرت ذلك شيءً جيد فعلى الأقل أستطيع أن أترك ما أشاء من غير أن يُجرح قلبي ...
-لنذهب إلى المقهى ونشرب كوباً من الشاي ، أريدك أن تساعديني في بعض المسائل الرياضية فكما تعرفين الإمتحان الأسبوع القادم
هززت كتفاي قائلة بإنزعاج مزيف
-وكأنه لدي خيار أصلاً ! ستجرني لهناك إن رفضتابتسم هو بإنتصار لينهض فوراً مربتاً على رأسي فعلى الرغم من أننا في نفس العمر إلا أنه طويل كأشجار النخيل
- أنا لست حيوانك الأليف لتقوم بهذا !
قلتها بإنزعاج ليضحك هو رافعاً كفاً يديه خلف رأسه ماشياً بسعادة وكأنه ربح يناصيب السنةكيف يمكن لإنسان أن يكون سعيداً حتى من دون سبب !
أحياناً أشعر بالغيرة منه فهو ذلك الطالب جيد السلوك و محبوب الفتيات ولا أدري لماذا أختارني أنا لأكون صديقته !
أنت تقرأ
القضية المكسورة
Mystery / Thriller- تنهض ميرا من حادث قوي يفقدها ذاكرتها لتعود لمنزل عائلتها المفككة وأختها التي اختفت منذ الحادث مدعيين أنها في مدرسة داخلية لتبدأ في رحلة الكشف عن الحقائق المخفية وأسرارهم والتي سرعان ما تبدأ بالظهور ما إن رأت شبح أختها رين وهي صغيرة .