القضية المكسورة

-5-

-لازلت لا أصدق أنني نمت بعمق بعد هذا كله
ضربت الطاولة بيدي منهية حديثي مع روبرت الجالس أمامي
نعم لقد حكيت له كل شي
بينما هو يفكر بعمق في الموضوع لدرجة الشرود
-لما تعتقدين أن أختك تلحقك
قالها هو بنبرة غريبة لأتأفف أنا
-لا أدري أنه لضرب من الجنون
حمحم هو ليغير نبرته لأكثر جدية
-دعينا نغير السؤال لواحد أكثر أهمية لما شبح أختك مغطى بالدماء؟
اضطربت قليلا لما لم أعطي الموضوع أهمية من قبل
أيعقل أن شيءً سيئاً قد حدث منذ زمن
ولكن ذاكرتي سليمة قبل الحادث إني أتذكر كل شي جيداً عدا شجاراتنا المستمرة لم يكن هناك أي شي مثير للأهتمام أو ربما أنا لم أكن أعطي اهتماماً لما يحدث حولي
-ركزي قليلاً ميرا !
قالها روبرت عاقداً حاجبيه يبدو أني شردت لفترة
تحاشيت النظر إليه وقلت بنبرة متوترة للحظة شعرت وكأنه محقق
-حسناً ، إن وضع عائلتنا معقد قليلاً قبل الحادث
أتذكر أنني أنا وأختي مختلفتان جداً
أختي كانت غريبة الأطوار وانطوائية ولكنني أتذكر جيداً جانبها العدواني
نظر لي روبرت بأهتمام أكثر وكأنه وصل للنقطة التي يريدها
لأكمل أنا بتبرير
-لكنها لم تكن دائما هكذا أعني ...
أخذت أعبث بطرف كمي وشعرت بالإحراج
-أشعر بطريقة ما وكأنني كنت السبب في هذا ، في شخصيتها هذه ، كنتُ الطفلة الأولى المدللة والمحبوبة من الكل والاجمل أيضاً وبطريقة ما شعرت هي بأنها غير مرغوب بها
وبدل أن أساعدها بصفتي أختها الأكبر زدت الأمر سوءً ، عاملتها وكأنها منافسة لي ، لم أردها أن تكون مثلي وبتصرفاتي الطفولية ، اوه يا الهي لقد دمرت حياتها
وضعت رأسي بين يدي وأردت البكاء بشدة
لا لقد اردت الهروب من هذه المدينة بأكملها
-هي ميرا لقد كان هذا من الماضي ألا تتذكرين شيءً عن مراهقتكما
قالها هو بفضول
رفعت رأسي وشعرت بعدم الارتياح ، أليست هذه وقاحة ؟ فضولك أقوى من أن تساندني في لحظة ضعفي
شعر هو بنظراتي ليغير من وضعية جلوسه بتوتر
ولكنه لازال ينتظر إجابة مني
-لا أتذكر الكثير على الرغم من ارتيادتنا لنفس المدرسة لقد كنت اتجاهلها طوال الوقت
أصدقائي ، اصدقائي السابقون لم يحبوها
وأنا لم أُرِد أن أخسر أصدقائي من أجلها

نظرت نحو روبرت بخوف ، خائفة أن يتركني بعد أن يعرف شخصيتي السابقة ولكنه همهم بإهتمام فقط
قائلا
-لا بأس ، لا بأس كلنا نقترف أخطاءً في الماضي ما يهم هو حاضرك فقط

شعرت بالقليل من الارتياح بعد أن عرفت أنه لن يحكم علي
-لا تبدين بخير ،لما لا نشرب كوباً من الشاي
قالها بإبتسامة خفيفة لأومئ أنا بسرعة وأنهض وراءه

____________

-رو أنتظري
افزعني صوت نواه لألتفت على الفور
لأراه يبتسم لأبتسم أنا أيضاً بتوتر
شددت بيداي على حقيبتي وأخذت أنظر حولي
منتظرة ما سيقول
-هل تذهبين معي في موعد ؟
قالها بقليل من الإحراج لأصدم أنا
ماذا ؟ لما أنا
كان واقفاً أمامي منتظراً إجابتني لأتوتر قبل أن أوافق
زادت ابتسامته هو أكثر ليخبرني بالتوقيت والمكان
يا إلهي مالذي فعلته بنفسي