خديجة التاجرة
كان أهل مكة أهل تجارة، ينقلون من إفريقية الصمغ، والعاج، والتبر، وخشب الأبنوس، ومن اليمن الجلود، والبخور، والثياب، ومن العراق التوابل، ومن حاصلات الهند الذهب، والقصدير، والحجارة الكريمة ، والعاج، وخشب الصندل، والتوابل، والزعفران، ومن مصر والشام الزيوت والغلال والأسلحة والحرير والخمور .
وكانوا يرسلون إلى بعض الملوك والأمراء ما يستطرف من بضائع مكة، وكان من أعجب ما يختار منها الأدم، وهي الجلود، كما فعلت قريش حين بعثت إلى النجاشي - ملك الحبشة - عبد الله بن ربيعة وعمر و بن العاص بن وائل، ليستردا من هاجر من المسلمين إلى الحبشة، فأرسلوا معهما من الهدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان الأدم
وكانت من النساء تاجرات، لهن نشاط في إرسال القوافل التجارية إلى الشام وغيرها، اشتهرت منهن خديجة بنت خويلد، والحنظلية أم أبي جهل (۲)، يشير إلى ذلك قوله تعالى:" للرجال نصيب مما أكتسبوا
وللنساء نصيب مما أكتسبن "النساء: ۱۳۲).
قال ابن إسحاق (۱۰۱ه): «كانت خديجة ها تاجرة، ذات شرفي ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قریش قوما تجارة، فلما بلغها عن رسول الله با ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرة، وتغطيه أفضل مما كانت تعطى غيره من الجار، مع لام لها يقال له : ميسرة، فقبله رسول الله منها وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام»..
ومن خلال معاشرة ميسرة للنبي و رأى من أمانته وسمو خلقه وبركته" ما حكاه لسيدته خديجة ك ، فرغبت في أن يكون النبي ا زوجة لها، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها «نفيسة بنت منية» والتي بدورها ذهبت إليه ، تفاتحه أن يتزوج خديجة .
تقول نفيسة بنت يمنية : «فأرسلتني دسيسة إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام، فقلت : يا محمد، ما يمنعك أن تزوج؟ قال : «ما بيدي ما أتزوج به » قلت: فإن في ذلك، ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال : «من هي؟» قل : خدیجه قال : «وكيف لي بذلك؟» قالت :
قلت : علي، قال: «فأنا أفعل» فذهبت، فأخبثها، قالت إليه أني ائي الساعة كذا وكذا، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسير لزوجها، فحضر ودخل شول الله في عمومته، فتزوجه أحدهم، فقال عمرو بن أسير : هذا البضع لا يفرغ أنفه».. وقد استظهر الحافظ ابن حجر (۸۰۲ه) من تعامل خديجة ركتها مع النبي
في تجارتها وخطبتها وشؤونها كلها إكبارها له وتعظيمها لمقامه ، فقال : «ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظم النبي ، وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، ذكره ابن إسحاق .
وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها : إني قد رغبت فيك لحسن خلقك ، وصدق حديثك» (۲) .
أنت تقرأ
انّي رزقت حبها
Losoweوأن يجمَع الله بين قلبينا تحت سقفٍ واحدٍ يومًا، مع من يُحبّنا ، يحترِمُنا، يُقدِّرنا، و يمنحُ قلبه من أجلِ منحنا سعاداتٍ كاملة، آمين.♥️