-3-

30 2 0
                                    


‎لا أستطيع وصف شعوري حاليا ، يقولون أن المُحبان الوحيدان لك هما والداك وأن الأم هي مصدر الحنان كله
‎فإذا لم أكن محبوبةً من والداي فكيف سأتوقع من الأخرين أن يحبوني!

‎لقد بقيت تلك الهالة الحزينه حولي لأسبوع كامل بعد ذلك الحدث المروع ، وأسوأ ما في الأمر هو أنه علي التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ولم أستطع حتى التغيب عن المدرسة
‎أعتقد أنه في وقتنا الحالي ما يهم هو ما تنجزه فقط بعيداً عن مشاعرك أو تعبك النفسي والجسدي هما فقط لا يهمان

‎بينما أنا جالسة على السرير أحادث نفسي ألقيت نظرة على النافذة ، لقد كان الجو بارداً والثلوج بالفعل تهبط وكأنه لا توجد حياة بالخارج على الإطلاق لقد كان الجو موحشاً

‎وبينما كنت أغوص في أفكاري تذكرت الأغراض التي كنت أريد البحث عنها !

‎فكرت أن أبحث في القبو على الرغم من أن الفكرة كانت مخيفة بعض الشيء
‎ولكن فضولي كان أقوى

‎لذا لبست ثياباً ثقيلة وأخرجت معي مصباحاً وأتجهت إلى الحديقة حيث القبو

‎كانت طبقات الثلج سميكة ولم أنتبه كثيراً ولحسن حظي وقعت على الفور بعد أن غطست رجلي في ثلج عميق السمك

‎نفضت الثلج ونهضت بعصبية وفتحت باب القبو المتجمد
‎كان المكان بارداً ومظلماً مع أن مصباحي كان مشتغلاً

‎وجهت مصباحي صوب قدماي حتى لا أتعثر في طريقي لأجد كماً هائلاً من الحشرات تحت قدماي

‎حاولت الابتعاد بسرعة وأنا أقفز من الهلع ليسقط مصباحي

‎وقفت عن العبث ما إن رأيت أن المصباح يوجه ضوءه على أقدام صغيره واقفة ، لقد عرفت ذلك الفستان ، إنها هي!
‎وتبتسم ابتسامه غريبة استطعت لمحها عبر ذلك الظلام

‎سرى الرعب خلال جسدي ولكنني لم أستطع التحرك من مكاني

‎فجأة اختفت من أمامي في رمشة عين لأبحث عنها

‎لسوء حظي سمعت صوت تنفس خلفي وقبل أن أقوم بأي رد فعل شعرت بنفسي أُدفع لأفقد توازني وأقع

‎نسيت المصباح ، والحشرات والبرد

‎فقط جريت لأخرج من القبو نهائياً وقد نجحت في ذلك

‎لقد كان مستوى الأدرينالين مرتفعاً وقد عانيت وأنا أحاول أن أتنفس بصورة طبيعيه وأن أقلل من إرتجاف جسدي
‎وبينما أجلس على عتبة الباب لاحظت ذلك الدم الذي يسيل من رجلي

‎فتحت عيناي هلعاً
‎- كيف حدث هذا أنا لا أجرح نفسي
‎تمتمت بذلك وأنا أرى يدي الملطخة بعد أن لمست الجرح

‎شعور بالذعر انتابني ولا أعرف لماذا وأحسست وكأن هناك حادثاً ما لي تضررت فيه بشكل كبير
‎ولكني لم أستطع التذكر
‎سمعت صوتاً قطع حبل أفكاري، لم أحاول أن أعرف ما هو حتى
‎لقد نهضت رغم الألم وجريت بأقصى سرعة لداخل المنزل

القضية المكسورة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن