الجوهرة المشعة !

326 27 44
                                    

الفصل الخامس

المشهد الأول :

في سجن (دار الرهائن ) بقرطبة ، الأندلس ....

بينما كانت ضحى جالسة في إحدى زوايا السجن منهمكة في العمل على حاسوبها ،
و وضاح مستلقياً على ظهره يهمهم و يندب حظه ! ،
دخل عليهما السجن شاب وسيم فارع الطول قوي البنية يبدو في الثلاثينيات من العمر ،
يضع قلنسوة على رأسه تكاد تضيء من شدة التماع الجواهر المطرزة بها !
ويرتدي ثوباً حريرياً مزخرفاً بخيوط من الذهب الخالص !
و يزين أصابعه بخواتم مرصعةً بأحجار الزمرد و الياقوت،
تجعل الرائي يُدهش من حسنه ، و بهاء طلته !
و يستبشر بقدومه لولا القيود التي تحيط بمعصميه !!

دفعه الحارس على الأرض بقسوة ، ثم أوصد الباب !

فابتسم الشاب لماّ لمح ضحى ووضاح ، و قال قائماً و هو ينفض الغبار عن ثوبه :
" هيه... يا صاحبي السجن ألن ترحبا بي ؟!"

فاعتدل وضاح جالساً و هو يرمق الشاب بعينيه منبهراً ، ثم قال ساخراً :

" إيه ، أهلا بك أيها المنعم في قصرنا الفسيح ، هل تود قطعةً من الفالوذج ؟! "

فقال الشاب و هو يتأمل بضحى :

" إن كانت كتلك القطعة فلا أمانع "

فانتفض وضاح غاضباً و همّ بضرب الشاب الذي قفز برشاقة و مهارة !

فصرخ وضاح :
" ويلٌ لك ... سأجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه !"

فرد الشاب ضاحكا :
" رويدك .. رويدك يا أخا العرب .. يبدو أنك لم تعرفني "

" و من أنت ؟ ثكلتك أمك ! "
وضاح بغضب

" أنا يحيى ، ويلقبوني بوحش الطريق فارس الصبايا و سالب الحرائر و الرقيق ! "
قالها الشاب بفخر

" يحيى !! تباً لك لست إلا قاطع طريق خسيس "
قال وضاح

فأردف يحيى قائلاً :
" بل ملك قُطاع الطرق ! و فارس مغوار ، فما رأيك بأن نتبارز و من يغلب يظفر بتلك الحسناء "

فقال وضاح ساخطاً :
" إنها أختي يا أبله !!"

" أوه .. اغفرلي سوئتي يا عماه ، و اقبل مني هذه الخواتم كمهر لكريمتك الجميلة "
يحيى بتملق

فاغتاظ وضاح و شمّر عن ساعديه ليضربه ، فقاطعه صوت ضحى منادية ! :
" كفا عن الشجار و تعالا انظرا !!! ،
" لقد حدد برنامج الزمكان مكان خولة أخيراً ، إنها في الأرض (ز) في عام ١٩٧٠ م ، في القدس !!! "

" يا إلاهي لا أكاد أصدق !! "
قال وضاح و هو يخنق يحيى !

" الزمـ ؟؟ الزمـ .. ماذااا ؟؟!! ما الأمر و ما هذا الشيء الغريب الذي تحملينه ، يبدو كجوهرة مشعة !! "
قال يحيى متعجباً ، بعدما خلص نفسه من بين مخالب وضاح !

الإسطرلاب العجيب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن