يوم عرفة هو اليوم المشهود ، ولقد أقسم الله تعالى بيوم عرفة فى سورتين كريمتين من سور القرآن الكريم والعظيم لا يُقسمُ إلا بعظيم ، قال تعالى فى سورة البروج : (( وشاهد ومشهود)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اليوم الموعود : يوم القيامة ، واليوم المشهود : يوم عرفة ، والشاهد : يوم الجمعة...)
وقال الله تعالى فى سورة الفجر : (( والشفع والوتر )) قال بن عباس : الوتر يوم عرفة لكونه التاسع والشفع يوم النحر لكونه العاشر ، فيوم عرفة من أعظم الأيام وأفضلها على الإطلاق ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صام يوم عرفة ، غُفِرَ له ذنوب سنتين متتابعتين ، سنة أمامه ،وسنة خلفه )
يعنى أنه من صام يوم عرفة كَفر الله تعالى عنه ذنوب سنتين سنة ماضية وسنة باقية ، ويوم عرفة يُستجاب فيه الدعاء وهو يوم غُفران الذنوب كلها إلا المظالم التى بين العباد لابد من رد المظالم إلى أصحابها ومن فضائل يوم عرفة أنه هو١-- يوم المباهاة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يُباهى بهم الملائكة يعنى بالواقفين على عرفات ، فيقول : انظروا يا ملائكتى إلى عبادى
أتونى شُعثاً غُبراً ضاحين ( أى بارزين للشمس غير مستترين منها) جاءونى من كل فج عميق ، يرجون رحمتى ويخشون عذابى ، أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم .٢-- لأنه يوم انتصار الإيمان ودحر الشيطان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما رؤى الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة ، وما ذاك إلا لما يرى فيه من تَنَزُّل الرحمة والمغفرة وتجاوز الله عن الذنوب العظام )
ولقد ورد أن إبليس اللعين في يوم عرفة ، يَحثوا التراب على رأسه ، وقول يارب أضلهم طول العام ، وتغفر لهم في هذا اليوم ، وعزتك وجلالك لأضلنهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم ،فيقول الله تعالى له : وعزتى وجلالى لأغفرن لهم ماداموا يستغفروننى،
وكيف لا يكون الشيطان ذليلاً وهو الذي لما طرده الله من رحمته وطرده من الجنة لأنه رفض السجود سجود تحية لآدم عليه السلام طلب من الله عزّ وجل أن يُسلطه على بنى آدم ، ولحكمة أرادها الله تعالى سلطه الله على بنى آدم يوسوس ويُزين لهم الضلال ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن إبليس اللعين قال يارب إنك أخرجتنى من الجنة من أجل آدم ، وإنى لا أستطيعه إلا بسلطانك ، قال الله له : فأنت مُسلَّط . قال يارب زدنى . قال الله تعالى : لا يولد لآدم ولد إلا وُلد لك ولد مثله .قال يارب زدنى ، قال الله تعالى : أجعل صدور بنى آدم مساكن لكم وتجرون منهم مجرى الدم ، قال: يارب زدنى ، قال الله تعالى : أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعِدهْهُم وما يَعدهم الشيطان إلا غروراً ،
فقال آدم: يارب قد سلطته علىَّ وإنى لا أمتنع إلا بك ، قال الله تعالى : يا آدم لا يولد لك ولد إلا وكلتُ به مَن يحفظه من قرناء السوء ، قال آدم يارب زدنى ، قال الله تعالى : الحسنة عندى بعشر أمثالها أو أزيد ، والسيئة واحدة أو أمحوها ، قال آدم يارب زدنى ، قال الله تعالى : باب التوبة مفتوح مادام الروحُ فى الجسد ، قال آدم يارب زدنى ، قال الله تعالى :((
يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ))