لقد كان محمد بن أوسط قریش نسبا وأعظمهم شرفا، وكانت خديجة كلها كذلك ... غرف بالصادق الأمين، وعرفت هي بالطاهرة، تسامت نفسه عن أن يعرض عليها الزواج ابتداء وهو أجير عندها، وتسامت هي عن مصارحته برغبتها في الزواج منه وهي صاحبة التجارة.
كان به أكمل الرجال مطلقا، وكانت هي أكمل نساء الأمة")، والوحيدة من بين النساء الأربع اللاتي كملن يقدر أن يتزوجها) ..
إنك لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات الطبيعية، لابد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة وتأكدت المودة، فانظر هذا تره عيانا، وقول رسول الله ما يؤكده :
الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» ، وقول مروي عن أحد الصالحين: «أرواح المؤمنين تتعارف » .
لكنك تقف بعد هذا كله لتثير في الذهن والضمیر سؤالا :
هل يمكن لشاب في مقتبل العمر، لم يسبق له الزواج أن يقترن بمطلقة أو أرملة؟
قد يبدو ذلك صعبة وغير مستساغ عند كثير من شبابنا اليوم أو في مجتمعاتنا المعاصرة بشكل عام. |
وقد يسبق إلى ذهنك أن الأمر لم يكن كذلك عند القدماء، فكثيرا ما يتزوج المرء منهم ممن تكبره بالسن.
لكن النبي يعطينا بزواجه من أم المؤمنين خديجة انها درسا جديرة بالاهتمام .
صحيح أن النبي و از حض على اقتران الشباب بالأبكار، كما في وصيته عليه الصلاة والسلام لجابر الأنصاري ته التي رواها لنا جابر نفسه بقوله :
تزوج امرأة يأ فقال لي رسول الله : يا جابر تزوجت . قال : قل : نعم. قال : قبر أم تيب. قال : قلت : بل يب يا رشول الله . قال : فهلا
جارية ثلاعبها وتلاعب أو قال : ضاحكها وتضاحك . قال : قلت له : إن عبد الله - يعني أباه - ملك و يسع بنات - أو سبع - وإني گره أن آتيه أو أجيئه بمثله أحببت أن أجيء بامرأة تقوم عليهن وضيخه . قال : فبارك الله لك أو قال لي خيرا»(1).
لا أنكر ذلك البتة ولا أدعو ابتداء إلى خلاف تلك الوصية النبوية - معاذ الله . لكنني أود أن نستشعر معا المعنى الجليل من وراء تلك النصيحة النبوية ، فالنبي وهو أب للمؤمنين ، حريص كل الحرص على أن يوفر الزواج للشباب رغباتهم العاطفية بأكمل أوجهها، ولذلك لما نصح جابرة الأنصاري كه بهذه الوصية وجاءه رد جابر بأن سبب اقترانه بالثيب هو رعاية أخواته التسع أو السبع، وأن البكر لن ترفع عنه الجمل بل ستزيده، أقره النبي کا اتنا ودعا له بالبركة.
ولا شك أن الحض على الاقتران بالبكر لا يعني الإعراض عن الثيب إن كانت أكثر تميزة.
ولا زال الصحابة رضوان الله عليهم يتزوجون المطلقات والأرامل احتساب للأجر أو رغبة في الصالحات وإن كن ثيبات .فالمرأة الصالحة خير متاع الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام : «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة»..
ولئن كانت المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا، فإنه من الجدير بالمرء أن يحسن اختيار متاعه.
فكيف إذا كانت المرأة التي نتكلم عنها هي سيدة نساء العالمين؟
إن «خديجة مثل طيب للمرأة التي تكمل حياة الرجل العظيم. إن أصحاب الرسالات يحملون قلوبة شديدة الحساسية. ويلقون غبنا بالغة من الواقع الذي يريدون تغييره، ويقاسون جهادا كبيرة في سبيل الخير الذي يريدون فرضه . وهم أحوج ما يكونون إلى من يتعهد حياتهم الخاصة بالإيناس والترفيه، بل الإدراك والمعونة، وكانت خديجة سباقة إلى هذه الخصال وكان لها في حياة محمد ابا أثر کریم» .
وقد تزوجها رسول الله وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي أم أولاده كلهم خلا إبراهيم فمن مارية، ولم يتزوج غيرها قبلها ولا عليها حتى ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح، فأقامت معه أربعة وعشرين سنة وستة أشهر ثم توفيت ۳.
أنت تقرأ
انّي رزقت حبها
Randomوأن يجمَع الله بين قلبينا تحت سقفٍ واحدٍ يومًا، مع من يُحبّنا ، يحترِمُنا، يُقدِّرنا، و يمنحُ قلبه من أجلِ منحنا سعاداتٍ كاملة، آمين.♥️