ليتني أبصر للحظة !

274 24 97
                                    

~الفصل السادس ~

المشهد الأول :

عند مغارة  جبل (البرانس ) قرب قرطبة ،  كان وضاح وضحى خائفين و مترددين بالدخول فيها إذ كانت تبدو بظلمتها القاتمة ، وكأنها مرتع للوحوش والأشباح !

" تفضلي يا حسنائي في قصري المتواضع  فليس هنالك ما تخشينه " قال يحيى و هو يبسط يده  منحنيا لضحى لتدخل في المغارة حيث مقر عصابته .

ثم التفت لوضاح وقال و هو يتملقه :
" وضاااح تفضل ... رغم أني لا أود أن تتفضل "!

" أيها البائس المتملق سأقضي عليك بعد أن تنهي أختي مهمتها " قال وضاح مغتاظاً و هو يهم بالدخول .

و ما إن دخل الاثنان المغارة حتى سلب عقولهم جمال و روعة المكان ، حيث كانت تزين جدرانها اللآلئ ، و تكسو أرضها ديباجاتٌ قد رُصِّعَتْ بالزبرجد ،  تفوح منها عطور المسك و دهن العود ، والزرابي مبثوثة   في كل جاوانبها  ، و الكنوز  مصفوفة في كل زاوياها ، و الإنارة تشرق في أرجاءها !
ليتلاشى بعد ذلك الخوف من قلبيهما ويغزوهما الانبهار !

" أهذا وكر عصابة  !  أم قصر علاء الدين؟! " ضحى بانبهار .

" ما رأيكِ بذوقي ألست فناناً ، احم .. احم .. كل هذا كسبته من عرق جبيني " يحيى بتفاخر

" بل كل هذا كسبته من أعمالك الدنيئة أيها اللص المحتال " وضاح ممتعظا"

فتجاهل يحيى وضاح بغرور وأردف  قائلا لضحى :
" سأبني لك قصراً لا مثيل له إن قبلتِ الزواج بي يا جميلتي "

" هذا في أحلامك أيها الخبيث " وضاح و قد احمر وجهه غضبا وينظر ليحيى بشزر .

" هيه وضاح ... رويدك يا أخا العرب .. أنا أحترمك الآن فقط لأنك صهري المستقبلي ،  فلا تتمادى كثيرا " يحيى و هو يتمشى بينه وبين ضحى محاولا إثارته.

فهّم وضاح للكمه فتدخلت ضحى :
" كفا شجاراً أنتما الإثنان .. علينا التركيز في مهمتنا "  ،

ثم قالت و هي تتفرس في وجه يحيى ، تفرُّس القائد المحنك في جنوده المخلصين :
" يحيى أعجبني ذوقك الرفيع في تصميم مخبأك ، فهل سيكون ذوقك رفيعاً أيضا في تصميم خطةٍ محكمةٍ لقطع الطريق على وفد العلماء القادم من دمشق واختطاف العالمة مريم الاسطرلابية ؟ "

"  بالتأكيد  يا حسنائي لم يلقبوني  بوحش الطريق عبثاً .. وفق مصادري الخاصة ستقف السفينة  التي تحمل على ظهرها العالمة مريم الإسطرلابية  عند ميناء (المرية )  ، ونحن سنطوق المكان بحذر ، و ما إن ينزل الركاب حتى أقومُ و أفراد عصابتي بتشتيت انتباههم ريثما أنتِ ووضاح تقومون باختطاف العالمة مريم " يحيى وشرارة الحماس في عينيه .

" ماذا نحن من سيقوم  بالاختطاف ؟!  هذا مستحيل " وضاح بارتباك.

يحيى و هو ينظر لوضاح باستخفاف :
" هه .. لا تستطيع اختطاف إمرأة ! إن الأمر أسهل من سرقة حلوى من يد طفل أيها المدلل "

الإسطرلاب العجيب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن