~ الفصل السابع ~المشهد الأول :
في سجن (دار الرهائن ) بقرطبة ، الأندلس ، كان وضاح و يحيى محبوسَيْن !
" آآآ ياويلي هذه المرة سيُقطع رأسي " يحيى متباكيا متعلقاً بالقضبان !
فهمس وضاح بتململ و هو يطوف داخل الزنزانة " ليتهم يقطعون رأسك لأرتاح منك "
أخذ يحيى يضحك بمكر وهو يعدّل وضعيته مواجهاً لوضاح " سمعتك! .. لن ترتاح مني يا حبيبي .. لأنه سيُقطع رأسك أنت الآخر و سنلتقي في الجحيم "
فهاج وضاح نادباً " يااا إلهي لما وضعوني مع هذا الأبله في زنزانةٍ واحدة "
" حتى أسلّيك قبل أن يُقطع رأسك " يحيى ساخراً
فاقترب وضاح منه و غرز إصبعه في رقبته وهو يُقّطِبُ حاجبيه عابساً قائلاً بغضب "بدلا من أن تقضي الوقت بإثارة أعصابي فكر بطريقة ما للخروج أيها المعتوه "
دفع يحيى وضاح بقوة ثم جلس و كتّف كلتا يديه "لا تكلمني ! لن أفكر أنا في إجازة "
فاستدار وضاح "تبا له لقد جن جنونه"
واتجه لشُبّاك السجن متأملاً نثرات من ضوء القمر التي بالكاد تخللت أروقة الزنزانة بالرغم من أنه كان بدراً ، فقال وهو يُناجي :
"حمدا لله أن ضحى استطاعت الفرار مع العالمة مريم ..
آمل أن تتمكن من صنع الاسطرلاب الناقل مرة أخرى .. احمِ أختي يارب أرجوك "
و ما هي إلا دقائق حتى دخل الحارس آمرا إياهما بالامتثال للقضاء لمحاكمتهما !................................
المشهد الثاني :
في دهاليز (سجن قلعة عكا) ، شمال غرب القدس ، حيث الندم والألم الذي لف المكان بوشاحه الأسود..
كان القعقاع راكعا على ركبتيه مذهولاً لهول المصيبه التي وقعت عليه ، وقد غطى والدته بسترته بعد أن قبل جبينها و قام بالترحم عليها ،
و الفهد حزيناً بجانبه يواسيه :
" استرجع أخي ، لربما كان الموت راحة لها من كل ما قاسته ،
رحمها الله كانت من خيرة النساء في الصبر و المرابطة "فقال القعقاع وقد اهرورقت عيناه وغص في عبراته " لقد ثُلم قلبي يا فهد ثُلمةً لن تُرقع إلى يوم الدين ،
لقد خذلتُ أمي خذلتُها يا فهد !"فرتّب الفهد عليه"لا تقل هذا ، لقد بذلتَ قصارى جهدك يا قعقاع فلا تلم نفسك فيما لا حول لك فيه و لا قوة "
فاشتد القعقاع بالفهد وقام مستنداً عليه ، ثم أمسك بعضديه مخاطباً إياه:
" اسمعني يا فهد كنتَ دائماً سندي و عوني في ضيقي و سأطلب منك طلبا فلا تردّني خائباً "فضرب الفهد على رقبته وقال " روحي فداك يا أخي فاطلب ما شئت رقبتي سدّادة لك "
نظر القعقاع باشفاق لجثة أمه ثم قال: " سَلِمْتَ و سَلِمَتْ روحك .. هذا جثمان أمي أمانة في عنقك أوصله إلى بيت خالي الشيخ طلحة و إن لم أرجع قبل المغيب فليصلّوا عليها و يدفنوها "
" لا لن أتركك هنا ؟!" الفهد و قد ذرفت دموعه لا شعورياً
" فهد يا عضدي و حبيبي كن مطمئناً.. أنا لن أتهور سأنقذ خولة و بقية النسوة فحسب و .. سأعود إن كُتب لي ذلك " القعقاع مبتسما مخفيا قلقه .
أنت تقرأ
الإسطرلاب العجيب!
Science Fictionبين الأندلس والقدس ! أبطالٌ مسلمون من مختلف الأزمنة والعصور جمعتهم الصدفة في مكان واحد! فهل سينجحون في تحقيق هدفهم الأسمى ؟! مغامرات وبطولات وأحداث ملحمية شيقة تنتظركم أصدقائي في هذه الحكاية فتابعوها جميع الحقوق محفوظة لل...