في المساء وبعد غروب الشمس جلست يمنى في غرفتها ترتب أدوات الرسم بفرح وبينما هي غارقة بين أوراق الرسم البيضاء سمعت طرق على الباب فدخل اسحاق بهدوء ونظر إليها مبتسما ثم قال :" يمنى أبي يناديك" فردت باستغراب :" ماذا حدث"
- " لدينا اجتماع عائلي، لدى ابي شيء يريد أن يخبرنا به لكنه رفض التحدث حتى نجتمع كلنا"
فنهضت من سريرها مسرعة وخرجت رفقة اسحاق . دخلا الأثنان إلى غرفة الاستقبال فوجدا كل العائلة مجتمعة حول الأب وكأنه ملك إحدى الأساطير القديمة، نظر إلى ابنيه وقال بهدوء:" تعالا و اجلسا لدي ما أقوله لكم جميعا" عم صمت طويل بعد أن اجتمعت العائلة وكأن الأب يرتب كلامه أو بالأحرى يحاول بدء حديثه المعقد كما خُّيل له، وفجأة نظر إلى يمنى وقال متسائلا:" ابنتي هل تعرفين مدينة نوريميا؟" فصاحت يمنى بحماس :" نعم بالتأكيد فيها يتواجد أكبر معهد للفنون والرسم". نظر الوالد إلى باقي أبنائه وهو ينتظر إجابة كل واحد منهم، قالت سلسبيل:" لقد شاركتني يمنى بعض من صور المدينة التي تحملها في هاتفها وروت لي بعض الحكايات عنها" وأخيرا تحدث إسحاق بحماس:" أذكر أنني قد بحثت عنها ذات مرة وأكثر شيئ جذبني إليها هو طبيعتها الخلابة والغموض الذي يكتنف بعض أحيائها"، نظر الأب إلى زوجته مترددا فأومأت له مطمئنة ثم عاد يكمل حديثه قائلا :" لقد قررنا انا ووالدتكم أن نقترح عليكم فكرة ستكون رائعة لو وافقتم عليها" سكت قليلا واسترسل يقول :" ما رأيكم لو ننتقل للعيش في نوريميا كي تكمل يمنى دراسة الرسم ومن جهة نغير الجو ونطلع على عالم آخر". بقي الجميع صامتا فهُم لم يستوعبوا ما سمعت آذانهم، قال الأب بخيبة :" أظن أن الفكرة لم تعجبكم، لابأس سنبقى هنا" لكن إسحاق قاطعه صائحا :" "مرحى" وعلت بعدها أصوات فرحة ودهشة ملئت كل المنزل.
لم ينم أحد تلك الليلة فقد كانت يمنى وسلسبيل يتبادلان اطراف الحديث حول مدينة نوريميا بينما بقي اسحاق يتأمل صور هذه المدينة الخلابة عبر الانترنت.
مر يومان قبل أن تبدأ العائلة في جمع اغراضهم للانتقال إلى البيت الجديد وكانت سعادتهم كبيرة وحماسهم أكبر.
ذات يوم وبينما كانت العائلة منشغلة بوضع الأثاث في الصناديق دخل الأب وقد بدا على وجهه أنه يحمل كلاما يود قوله.
نظر إليه الجميع بفضول فقال الأب بحماس :" لقد وجدت منزل مناسب لنعيش فيه " ، نظر الجميع إلى بعضهم البعض بفرح وواصل الأب حديثه :" المنزل يتكون من ثلاث طوابق الأول فارغ، الثاني تقطنه العائلة المالكة والثالث سيكون لنا بإذن الله.
قالت يمنى :" ماذا عن العائلة، هل تعرفت على أفرادها"
- " لقد عرفت عنهم القليل ، توجد الأم وهي امرأة تبدو كبيرة في السن ومحترمة ولها ولدين . نظرت سلسبيل إلى الاب وقالت : وماذا عن والدهم ؟"
- " لم تحدثني مالكة البيت شيئا عن زوجها"، رد إسحاق بحيرة :" هل تحدثت مع مالكة البيت "
- " نعم لقد كنت أبحث في الإنترنت عن منازل للايجار وعندما وجدت هذا المنزل اتصلت بالرقم وتحدثت مع صاحبته وقد اتفقنا على الشروط وهي تنتظر قدومنا بكل فرح وسرور .

أنت تقرأ
قدر إلى نوريميا
Adventureأحيانا يجعلنا القدر نسير في طرقات لم نتوقع يوما أن نسيرها... وهذا ماحدث مع يمنى وعائلتها التي جعلهم القدر يغيرون مكان سكنهم لمدينة هادئة وجذابة وإلى حي ومنزل يبدو للوهلة الاولى أنه أجمل مكان قد تصادفه لكن مهلا، ليس على المرء أن يحكم على الكتاب من عن...