الفصل الأول :
" في هذا الكون الفسيح تجتمع سبعة كواكب في منظومة عجيبة ،
تتشابه في كل شيء و كأنها انعكاس مرايا لصورة كوكبنا الأم ،
إلا أنها ذات أبعاد زمنيةٍ مختلفة تتوقف على المكان وسرعة الانطلاق ".
....................المشهد الأول :
و من ظلمة الكون لظلمة المختبر الذي اخترقه ضوء مُنبعث من باب الغرفة و هو يُفتح !
ظهر شاب في العشرين من عمره تبدو على وجهه أمارات الفضول و الرغبة في الإزعاج !!
دخل خلسة !! بخطوات تصدر فرقعة أصابعه التي يرتكز عليها و هو يسير ببطئ خوفا من أن تستيقظ أخته التوأم،
والتي كانت تغفو جرَاء الإنهاك من العمل الذي دام أشهرا عدة،
و قد كانت لتوها انتهت من اختراع عجيب قديم جديد هو الإسطرلاب الناقل !
كان الإسطرلاب قد وُضع على طاولة صغيرة في الشرفة المطلة على النجوم
بجانب الكرسي الكهربائي المدلك الذي تستلقي عليه المخترعة
((ضحى))
و في حضنها جهاز الحاسوب و هي تنام بعمق بعد التدليك المريح ،
دون أن تحسب حسابا لمن قد يعبث بأجهزتها !!
انبهر
((وضاح))
بالضوء الذي كان يصدره المعدن المشع المتصل بالإسطرلاب والذي يمده بالطاقة ،
فأخذ يتفحص الجهاز ثم جلس بجانب أخته و هو يقول :
" لا أظن أن أختي العزيزة تمانع في أن أكون أول من يجرب اختراعها الرائع "
..يحدق بالحاسوب ثم يتابع بسخرية :
"لقد فرغت مدخرة الحاسوب مثلما فرغت مدخرة أختي !!"
ثم قام بتصويب الإسطرلاب لتحديد موقع إحدى النجمات ،
و ما إن فعل ذلك حتى انطلقت طاقة قوية من الإسطرلاب ،
دفعت الأخوين بسرعة مذهلة عبر أنفاق دودية تربط الأبعاد الكونية ببعضها
حتى وجدوا أنفسهم يقعون فوق أسطح أحد المنازل !!
..................
المشهد الثاني :
استيقظت
((ضحى ))
و هي تحملق في المكان ثم التفتت لأخيها
((وضاح ))
الذي يحاول النهوض و هو يضع يده على ظهره بعد الهبوط المووجع!
فانقضت عليه ممسكة بربطة عنقه و قد اجتاحتها نوبة الغضب المعهودة ،فصرخت :
"هل حرَكته ؟ أجبني هل حرَكته ؟ ألم أقل لك إياك أن تلمسه!!"
و ببلاهته التي اعتادت عليها أخته يستفسر :
" حرَكت ماذا ؟! ثم أين نحن ؟ هل وصلنا ؟"
تهزه بقوة و تقول بيأس شديد :
" أخيي ... أرجوك كن جادا و لا تثر أعصابي أين الإسطرلاب الناقل ؟؟ "
يستوعب
((وضاح))
و يردّ ببرود :
" آه .. أجل .. لقد كان اختراعا عظيما أهنئك أختاه ..
يبدو أننا انتقلنا لأحد الكواكب السبع ..
صدقيني عزيزتي سيرمون دماغ أنشتاين و يضعون دماغك بدلا عنه ! ..
يا لك من مبدعة ..و سيندم المكذبون لنظريتك بعد هذا الإنجاز ..
لكن عليك ألا تسمحي لهم بالتمادي ..
و بصفتي أخاك الأكبر لأني ولدت قبلك بعشر دقائق ..
سأنصحهم بأن يعودا للدراسة في الروضة .. فهذا أفضل لهم ..."
تقاطعه صرخة
(( ضحى ))
الثائرة :
" أنت تدفعني للجنوون .. أخبرني أين الإسطرلاب النااااقل "
بصوت خائف متردد يرد
((وضاح )) :
" يالا روعة جمالك اليوم أختي ... أظن في الحقيقة ... أن ... الإسطرلاب وقع في أحد الأماكن هنا ..
لا تنزعجي توأمي ..سأجده في الحال "
تولول
((ضحى )):
" يا ويل ويل ويلي .. علينا إيجاده قبل أن يعثر عليه أبله آخر و يذهب خلف الشمس " .
فقال
((وضاح ))
متسائلا ، و هو ينظر بغباء مصطنع يريد غيظ أخته:
"الشمس!! أوليس الإسطرلاب خاص بمواقع الكواكب أختي ؟! و من الأحمق الذي سيذهب هناك ، الجو حار جدا ؟! "
فخاطبته من بعيد و هي تطل من على سطح المنزل :
"إننا في النهار ومن الخطر إذا حُرَك جهة الشمس أن ينتقل إليها و عندها ستكون كارثة"
فقال
(( وضاح ))
في نفسه و هو في غاية السعادة :
" جيد أنني كنت في الليل عندما حركته كم أنا محظوظ .. ".
فنادته
(( ضحى)) :
"وضاح أنظر .. إنه في الأسفل عند عتبة الباب أسرع و أحضره قبل أن يخرج أحدهم "
و في أثناء نزوله فتحت إمرأة الباب ،
فتسمر
((وضاح))
بمكانه ،
و همت بالخروج من المنزل إلا أن الإسطرلاب الملقى عند قدميها استوقفها لحظة
:"آه .. ما هذا ؟ أهو إسطرلاب سيدي الذي كان يبحث عنه ؟!"
فالتقطته و أدخلته ووضعته عند إحدى النوافذ ثم خرجت ...
نزلت
(( ضحى ))
مسرعةً و اقتربت هي و أخيها من النافذة و أخذا يراقبان و يبحثان في وسيلة لاسترجاعه ...
فأبصرت عيناهما داخل البيت فتاة جميلة تبدو في الرابعة عشرة من عمرها و هي تتوجه نحو الإسطرلاب .
فشهقت
(( ضحى )):
" الإسطرلاب!! .. الفتاة في خطر "
فقال أخوها مهدئا :
" لا عليكِ ..لا نجوم في المنزل "
إلا أن التهدئة تحولت إلى ذعر عندما خرجت الصبية من المنزل و هي تحرك الإسطرلاب بفرح جهة السماء !!
فتسابقت صرخاتهما و خطواتهما إلا أن الفتاة و الإسطرلاب قد اختفيااا !!٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
مرررررحباااااا أصدقااائي وقرااائي الأعزاااء😍
آمل أن تكونوا قد استمتعتم بالفصل الأول من قصتي الجديدة من تأليفي
((الإسطرلاب العجيب))
أحداث شيقة تنتظركم في الفصل القادم فترقبوووووووا 😄
وأرحب بجميع انتقاداتكم البناءة
مع تحياتي محبتكم
Waalrd😘💐
أنت تقرأ
الإسطرلاب العجيب!
Science Fictionبين الأندلس والقدس ! أبطالٌ مسلمون من مختلف الأزمنة والعصور جمعتهم الصدفة في مكان واحد! فهل سينجحون في تحقيق هدفهم الأسمى ؟! مغامرات وبطولات وأحداث ملحمية شيقة تنتظركم أصدقائي في هذه الحكاية فتابعوها جميع الحقوق محفوظة لل...