الفصل الاول

919 32 7
                                    

مر اسبوع على هروبها ،بالكاد   تأكل ، و تشرب و لا  تتكلم سوى بعض الاجابات المقتضبة ، كأنها في عالم آخر تماما ، تحس بألم في قلبها كل ما تذكرت ما فعلت بهشام ، ماذا فعل ذلك المسكين حتى تخدعه بهذه الطريقة،  لماذا لم تحكي  له منذ البداية ، تذكرت  حديثهما في لقائهما الأخير
فلاش باك
- أتعلمين أنها المرة الأولى التي افتح فيها قلبي لفتاة و ليس أي فتاة بل إبنة عمي أيضا و...
رفعت حاجبيها في تحفز ، كأنها تخبره هي أنطقها،  قول اني أكثر من هذا
- اسمعني روح ... كم تكره حين يناديها هكذا تشعر أنه يرجعها إلى أرض الواقع،  يذكرها بكذبتها و ذنبها ، يخبرها أنها ليس سوى مخادعة و انهت ليست إبنة عمه الحقيقة .
لاحظ شرودها ليطرقع باصابعه ، لتستفيق من شرودها و تنظر إليه
- لماذا تشردين  كثيرا  ؟
- لا أعلم أنها عادة لدي ، ماذا كنت ستقول  ؟
- اه ، كنت أريد أن أقول،  يعني قصدي اني كنت أريد أن تعلمي .... ، يتنهد في قلة حيلة ، لا يجيد  التعبير عن مشاعره،  كيف يصرح أنه يريدها ، يحبها و قد امتلكت روحه و قلبه ، لا يعلم كيف يستطيع الشباب قول هذه الكلمات دون عناء ، احس بشيء يمسك يده و لم يكن سوى كفها الصغير
- هشام  ، انا احس بك و أعلم ما تريد قوله لكن سأكون سعيدة جديدة اذا سمعتها منك .
إبتسم بفرح لما سمعه فهو كان يلاحظ أنها متجاوبة  معه ، تفهمه لكن  أن تفهمه دون أن يتكلم كان تلك مفاجأة و صدمة في نفس الوقت،  اخد نفسا طويلا،  و قال:
- روح انتي أكثر من مجرد إبنة عمي ، انتي قريبة من قلبي جدا ، أحب قضاء الوقت معكي ، و احب الأحاديث التي تجمعنا ، اجد راحتي في تواجدك بجانبي ، و لا أريد أبدا أن افارقك ، انتي اول و اخر  إمرأة يخفق هذا القلب لها .
تجمعت الدموع في عينيها ، لم تتوقع أن مثل الكلمات سوف تخرج من فم رجل مثل هشام  ، هي مندهشة حقا ، لكن مشاعر كثيرة كانت تتخبط فيها ، ودت  لو استطاعت في هذه اللحظة أن تعترف بكل داخلها كان يصرخ
" اقسم أني اعشقك فوق ما تتصور ، لكني لست هي يا هشام ،انا اسمي مريم ، لست إبنة عمك و لست من دمك لكن يشهد الذي خلقني ، اني احببتك من اعماق قلبي ، و لم أود يوما أن أكذب عليك لكن فعلت هذا خوفا على حياة نجود،  روح قد ماتت يا هشام لكن مريم حية ترزق و قلبها ينبض بحبك و سيضل إسمك محفورا  في فؤادها إلى أن تموت "
أغمضت عينيها بقوة و لتذرف دموعا حارة تعبر بها عن حالة الضياع التي كانت تشعر به  ، مد يده برقة و مسح  دموعها ، لتفتح عينيها لتقابلها زوج عيون بنية يشع منها العشق الصادق  .
- اعلم انك محتارة قليلا،  و لك الحق نحن لم نتعرف الي منذ مدة قصيرة و لا اتوقع ردا منك الأن،  لكني هسأنتظره منه بالتأكيد  موافقة ؟
هزت رأسها في تأكيد و هي تحاول استعاب  كل ما يدور في رأسها من أفكار و ما قيل لها من كلام  ، تحاول أن تقاوم مشاعرها لكي لا تصرخ بقوة ، بأنها أيضا أحبته جدا و عشقته على حد النخاع،  أفاقت مريم من شرودها على صوت والدتها و هي تصيح بها.
- لماذا تبكين؟
- مجرد حساسية يا امي لا شيء .
- منذ أن قدمت من مصر و انتي تحبسين  نفسك في هذه الغرفة ، لا اقصد انك تركتي المنحة التي كنت متمسكة بها و عدتي لانك اشقت لنا ، أخبرني الحقيقة لماذا عدتي؟
نظرت مريم إلى نظرات والدتها الحادة،  اعتادت الخوف من والدتها طيلة حياتها ، لم تكن مقربة منها أبدا،  لم تحتضنها يوما او تسألها  عن حالها ، عكس ما تفعله مع أختها،  ربما لو كانت قريبة منها لما سمحت لنجود بالاقتراب منها ، لما صدقت نجود حين منحتها عاطفة الأمومة التي حرمت منها،  ربما كانت أخبرتها بعرض نجود  حين طلبت منها إنتحال شخصية إبنتها ، ربما كانت أمور كثيرة ستتغير ، لكنها والدتها كانت إمرأة قاسية لا يهمها سوى أن تكون ناجحة في دراستها  و مطيعة لأوامرها ، استجمعت شجاعتها و قالت
- لم أعد من اجلك ، عدت من أجل والدي و اختي،  إكتشفت أني لا أستطيع العيش بعيدة عنه   ... و نهضت تاركة امها مصدومة من ردها .
___________________________________________

إنتقام الروح (الجزء2:صرخة روح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن