لم تذکر کتب التواريخ على اهتمامها الواضح بالحنفاء في البيئة المكية أن خديجة انا منهم، والأصل في المسألة أن يقال : إن خديجة بنها كانت على دين قومها ثم كانت أول من فارقه حين بعث الله تعالى نبيه محمد هاديا ومبشرا ونذيرة.
وليس من الغريب أن تنشأ خديجة كلها في بيئة وثنية يعبد قومها فيها الأصنام فتشاركهم هذا المعتقد، فإن ذلك ليس فيه انتقاص لمقام أم المؤمنين خديجة كلها كما يتصور بعض المغالين .
ومن المعلوم أنه قد يكون التائب من الظلم أفضل ممن لم يقع منه ، ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد کفره واهتدى بعد ضلاله وتاب بعد ذنوبه، فهو مخالف لما علم بالاضطرار من دین الإسلام، فمن المعلوم أن السابقين أفضل من أولادهم وهل يشبه أبناءالمهاجرين والأنصار بآبائهم عاقل ؟!»(1).
ولهذا لا بد لي أن أبدي استغرابي من بعض الكتابات المعاصرة التي حاولت جاهدت إثبات أن خديجة ت ها كانت حنيفية أو نصرانية!
ومن هذه الكتابات كتاب (خديجة بنت خويلد - سيدة في قلب المصطفى) للأستاذ محمد عبده يماني ركله ، فإنه أطال النفس في الموضوع وبحديث عاطفي يفتقد إلى الدليل والبرهان مدعية أنها لها كانت على دين إبراهيم غالي قبل إسلامها. |
ومثل هذا الكلام سهل أن يقال في خديجة ان أو غيرها، لكن الحقائق والبراهين لا تثبت بالعاطفة أو برغباتنا الشخصية .
لقد كانت قريش تعبد الأصنام وتجتهد في خدمتها وتخص (العزي) منها بالزيارة والهدية .
وعبد العزى هو جد خديجة له ، وإنما شمي بهذا الاسم لأن قريش كانت تعبد (العزي) وتعظمها.
قال ابن الكلبي (۲۰4ه) في كتابه (الأصنام):|
وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العي، وكانت أعظم الأضام ع قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقبون عندها بالأبح». .
وقال : «ولم تكن تريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأنام إعظامهم الغي ثم اللات ثم ما . أما الغى فكانت قريش تخصها دون غيرها بالزيارة والهوية ، وذلك فيما أثر لقربها كان منها . وكانت تقيف تخص اللات خاصة قريش العي، وكانت الأوس والخزرج تخص مناة
خاصة هؤلاء الآخرين وكلهم كان معظما لها أي للعزى»(1).
أنت تقرأ
انّي رزقت حبها
De Todoوأن يجمَع الله بين قلبينا تحت سقفٍ واحدٍ يومًا، مع من يُحبّنا ، يحترِمُنا، يُقدِّرنا، و يمنحُ قلبه من أجلِ منحنا سعاداتٍ كاملة، آمين.♥️