جيران العائلة

6 1 0
                                    

في احدى الصبحيات الجميلة فتحت روجدا نافذة الغرفة فدخلت اشعة الشمس الذهبي وملئت زقزقة العصافير الأجواء فاستنشقت سلسبيل ذلك الهواء بفرح وبقيت تنظر إلى تفاصيل الحي واجواءه وفجأة علت ضحكة عالية في الغرفة وقالت روجدا :" بريهان تعالِ بسرعة" جاءت بريهان مسرعة وقالت :" ما كل هذا ؟" ردت روجدا :" اسرعي هناك شئ ما يجب أن تريه" وما إن اقتربت بريهان من النافذة والقت نظرة حتى ضحكت هي ايضا بصوت عالٍ وقالت :" رباه، ماهذا الشعر !!" ، لقد كان شاب يقف امام منزل جارهم الذي لم يتعرفوا إليه بعد، كان الشاب يبدو في العشرينات وكان  اسمر قليلا ويرتدي عباءة مزركشة بعض الشئ، الامر الغريب هو تسريحة شعره ، لقد كانت تشبه النخلة كما قالت روجدا وبريهان وبينما هما ينظران إلى النافذة ويمزحان حتى دخل اسحاق الغرفة وقال بضجر :" كفا عن التنمر وكفا ايضا عن التحديق إلى الخارج سيراكما احد ما " نظرت إليه بريهان وقالت بانزعاج :" لن يرانا أحد لا تقلق " في هذه الاثناء فتح باب المنزل الذي يقابل منزل فتون واولادها و  الذي كان يقف بجانبه الشاب ذو التسريحة الغربية وخرج منه شاب نحيل في مثل عمر الزائر وحياه قائلا :"مرحبا دالي، اتيت مبكرا اليوم" نظرت بريهان وروجدا إلى بعضهما وقالتا معا :" دالي ! اسم غريب"  بعدها قالت روجدا :" ترى من ذلك الشاب الذي خرج من المنزل" فرد اسحاق من خلفهما :" إنه عابد اخو صديقي " قالت بريهان بمكر:" هاا ايها الشقي هل حظيت باصدقاء في هذه المدة القصيرة ؟" رد عليها اسحاق بثقة :" نعم هل تمانعين يا انسة؟" قالت بريهان:" لا بالعكس، لكن ارجوك يا اخي اخبرنا عن جيراننا اكثر، نود أن نتعرف عليهم" قال اسحاق بملل:" يكفي يا بنت يبدو انك نسيتي مع من تتحدثين" ثم غادر الغرفة وقال بعد أن اصبح بعيدا عن الغرفة :" كفاا عن النظر إلى النافذة" ، ضحكت الاختان وعادتا لتكملان اشغال البيت بعد أن اصبح الامر عاديا فقد كان عابد ودالي يتحدثان بشكل عفوي وبسيط، أو هذا ماكان يبدو...
في المساء كانت بريهان تجلس في منزل السيدة مليكة فقد كانت تزورها بين الحين والاخر ليتبادلان أطراف الحديث فجلست تساعد مليكة في تقشير الفول وبينما هما كذلك دخل كريم ويبدو عليه التوتر والحماس وكأنه يحمل مشاعر مختلطة نظرت إليه مليكة بقلق وقالت :" كريم، مابك يابني؟" نظر إليها ثم قال :" إنه امستردام يا أمي" ردت الأم :" يا الهي ذلك الشقي مجددا، ماذا فعل ؟" قال كريم محاولا كتم حماسه :" لقد تشاجر مع احد رجال الحي بالسكين" قالت الأم بذهول :" ربااه ! لا أدري متى سيتوقف هذا الاخرع عن هذه التصرفات الطائشة... مهلا ، أ لم اخبرك أن لا تتدخل في هذا الرجل المغفل وان تبتعد عنه وعن مصائبه" قال كريم مطمئنا :" لا تقلقي يا أمي لقد كنا نشاهده انا واصدقائي من مسافة بعيدة كما أنه كان منشغلا بخصمه والناس ملتفين حوله لم ينتبه اننا نراقبه"  انتبه كريم ومليكة أن يمنى تنظر لهما باستغراب فقالت :" عذرا.. لكن من او ما هذا ليون ؟" ضحك كريم واحضر كرسيا وجلس ثم قال :" هذا يا جارتي شاب يقطن في هذا الحي يقال له ليون اي تكنية تطلق عليه، وهو يبدو كرجال العصابات في افلام الاكشن، قتاله وشجاراته لا تنتهي على فكرة انصحك أن تتجنبيه قدر الامكان لأنه وببساطة لن يتردد في تجريب اي شئ عنيف او مخيف" نظرت إليه بريهان بازدراء وقالت :" كيف سأميزه من بين عشرات السكان وما شأني به إنه لا يهمني ولا أظن انني سألتقيه يوما ما" بينما كان يجول في خاطرها عكس ما قالت تماما فقد كان الفضول يقتلها لتراه كما كانت متحمسة لتروي قصته لروجدا ويحققان معا كعادتهما ، بعد مدة نهض كريم وقبل أن يغادر نظر إلى بريهان وقال بمكر :" المهم السيد ليون يمارس رياضة العضلات لذا ستجدين عضلاته بارزة كما أنه طويل القامة واصلع ... هذه لمحة بسيطة عنه لكي تتعرفي عليه  في حال ما إذا التقيتي بشخص يحمل هذه المواصفات ما عليك سوى الهرب " وخرج وهو يضحك بينما واصلت بريهان حديثها مع مليكة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قدر إلى نوريميا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن