مر اسبوع على هروبها ،بالكاد تأكل ، و تشرب و لا تتكلم سوى بعض الاجابات المقتضبة ، كأنها في عالم آخر تماما ، تحس بألم في قلبها كل ما تذكرت ما فعلت بهشام ، ماذا فعل ذلك المسكين حتى تخدعه بهذه الطريقة، لماذا لم تحكي له منذ البداية ، تذكرت حديثهما في لقائهما الأخير
فلاش باك
- أتعلمين أنها المرة الأولى التي افتح فيها قلبي لفتاة و ليس أي فتاة بل إبنة عمي أيضا و...
رفعت حاجبيها في تحفز ، كأنها تخبره هي أنطقها، قول اني أكثر من هذا
- اسمعني روح ... كم تكره حين يناديها هكذا تشعر أنه يرجعها إلى أرض الواقع، يذكرها بكذبتها و ذنبها ، يخبرها أنها ليس سوى مخادعة و انهت ليست إبنة عمه الحقيقة .
لاحظ شرودها ليطرقع باصابعه ، لتستفيق من شرودها و تنظر إليه
- لماذا تشردين كثيرا ؟
- لا أعلم أنها عادة لدي ، ماذا كنت ستقول ؟
- اه ، كنت أريد أن أقول، يعني قصدي اني كنت أريد أن تعلمي .... ، يتنهد في قلة حيلة ، لا يجيد التعبير عن مشاعره، كيف يصرح أنه يريدها ، يحبها و قد امتلكت روحه و قلبه ، لا يعلم كيف يستطيع الشباب قول هذه الكلمات دون عناء ، احس بشيء يمسك يده و لم يكن سوى كفها الصغير
- هشام ، انا احس بك و أعلم ما تريد قوله لكن سأكون سعيدة جديدة اذا سمعتها منك .
إبتسم بفرح لما سمعه فهو كان يلاحظ أنها متجاوبة معه ، تفهمه لكن أن تفهمه دون أن يتكلم كان تلك مفاجأة و صدمة في نفس الوقت، اخد نفسا طويلا، و قال:
- روح انتي أكثر من مجرد إبنة عمي ، انتي قريبة من قلبي جدا ، أحب قضاء الوقت معكي ، و احب الأحاديث التي تجمعنا ، اجد راحتي في تواجدك بجانبي ، و لا أريد أبدا أن افارقك ، انتي اول و اخر إمرأة يخفق هذا القلب لها .
تجمعت الدموع في عينيها ، لم تتوقع أن مثل الكلمات سوف تخرج من فم رجل مثل هشام ، هي مندهشة حقا ، لكن مشاعر كثيرة كانت تتخبط فيها ، ودت لو استطاعت في هذه اللحظة أن تعترف بكل داخلها كان يصرخ
" اقسم أني اعشقك فوق ما تتصور ، لكني لست هي يا هشام ،انا اسمي مريم ، لست إبنة عمك و لست من دمك لكن يشهد الذي خلقني ، اني احببتك من اعماق قلبي ، و لم أود يوما أن أكذب عليك لكن فعلت هذا خوفا على حياة نجود، روح قد ماتت يا هشام لكن مريم حية ترزق و قلبها ينبض بحبك و سيضل إسمك محفورا في فؤادها إلى أن تموت "
أغمضت عينيها بقوة و لتذرف دموعا حارة تعبر بها عن حالة الضياع التي كانت تشعر به ، مد يده برقة و مسح دموعها ، لتفتح عينيها لتقابلها زوج عيون بنية يشع منها العشق الصادق .
- اعلم انك محتارة قليلا، و لك الحق نحن لم نتعرف الي منذ مدة قصيرة و لا اتوقع ردا منك الأن، لكني هسأنتظره منه بالتأكيد موافقة ؟
هزت رأسها في تأكيد و هي تحاول استعاب كل ما يدور في رأسها من أفكار و ما قيل لها من كلام ، تحاول أن تقاوم مشاعرها لكي لا تصرخ بقوة ، بأنها أيضا أحبته جدا و عشقته على حد النخاع، أفاقت مريم من شرودها على صوت والدتها و هي تصيح بها.
- لماذا تبكين؟
- مجرد حساسية يا امي لا شيء .
- منذ أن قدمت من مصر و انتي تحبسين نفسك في هذه الغرفة ، لا اقصد انك تركتي المنحة التي كنت متمسكة بها و عدتي لانك اشقت لنا ، أخبرني الحقيقة لماذا عدتي؟
نظرت مريم إلى نظرات والدتها الحادة، اعتادت الخوف من والدتها طيلة حياتها ، لم تكن مقربة منها أبدا، لم تحتضنها يوما او تسألها عن حالها ، عكس ما تفعله مع أختها، ربما لو كانت قريبة منها لما سمحت لنجود بالاقتراب منها ، لما صدقت نجود حين منحتها عاطفة الأمومة التي حرمت منها، ربما كانت أخبرتها بعرض نجود حين طلبت منها إنتحال شخصية إبنتها ، ربما كانت أمور كثيرة ستتغير ، لكنها والدتها كانت إمرأة قاسية لا يهمها سوى أن تكون ناجحة في دراستها و مطيعة لأوامرها ، استجمعت شجاعتها و قالت
- لم أعد من اجلك ، عدت من أجل والدي و اختي، إكتشفت أني لا أستطيع العيش بعيدة عنه ... و نهضت تاركة امها مصدومة من ردها .
___________________________________________
أنت تقرأ
إنتقام الروح (الجزء2:صرخة روح)
Romanceاكتشف كل الاسرار ، اكتشف كل الأكاذيب، لكنها فرت من بين يديه ، لكنه لن ينسى غدرها له ، و ستعود إلى وكره ليفترسها بقوة مثلما مزقت قلبه .