المتمرد البـطـل!!

445 32 56
                                    

الفصل الثالث :
المشهد الأول :

كانت الأرض ترتج من شدة وقع الجرارات عليها ،
حتى حطت مقابل ساحة المسجد حيث يقف الشاب والعجوز،
وخولة تختبئ خلف ساريةٍ من سواري المسجد الخارجية ،
حينها فُتحت إحدى الدبابات من الأعلى و خرج منها رجل قبيح الوجه يدعى
(إنعالون )
رئيس إحدى الأركان في الجيش الصهيوني ،
و قال بصوت مبحوح و غليظ :
"إئتوني بذاك المتمرد ".!
فتقدموا بشراسة نحو المسجد ،
و خولة تراقب بعينيها اللتان امتلأتا بالذهول و أخذ قلبها ينبض بقوة ،
فقالت لنفسها :
"اثبتي خولة .. إن الله فوقنا ".

توجه الجنود نحو الشاب الذي كان يقف بثبات و جرأة ،
و العجوز يهمس له :
"إن الناس قد جمعوا لك !!! ".
فرد الشاب بابتسامة :
" حسبنا الله و نعم الوكيل ".!
و كان من بين الجنود جاسوس منافق يدعى
(سلول) ،
فاقترب و قال :
"هذا هو القعقاع .. و هو نفسه الذي رفع صوت الأذان منذ قليل ".
فرَد
(القعقاع )
بسخرية :
" هيا .. ألن تقتلوني؟! .. لقد كنتم تبحثون عني !.. ها أنا ذا أمامكم !"
فنظر إليه المنافق بخسة و التفت إلى أحد الرماة فأمر بقنصه !
و ما إن استعد القناص و كاد يضغط على الزناد حتى نادى إنعالون من ورائهم :
"لا تقتلوه ... بل قيدوه و سنتخذه أسيرا فهو سيجني لنا نفعا كبيرا "!
ثم أشار بيده إلى سلول و قال :
"أود أن أخبرك بأن مهمتك قد إنتهت "
ثم أكمل بخبث :
" و حياتك أيضا " !
فدهش سلول و شل في مكانه و هو يستقبل باقة الطلقات التي اخترقت جسده فأردته قتيلا !!
فقال القعقاع بحزن:
" ما كان هذا سيحدث لك و لو بقيت وفيا لأهلك .. و لكن هذه نهاية الخونة !".
أدار إنعالون رأسه للقعقاع و أخذ ينظر إليه بشزر وقال :
"قيدوه وحذاري أن تخدشوه ".
ابتسم القعقاع و هو يتقدم نحوه و قال بسخرية :
" لماذا ؟ ألهذه الدرجة تحبني ؟ لكنك ستحزن إذا علمت أني لا أبادلك الشعور نفسه ".
فاغتاظ إنعالون القبيح و قال :
" ستحبني ... ستحبني كثيرا عندما ترى نفسك مصلوبا و تنهش الطير من رأسك "!
فاقترب جنديان من القعقاع ليقيداه فوكز أحدهما بمعصمه و ركل الآخر بقدمه فأرداهما قتيلين !
فتعجب انعالون :
" إنك شديد البأس يا هذا " .
فقال القعقاع :
" و هل ظننتني سهلا " !
و في هذه اللحظة ..
و عندما كانت خولة تراقب كل هذه الأحداث ..
كان هناك من ترصد بها !!
" ماذا تفعلين هنا أيتها الجريئة .. ألا تعلمين أن جنة الأطفال منازلهم .. لقد قدت نفسك إلى الجحيم !"
قال هذا جندي ضخم الجثة قد تمكن الخبث من وجهه !
لم تستطع خولة أن تتلفظ ببت شفه و تجمد الدم في عروقها !
فنادى الجندي :
" أيها الرئيس .. إن في السنارة سمكة !!"
دُهش القعقاع لما رأى الفتاه ثم التفت إليه و قال بقلق :
" ما الذي ستفعله؟.. أستظهر قوتك على الضعفاء؟! ".
فرد انعالون :
"لا .. بل سأستفيد من الضعفاء لترويض الأقوياء ".
و في هذه الأثناء ..
انطلقت صافرات الإنذار فجأه!
لكن الصواريخ قد سبقتها لتعلن الجحيم على المستوطنة الصهيونية
ففر الجنود مذعورين تاركين قائدهم انعالون في صدمته !!
فكبّر القعقاع :
" الله أكبر هذا وعد الحق قد تحقق لله العزة و لرسوله و المؤمنين ".
واستغل الموقف راكضاً لإنقاذ خولة فطعن الجندي ،
و أمسك يدها و جريا بسرعة بين الأزقة..
حتى وصلا لمبنى كبير تستره أفواج من أشجار اللبلاب المتسلقة على جدرانه ،
فقال القعقاع لها متسائلاً:
" إني أجدك غريبة هنا.. أين هم أهلك ؟!"
فقالت خولة و قد أصابها الإعياء و أوصالها مرتجفة :
" إني ضائعة عن أهلي و ليس لي بهم سبيل فهلا تفضلت علي بالمأوى ..
حتى تهون مصيبتي و أجمع قوتي ".
فقال القعقاع :
" في هذا المبنى مأوى للعديد من النساء ممن فقدن أبناءهن من أسير و شهيد ،
و أنا أعيش هنا مع والدتي التي فقدت بصرها و أما أبي فهو تحت سطوة براثن الأعداء".
فقالت متسائلة :
"و لكن ما الذي حدث معكم ؟ لما أنتم في حرب ؟".
فقال القعقاع في دهشة :
"ماذا حدث ؟!! ... أولست فينا ؟"
قالت خوله :
" أخبرني يا أخي ..أين نحن ؟"
قال القعقاع :
" نحن في القدس "
فقالت خولة بتعجب :
" القدس ؟! "
فقال القعقاع :
" و لكن من أين أنت ؟"
قالت :
" أنا من الأندلس "!!

........................................

المشهد الثاني :
دخل القعقاع منزله و هو لايدري ما يقول
"الأندلس!!! أهذه نكته؟!"
مُسراً في نفسه.
فإذا أمه باستقباله ..
" السلام عليكِ أمي "
قال القعقاع و هو يحتضن أمه و في عينيه المحبة و الحنان .
فقالت أمه :
" و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
أهلا بحبيبي أسأل الله أن يبلغك أعلى درجات الجنان ".
فقال القعقاع بفرح :
" أمي أبشري .. لقد أطلقت كتائب عز الإسلام صواريخ الصقور
على المستوطنة .. إنها دعواتك يا أمي ".
فخرت أم القعقاع ساجدة باكية ، فتابع القعقاع :
" و لقد أتيت بضيفة كريمة معي أمي ..
إنها فتاة قد تاهت ..
و قررت إيواءها عندنا حتى نجد أهلها".

ثم انتصبت قائمة ووجهت حديثها لخولة :
" أهلا بك يا ابنتي .. و نعم ما فعلت يا ولدي .. و إنا إن شاء الله لها مكرمون "

ثم سألت و هي تناولها حساء دافئ :
" ما اسمك يا صغيرتي ؟"

" أنا أدعى خولة "
قالت خولة و هي ترتشف الطبق اللذيذ .

و بعدها أخذت أم القعقاع بيد خولة
و اتجهت لمجلس النساء حيث اعتادت هي و مثيلاتها على تلقي الدروس و التفقه بالدين .
...............................

المشهد الثالث :
اكتظت مدينة قرطبة و القرى حولها
بأصوات أهل خولة و أقاربها و جيرانهم الذين كانوا يبحثون عنها صبح مساء !
و قد بات خدا أم خولة مجراً لفيضان الدموع التي تنهل من عينيها و هي لا تنفك البته من الدعاء ،
و كان وضاح يراقب ضحى بتأنيب الضمير و يتحسر على هاتفه الذي وضعه تحت رحمتها !
حيث كانت تدير المقبض الذي صنعته بحيث يحرك المعدن الممغنط الذي استخرجته
من هاتفه حول لفافة نحاس مثبتاً عليها أسلاك ،
لتوصل التيار عبر القابس للحاسوب ،

"ارفئي به رجاءً"
قال وضاح !

"اسكت وإلا جعلتك مكانه .. أنت الذي بدأت أول مرة! "
قالت ضحى بتهكم!
و ماهي إلا لحظات حتى كبّرت ضحى !

" ما الأمر ؟!"
قال وضاح مفزوعا .

صاحت ضحى بنشوة فرح:
" لقد اشتغل الحاسوب !!
رغم أن الطاقة ضعيفة إلا أنه يفي بالغرض
سنحدد موقع خولة .. دعواتك أخي "

ابتسم الأخوان ثم عادا للعمل ،
وعينا الشيخ إبراهيم تنظر إليهما بريبة!!

٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
سلاااامٌ عليكموووو 😍
انتهى الباااارت وأعتذر كان طويل شوي ☺️
شرايكم فيه؟؟
وشنو أكثر شخصية شدتكم؟؟

و يا تُرى هللللل ستتمكن ضحى ووضاح من تحديد المكان والزمان الذي انتقلت إليه خولة؟
وما الذي تخفيه نظرة الشيخ إبراهيم لهما؟
وماذا تخبئ الأيام لخولة والقعقاع ؟
كل هذا وأكثر ستعرفونه أحبائي في الفصصصصصلللل القاااادم باْذن الله فتابعوناااا
مع تحيات محبتكم
Waalrd😍😘😍😘😍😘😍😘😍💐

الإسطرلاب العجيب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن