عمرها حين تزوجها النبي : اختلف رواه الأخبار و مؤرخو السيرة في عمر أم المؤمنين خديجة رتبتها عند زواجها من النبي على أقوال عدة هي:
القول الأول : أنها كانت تبلغ من العمر خمسة وأربعين سنة : |
وهو قول النووي) (676ه)، ونسبه ابن منظور في (مختصر تاریخ دمشق)) للواقدي، مع أن المنقول عن الواقدي في (تاریخ دمشق)(۳) الابن عساکر، وهو أصل الكتاب ، أنها كانت تبلغ الأربع والأربعين سنة ، وهو أيضا محل إشكال لمخالفته للثابت عن الواقدي.
القول الثاني وهو الأشهر : أنها كانت تبلغ من العمر أربعين سنة | وهو المروي عن حکیم بن حزام) به ، وهو قول الواقدي (2) (۲۰۷ه)،القول الثالث: أنها كانت تبلغ من العمر ثلاثين سنة : وهو قول الزبير بن بكار
(۲۵6 ه). | القول الرابع : أنها كانت تبلغ من العمر ثمانية وعشرين سنة :
وهو المروي عن ابن عباس ت ا وقول إمام المغازي ابن إسحاق (۱۵۱ه) والحاكم (405ه).
وعزاه ابن العماد الحنبلي إلى جمع كبير من أهل العلم، فقال : (ورجح كثيرون أنها ابنة ثمان وعشرين» . القول الخامس: أنها كانت تبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة : وهو قول مصعب الزبيري) (۲۳۹ه) والبيهقي
(458ه).وقيل : ست وأربعون وقيل : خمس وثلاثون .
وقد يقال إن قول أم المؤمنين عائشة منها : «ما تذكر من عجوز من عجائز قریش، حمراء الشدقين» قد يكون حاسما في المسألة إذ وصفتها بكبر السن وتساقط الأسنان، فيكون القول بأنها ناهزت الأربعين في بداية زواجها وتوفيت وهي بنت خمس وستين هو أقرب الأقوال مطلقا .
ويمكن دفع ذلك بأن ما وقع من عائشة رتها في هذا الصدد إنما هو بدافع الغيرة والتشنيع على الضرة فلا يركن إليه.
على أن القدماء كانوا يرون المرأة ابنة الخمسين عجوزة طاعنة في السن .
وقد روي عن عمر بن الخطاب تنيه في هذا قوله : «من تزوج بنت عشر تسر الناظرين، ومن تزوج ابنة عشرین لذة للمعانقين، وبنت ثلاثين تمسن وتلين، ومن تزوج ابنة أربعين ذات بنات وبنين، ومن تزوج ابنة خمسين عجوز في الغابرين». .
وقد رجح د. أكرم ضياء العمري القول بأنها من العمر ثمان وعشرين سنة إذ يقول: «وقد أنجبت خديجة هم من رسول الله ذكرين وأربع إناث، مما يرجح رواية ابن إسحاق (أي أنها في الثامنة والعشرين)، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين. ورغم أن هذه المعلومات لم تثبت حديثية إلا أنها مشتهرة عند الإخباريين» ..
على أن الزبير بن بکار (۲۵6ه) قد قال في ترجمة هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة» ما نصه : «حملت بموسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بعد ستين سنة ، وسمعت علماءنا يقولون : لا تحمل امرأة بعد ستين سنة إلا من قريش، ولا بعد خمسين إلا عربية».
لكن هذا بعيد جدا، والنادر لا لحكم له، كما أن الأرحام لا تعرف فرقة بين العروبة وغيرها فضلا عن القرشية.
فلعل الأقرب إلى النفس ما ذهب إليه القائلون بأن عمرها يوم زواجها من رسول الله ثمانية وعشرين سنة ، والله أعلم
أنت تقرأ
انّي رزقت حبها
Randomوأن يجمَع الله بين قلبينا تحت سقفٍ واحدٍ يومًا، مع من يُحبّنا ، يحترِمُنا، يُقدِّرنا، و يمنحُ قلبه من أجلِ منحنا سعاداتٍ كاملة، آمين.♥️