الفصل الحادي عشر

399 29 3
                                    

التصويييت يا جميلة انتي ، التصويت ثم التصويت ، ليش لانو الكتابة بتتشجع بالتصويت يا جماعة
وواسفة لقصر الفصل قليلا
لكن سأحاول ان يكون طويل المرة الجاية
قراءة ممتعة

بعد مرور اسبوعين

لم يجرأ على زيارتها مجددا بعد تلك القبلة التي جمعتهما،  لم يكن يعلم أنه سيضعف أمامها بذلك الشكل،  لقد اغراه  ذلك الثغر،  لم يكن يعلم أن لها من الفتنة ما قد يقضي على رجولته أمامها ، لقد كان وحشا في معاملته لها ، لقد تذكر كيف كانت تأن بقوة من قسوته و هو يسحق شفاهها ، كيف لها أن تكون محتالة و مخادعة و بتلك البراءة .
فلاش باك
انهى الطبيب فحصها و خرج حيث كان يدخن بشراهة ، ليهب باتجاهه سائلا
- كيف هي ؟ ماذا حصل لها ؟
- انهيار عصبي حاد ، عليها بالراحة بالتامة....
توقف الطبيب عن الحديث و عندما رفع هشام يده كاشارة بأن يسكت ، فرك  هشام وجهها و خلل شعره بعصبية مفرطة ، حسنا هي تستحق ما فعله بها نوعا ما، لكنه يحس بالذنب ، يحس ان قلبه سيخلع  من مكانه،  يحس بألام مبرحة في صدره ، لهذه الدرجة حبها متغلغل في أعماقه،  لاحظت ميس حالته لتأخد الطبيب على جنب و تخبره أنها المسؤولة هنا ، ليعطيها كافة التفاصيل للتعامل مع حالة مريم ، شكرته  بامتنان و رافقته إلى الباب. 
ظل يتطلع في الباب ، احس بالخوف من الدخول،  الخوف من أن يجدها قابعة في السرير لا تحرك ساكنا،  الخوف من مواجهة أنه سبب كل هذا ، لم يؤذي إمرأة في حياته ، لكنها لم تكن اي إمرأة أنها الفتاة التي عشقتها  روحه قبل جسده ، أمر ميس بالدخول و الاطمئنان عليها ، غابت لدقائق و عادت و هي تقلب شفتيها في استغراب ليقول لها:
- ما بها؟ هل إستيقظت؟
- لا و لن تستيقظ الأن ، الطبيب قال ذلك ، شفتاها متورمتان بشكل غريب ، ماذا حدث لها ؟
حمحم هشام في خجل
-ربما سقطت ، ما دخلي انا ، إسمعي انتبهي لها جيدا و...
استندت إلى أحد الكراسي و هي تنظر له بخبث ، ليشعر بالارتباك
- لماذا تنظرين لي هكذا ؟
اجابت و هي تقلب شفتيها في ملل :
- لا شيء،  أنا في رأسي الكثير من الأسئلة.
استعاد هشام رباطةجأشه و هو يصرخ بها بعصبية مفرطة
- احتفظي بها لنفسك ، آخر مرة تكررين فيها مثل هذا الأسلوب معي و إلا سأرجعك من صفيحة القمامة التي أحضرتك منها. 
اعتدلت ميس في وقفتها و قد كسى  الذعر ملامحها
- انا اسفة سيدي لم اقصد ، لن يتكرر مرة أخرى.
احس بقليل من الراحة و هو يستعيد السيطرة مجددا ، فقد بدى له أن هذه الفتاة ستفرض نفسها عليه ليردف نفس العصبية و هو يشد على كل كلمة يقولها
- تهتمين بها ، إذا حصل شيء تتصلين بي ثم بالطبيب مفهوم ؟

هزت رأسها بعنف و هي تجيب
- مفهوم .
- اغربي عن وجهي هيا.
  اقترب بخوف من غرفتها ، رأها نائمة من بعيد ، ملامحها شاحبة ، اخفض رأسه في اسى لحالتها ، على الرغم مما فعلت الا أنه شعر بشفقة كبيرة اتجاهها
نهاية الفلاش باك
يكاد يجن من التفكير في هذا الموضوع لقد فقد السيطرة تماما على نفسه امامها ، لا يود الاقتراب منها او التحدث معاها مجددا الى ان تتحس حالتها .
كان صديقه يراقبه عن قرب بعد ان حكى له ما حدث طيلة الشهرين الماضيين ، لينتشله من تفكيره الزائد
- حسنا ماذا تنوي ان تفعل بها ؟
- لا اعلم ، منذ ما حصل ، عقلي مشوش تماما ، لا اعلم ماذا سافعل بها ، ظننت اني عندما سأراها ساتذكر كل شيء فعلته بي ، و اكرهها لكن ما يحصل هو العكس عندما واجهت جدي بما فعله هي اول من خطر في بالي ان اذهب اليه تناسيت انها غدرت بي ، تناسيت كل شيء و تذكرتها هي ، لعنة هذه .
- لعنة الحب يا صديقي ، خاصة الحب الاول ، اول امراة تدخل الى قلبك ، لذلك اذا أردت يمكنني التعامل معها .
- كيف ستتعامل معها ؟
- السجن طبعا هذا هو مكانها الطبيعي  ، انها محتالة و مزورة لاوراق رسمية .
- لكن عمي لم يسجن نجود ، لماذا على مريم ان تدفع الثمن وحدها ؟
- وضع نجود مختلف ، أولا هي زوجته ، تانيا تاريخه معها ليس مشرفا اي ان لها دافعا قويا يجعلها تود الانتقام و ثالثا و أخيرا محتمل ان تكون حاملا من عمك و أكيد لن يسجن ام ابنه .
- لا يزال ثلاثة اسابيع ، و سنتأكد اذا كان ابنه ام لا .
- هشام واجه نفسك ، انت فقط تريدها ، قلبك مجروح مما فعلته لكنك لا تريد الابتعاد عنها .
اخفض هشام راسه في قلة حيلة
- سأنتظر الى ان يعود عمي و اتخد القرار المناسب ، إلى ذلك الوقت ستضل محبوسة في ذلك البيت .
- لم تخبروه بما حصل مع جدك ؟!
- لم استطع اخباره و هو في تلك الحالة مع نجود ، عليه انهاء ما بدأه ثم ساخبره .
- عمك سيتقبل الموضوع صحيح ؟
- لا اعلم ، إنه والده في النهاية ، ربما سيشعر بالاسى ، اتعلم ان جدتي وظفت فريق محامين من اجل عباس ، كنت أظن أن الاولاد هم الاغلى في حياة الوالدين ، لكن ماجدة دائما استثناء .
تحدث بسخرية تامة تعكس المه و خيبة امله في الشخصين الذين ربيناه
حاول صديقه تغيير الموضوع قليلا
- كيف حال يوسف ؟ لم أره منذ مدة .
- بخير ، في البداية حاول ان يكون قويا و لا ينهار لكن لم يستطع في النهاية كلنا بشر و لدينا قدرة محدودة من التحمل ، لكن نرمين معه دائما ، و تدعمه بكل ما تستطيع .
ابتسم له في تأثر و رد :
- لقد كبرت تلك الصغيرة .
- نعم كبرت كثيرا ، لا اعلم كيف ستكون حياتنا كلنا من دونها .
- حسنا عليا الذهاب الان ، اذا احتجت اي شيئ لا تتردد .
- أراك لاحقا
---------------------------------
تظل صامتة طيلة الوقت لا تتحدث معه ، في الواقع هي لا تراه كثيرا يحضر لها الطعام صباحا و يتفقد اذا كانت تشرب ادويتها ، لكنها سئمت من هذا الوضع ، هي تشتاق اليه ، حتى عتابه ، صراخه ، كل هذا له وقع خاص في قلبها ، حسنا لقد انتقمت ، اذاته و آذت عائلته لكنها لازلت تعشقه ، سيضل الرجل الأول الذي طرق باب قلبها ، و هي ستنهي هذه الحرب الصامتة .
انتظرت ان يأتي و بدأت بالصراخ متألمة ، ليهرع إليها
-  اه ، ااااه ، خالد ، بطني تالمني جدا ، اه
احاطها ليحملها ، و يضعها في سريرها و بنبرة متوترة
- سأطلب من طبيبة ان تحضر لترى مابك .
امسكت كتفه و قالت بنبرة متؤلمة مليئة بالدلال
- لا داعي خالد ، هذا امر طبيعي في الشهور الاولى ، لا تزعج نفسك .
شعر بالتوتر من نبرتها هذه فهو لم يعتد عليها نهائيا
- نجود انتي بخير ؟
نظرت له نظرة متفحصة

- لا اعلم يا خالد ، هل انت بخير ؟
- بعد كل ما فعلته بي تسألينني هذا السؤال .
كاد ان ينهض لكنها امسكت بذراعه بقوة
- كلا لن تعود الى الصمت مجددا ، أريد أن نتحدث .
جلس على طرف السرير مجددا و هو يرمقها بنظرة نارية
- اذن كنتي تكذبين بشأن الألم ايضا ، هل الكذب هوايتك ؟ ام تستمتعين بخداعي ؟
- انت من بدأت كل هذا , انت من  خدعتني قبل 21 سنة ، حين صورت لي الجنة على الارض ، حين وعدتني انك لن تتركني أبدا ، ماذا حصل بعدها عند اول منعطف تركتني ؟
اغمض عينيه في الم و هو يتذكر تلك اللحظات لتسترسل هي بعد ان غلبها البكاء
- لماذا لم تسافر الى الجزائر لتعيدني ، كنت مجرد أداة تسلية لك اليس كذلك ؟ اتعلم لماذا اخفيت عنك ابنتك ؟
- لان من تخلى عن زوجته سهل عليه ان يتخلى عن ابنته ، هل تعلم كم مرة سألت عنك ؟ لقد احبتك كثيرا ، لقد ارادت ان تكون في حياتنا ، و لم اشوه صورتك امامها ، بل حافظت عليها ، حكيت لها عن كل الصفات الجميلة بك .
انهمرت دموع من عينيه و هو يستمع لها
- الا تريد ان تعرف كيف ماتت ؟
رفع نظره لها
- لقد كنت اخطط ان اعرفها بك ، كانت قد اكملت اعوامها 20 منذ فترة ، و ظننت أنه كان الوقت ان تعرف الحقيقة ، لكن القدر اخدها مني ، السبب الوحيد الذي عشت من اجله سنوات عديدة قد مات ، ماتت في حادث سيارة .
تعال نحيبها اكثر و اكثر
- ثم اصبحت اهلوس بها ليلا و نهارا ، لم استطع تجاوز صدمتي بها ، تحولت صدمتي الى انتقام ، لو لم تتخلى عني ، ربما هي ستكون معنا الان ، ربما هذه ستكون عطلة نقضيها كعائلة ، ربما كنا سننجب أكثر و لم تكن لتشك بي و تجعلني اخضع لهذا الاختبار المهين .
ليصرخ بها
- لقد خنتني يا نجود ، ماذا تتوقعين مني أصدق انه ابني بهذه البساطة ، لقد خدعتني ، عشت في وهم بسببك .
لتجيب بسرعة
- كلا لا اتوقع هذا ، لكن لماذا سأنتظر 21 سنة لاخونك ؟ لماذا لم اطلب الطلاق و ظللت زوجتك ؟ الم تسأل نفسك لماذا هربت و لم انتظر الى ان نتطلق ؟
نظرت له بامل و هي تمسك بيده
- الا تريد ان تعرف لماذا لم افعل ذلك ؟
هز راسه في ايجاب
- لانه كان لدي امل انك ستعود من اجلي ، امل ان عشقنا لم يكن نزوة عابرة في حياتك ، و ان ثمرة حبنا التي تنمو في احشائي ستكمل عائلتنا ، عشت على هذا الامل الى ان تدمرت ، انا  ساقوم بذلك التحليل من اجل تتاكد ، و اعلم ان ما قومت به يعتبر جريمة لكن كانت لي اسبابي و اذا ندمت على شيء هو انك تأذيت بسببي لكن لعلمك فقط ، انت تأذيت لشهور ، انا تأذيت لسنوات يا خالد ، بينما كنت انت في العسل مع زوجتك و اولادك .
كاد يصرخ بها أنه لم يحب سوزان أبدا و انها هي فقط من ملكت هذا القلب الى الأبد لكنه تمالك نفسه بعد ان سمع هاتفه يرن و المتصل هو ابنته ، ليتركها و يخرج .
يتبع .........

برايكم خالد راح يسامح نجود ؟
و ماذا عن مريم و هشام كيف راح تكون نهايتهم ؟
و لا تنسوا التصويت احسن ما صوت عليكم


إنتقام الروح (الجزء2:صرخة روح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن