-6-

27 2 0
                                    


-إذا أنتِ تعتقدين أن هنالك جريمة حصلت ذلك اليوم
حركت رأسي بالإيجاب
نظر لي بطرف عينيه مقترحاً
-لما لا نذهب للمكتبة بعد امتحاني ، هناك أرشيف للجرائم التي حدثت هذه السنة
-فكرة جيدة ولكن كيف سأهرب من المدرسة
قلتها بسخرية
ليهز رأسه
-لا تقلقي سأمثل أنني عمك أو ماشابه وأنه لديك ظرف طارئ
اقتنعت فورا إن مظهر روبرت يوحي بأنه كبير في السن على أي حال لذا لما لا
فقط آمل أن يمر الأمر بسلاسة

__________

-هيا بنا
قالها روبرت والابتسامة تعلو وجهه
من الحماسة لم أستطع التعبير
-لقد خدعناهم
همست بها بعد أن ابتعدنا عن المدرسة وكأن هناك من سيسمعنا
ابتسم هو في المقابل لنكمل طريقنا حتى نصل للمكتبة
-هل تأتين هنا دائما ؟
قال روبرت بينما يتجول في الممرات
-لا ، لماذا ؟
توقف هو ونظر لي بتعجب
-يبدو أنكِ تحفظين طريق المكتبة جيداً كما أنكِ تعرفين ممرات المكتبة
-أنا لست دودة كتب
رددت بغضب غير مبرر ليتفاجأ هو ويسكت
لأدرك الوضع وأشعر بالإحراج التام لأكمل طريقي وأصل إلى أجهزة الكمبيوتر

فرقع روبرت أصابعه ليقول مخاطباً نفسه
-لنبدأ البحث !
التفتت للفور لأحد الكمبيوترات وأبدأ بحثي أيضا
وبعد حوالي نصف ساعة...
-انظري ميرا لقد وجدت شيءً
نهضت على الفور لأرى ما هو موجود على شاشته
-حادث سير وقع في منتصف الليل لفتاة قاصر كانت تقود السيارة مسفرة عن إصابات خطيرة للقائدة وموت أختها

شعرت للحظة بالدوار الشديد مما قرأته
نهض روبرت محاولاً إمساكي
-ميرا لابأس اهدئي ، لابد أن هناك شيءً خاطئاً لقد قلتي ذلك بنفسك لم يكن حادث سير
نهضت فورا رغم الدوار ووافقته
-نعم ، هناك شي خاطئ لا يمكن لأختي أن تموت
إنها في مدرسة داخلية ولكن كيف يمكن أن تكذب الصحف !
-أنتِ قلتي أنه هنالك من يراقبك إذا الموضوع أكبر بكثير مما نتخيله ربما عصابة تلاحقك لذا زوروا الخبر ليحموا عائلتك

نظرت له بإستغراب بما يهذي هذا الشخص
ربما هناك شيء نعم ولكن من المستحيل أن يصل
الأمر لخيال روبرت
حاول هو تمالك نفسه بعد رؤية تعابيري
ليغير نبره صوته ويقول
-يجب عليكِ البحث عن أختك ،اتصلي بالمدرسة الداخلية
-صحيح ! سأذهب الأن شكرا روبرت ، على كل شيءً حقاً
لأهم بالخروج ، لا يوجد وقت لتضييعه

_______________

جلست ميرا على الكنبة الموجودة في غرفة المعيشة بالأسفل في المنزل
حيث يوجد الهاتف والعناوين والأرقام
بحثت في الدفتر عن اسم مدرسة رين
-أنه موجود بالفعل غريب
همست بها بينما ترفع سماعة الهاتف وتدخل الرقم
وفي الدرج من أعلى كانت أمها تختلس النظر عليها
وملامح الذعر عليها
-لما هي هنا من المفترض أنها في المدرسة !
فكرت بها الأم لتضع يدها على وجهها محاولة تهدئة نفسها

-أوه مرحبا !
نهضت ميرا على الفور من على الأريكة بمجرد سماع صوت من الطرف الأخر للهاتف
-مرحبا سيدتي معكِ مدرسة ساند الداخلية ، بما أخدمكِ؟
تأتأت ميرا للحظة لتلم شتات نفسها وتقول بنبرة عملية
-أريد السؤال عن احدى طالباتكِ ، رين آشفورد
-لحظة فقط ،نعم إنها مسجلة هناك
صعد الادرينالين في عروق ميرا لتقول بلهفة
-هل يمكنني التحدث معها ؟
-للأسف لا ، لا نستطيع ذلك
ردت بهدوء لتعقد ميرا حاجبيها بغضب وتقفل الخط بوجهها بقوة
-سياسة المدارس الغبية
خرج صوته من بين أسنانها التي تحتك ببعض
-حسنا ، حسنا ، لنحاول الاتصال برقمها الشخصي
لم يكن موجوداً في الدفتر ولكنها تحفظه عن ظهر قلب
رن الهاتف لتهمس
-حسنا ليس مقفلاً بداية جيدة
ولكن لم يرد أحد وقبل أن تغلق سمعت صوتها لتظن أنها هي ولكن تبين بعدها أنه رسائل البريد الصوتي
-مرحباً إنها رين ،سأعاود الإتصال لاحقاً
خرج صوتها بارداً ولكن لم تعر ميرا ذلك انتباهاً ولم ترسل رسالة صوتية لها
أقفلت الخط بهدوء وتغيرت تعابير وجهها لواحدة جامدة
-هي حية إذا
قالت بهدوء عائدة للأريكة
وضعت كفيها على رجليها وأخذت تنظر للفراغ
لقد كان الصمت مميتاً ولم يُسمع إلا صوت الساعة
مرت الساعات وهي على نفس تلك الوضعية المريبة

القضية المكسورة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن