لم تتوقف ابتهال عن الحديث المستمر عن العريس المنتظر...
انتبهت اليها مسك اكثر متسائله و قالت،، انا مش فاهمه يا ابتهال قلقانه ليه العريس و اخوكي بيشكر فيه و صاحب اخوكي كمان هو لو وحش يونس هايضرك يعني
تنهدت ابتهال و قالت :
يونس قالي علي حاجه كده عملها زمان و انا محتاره و خايفه بيقولي كان طيش و هو بعدها التزم و انا خايفه انه ممكن
قاطعتها مسك بابتسامة قائله:
تقصدي ممكن يرجع للغلط....
حركت مسك راسها نافيه و قالت بتاكيد..
ابتهال اللي يعرفكم و يدخل بيتكم و يكون في وسطكم يتكسف يعمل الغلط بينكم... انتم ناس تعرف ربنا و طيبين.. مش يونس قالك انه بقي كويس
اومات ابتهال براسها في سرعه فا ضحكت مسك و قالت لها مشجعه:
يالا توكلي علي الله يا عروسه
احتضنتها ابتهال بقوة شاكره اياها علي وقوفها بجانبها....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اعتصر يونس الهاتف بين يديه حتي كاد ان يحطمه...
وجهه جامدآ الي الامام دون حراك و اصبح كالكتله الحمراء المنبعثة من اشتعاله الداخلي..
و عينيه ترفض ان تصدق ما تراه... يشعر انه في اسوء كوابيسه علي الاطلاق...
يشعر بوخزات قلبه كالدبابيس تؤلمه بشده...
انها هي...
تتمايل و تستعرض كلمات الاغنيه باداء تمثيلي...
تستعرض جمالها كالسلعه...
لم يستمر بمشاهده المقطع ولكنه قذف الهاتف بقوة في الحائط حتي اصبح اشلاء.. و مسك راسه بين كفيه شاعرا انها ستنفجر... و عينيه تحرقه بشده غضبا و آسفآ...
اتجه للمرحاض ووضع راسه اسفل الصنبور و آه حارقه خرجت من جوفه ود لو كانت عاليه لعله يهدء و يفرغ قليلا عن الغضب الكامن بداخله...
لكن لن يهدئه اي شيء الان سوي الوضوء ..
توضا رغم اضطرابه و شعر بالماء البارد عليه تهدئةوتطفئ بعض من نيرانه...
وقف امام النافذه آسفا و نادما و موجوعا.. كيف فعلت ذلك... كيف تمادت الي هذا الحد... كيف استطاعت ان تفعلها...
ضم شفتيه و لن ينكر رغبته في البكاء .. احترقت عينيه بالعبرات و مسحها هو علي الفور.
اخذ انفاساا عميقه رغم تلك النغزات في قلبه....
و عقله يعيد ترتيب الاشياء مره الاخري
،،،،،،،،،،،،،
ضحكه خبيثه ارتسمت علي ملامحها عند تأكيدها للارسال و رؤيته لما ارسلته له....
عضت ندي علي شفتيها السفلية لنجاح اولي خطتها بينما عقلها يعمل ليستكمل الباقي لقدوم مسك الي هنا مرة الاخري و التي تنوي ان تكون القاضيه لها...
،،،،،،،،،،،،،،،
مرت عدة ايام و تمت الرؤيه الشرعيه ل مصطفي و ابتهال و تمت موافقه ابتهال مما شجع مصطفي علي اتخاذ خطوة عقد القران مباشرة ليكون الامور بينهما في نطاق شرعي و مريح للطرفين....
تقضم مسك في اظافرها في حيره و ضيق من تأخر ابتهال علي الموعد المتفق معها....و بوضوح اكثر متردده في الصعود لاعلي بعد شعورها بتهرب يونس منها...
لم تراه لعده ايام حتي انه لم يوصلهم لشراء تجهيزات عقد قران ابتهال كما توقعت....
نظرت لساعه يدها في تأفف و أنتوت الصعود حتي لا يحل عليهم الليل و هم في الخارج....
،،،،،،،،،،
يعني ايه يا يونس مش فاهمه
سؤال قالته ابتهال في استغراب حزين الي شقيقها الذي اجابها بإيجاز:
مش هاينفع يا ابتهال
_ليه يا حبيبي بس مش كنت نويت و حسيت انك خلاص هتتكلم
حرك راسه بالرفض و اتجه للنافذه و قال بضيق:
مش ها نتفق يا ابتهال مش ها نرتاح مع بعض
استنكرت ابتهال حديثه و قالت:
فعلا... مع اني مش بحس بكده يا اخي.. انت مش بتشوف نفسك في حضورها بتبقي عامل ازاي .. انا عارفه انك كتوم شويه بس انت
قاطعها يونس باختناق:
ابتهال خلاص موضوع و اتقفل
تابعت ابتهال حديثها بحزن:
طب و هي... انا متاكده انها بتحبك مش بتشوف عينيها بتبصلك ازاي و لا بتلمع ازاي لما بتيجي سيرتك.. دي اتغيرت و بقت احسن بكتير و خلاص فاضلها خطوة واحدة علي الحجاب ..
التقت اليها يونس و قال بحده و صوت مختنق :
مش هاتنفعني يا ابتهال افهميني.. مش دي اللي راسمها في خيالي لزوجتي من سنين طويله...
انا فعلا تعبان ... لكن تعبي دلوقتي اهون من اني بعدين افشل ويكون في بينا بيت و ولاد
تركها يونس و فتح باب الغرفه بقوه و تخشب جسده بأكلمه عند رؤيتها متواجدة في منزله....
كانت نظراتها الحزينه الباكيه كا الاسهم تضرب قلبه دون هواده بالم...
لم تقصد ان تتصنت و لكن عندما فتحت عزه الباب سمحت لها الدخول الي ابتهال و قبل دخولها. شعرت و كان دلو ماء بارد سقط فوق راسها... حاولت ان تتحرك و تعود حيث اتت و لكنها تخشبت بمكانها حتي فتح يونس الباب...
ولم تشعر بعينيها التي تزرف العبرات و لا وجهها الذي شحب و ذلك الاحساس المميت باالخذلان و الخجل من مشاعر سمحت لها بالظهور في وقت ازدهارها، و لكن الان تشعر انها فجاءه جفت كا ورقه خريف و تساقطت تحت قدمه...
شهقت ابتهال عند رؤيتها الي مسك و التي من حالتها انها استمعت كل شئ وضعت، يديها علي فمها في دهشه و خوفا عليها....
ارادت الهروب من امامه حتي لا يري لحظات ضعفها من حديثه الواضح و الذي القاه دون حتي تجميل..
و بمجرد ما استطاعت تحريك قدميها ركضت من منزلهم الي اسفل...
همست ابتهال باسمه بصوت مرتعش و لكنه لم يكن هنا... كان مازال كا الصنم و ينظر لاثرها في حزن ووجع رغم شعورة به الا انه لم يكن بتمني ابدا ان يصيبها منه...
احترقت عينيه بلسعه ساخنه جعلته يسرع الي غرفته حتي لا يشهد احد علي تلك اللحظات الخاصه جدا به ...
،،،،،،،،،،،،،
لم تشعر مسك بتلك المسافه التي استغرقتها حتي نزولها لمنزلهم و دخولها لغرفتها التي اغلقتها خلفها واضعه كفها علي فمها مامته شهقاتها لخروج عاليا من جوفها...
اتجهت لمرآتها شاعره باالخذلان شاعره بخسارة اماني و احلام ذهبت ادراج الرياح... حزينه علي ما وصلت نفسها اليه حتي اصبحت الفكرة المترسخه عنها بمثل هذه السوء...
شاعره بوجع لتلك المشاعر الوليدة والتي وئدت قبل حتي ان تري النور...
كلماته ضربت قلبها دون رحمه...
رحمه!
الم يتحدث عنها او يعرف معناها حتي... تعرف عن رقة قلبه من حديث شقيقته ولكن كان معها بمنتهى القسوة و هو يلقي بما يجيش بخاطرة و لحظها العاثر استمعته بوضوح...
اغمضت عينيها بشده حتي ازدادت عبراتها في الهطول و التخبط يتسرب اليها مرة اخري .....
،،،،،،،،،،،،،،،،
اخذ يونس انفاسه باضطراب و اخفض راسه ارضا متكئا بساعديه علي ركبتيه غارقا في افكاره و لم ينتبه لجلوس والده مقابله شاعرا بخطبه
قال والده مناديا عليه:
يونس
رفع يونس راسه قبالته و راي والده التعب و الحيرة جليه علي محيا ولده..
فقال والده بهدوء:
هونها عليك يابني
ضم يونس شفتيه و لم يجيبه فقال مره اخري مباشره بصوتا لين:
بتحبها يا يونس
اخفض يونس راسه و اضطربت انفاسه و استمعها والده جيدا و علم بالاجابه...
فاعم الصمت بينهما لفتره حتي قطعه يونس قائلا بصوتا مرهقا:
يمكن ذنب عملته وناسيه و بكفر عنه دلوقتي
و كانت اجابة والده:
الحب عمره ما كان ذنب يابني.. الرسل و الانبياء و اصحابه حابوا زوجاتهم و فيه منهم كتبوا لهن القصائد و الاشعار.. الحب ابدا مش ذنب
احترقت عينين يونس و قال باسف:
يبقي اختيارتنا هي اللي غلط بس...
تنهد والده و قال بهدوء:
يابني انت من البدايه علي علم باختيارك و قعدنا و اتكلمنا و نوينا الخير و كملت و اخترت تقّوم و تكون سبب لما لاقيت فيها الامل و النبتة الصالحه
اختنقت الكلمات بحلقه و قال:
ما كنتش اعرف انها وصلت لكده انا حاسس راسي هاتنفجر كل ما اتخيل كام واحد شافها كده و اتغزل فيها و
صمت مبتلعا باقيه حديثه و كان كالعلقم بحلقه من مرارته...
واكمل بخفوت:
يمكن كنت غلطان و قاطعه والده:
لا يابني انا مش معاك البت فعلا اتغيرت و حالها بقي احسن بشهاده امها
انفعل يونس قليلا و قال باندفاع:
و القرف اللي موجود في كل حته ده و الذنوب اللي بتاخدها في كل دقيقه و الشاب اللي بيتفرجوا عليها
نهض والده و قال:
طب كلمها و افهم يمكن ظالمها... ان بعض الظن اثمخرج والده تاركا خلفه يونس ماسحا علي وجهه بيديه هادرا انفاسه الغير المنتظمه و صورتها لا تغيب عن عقله بتمايلها و دلالها علي الاغنيه..
انتبه يونس لتلك الاصوات المتداخله في الخارج و كان صوت والدة مسك الاوضح فيهم...
انتفض مكانه و فتح الباب وجد والدته تربت عليها و الاخري واضعه يدها علي راسها بحسرة قائله:
خرجت من غير حتي ما تقولي و ما بتردش عليا و رجعت لعادتها تاني
قالت عزة محاوله ان تطمئنها:
اهدي بس يا زينب تلاقيها بتجيب حاجه و راجعه
حركت زينب راسها نافيه و قالت بنشيج بكاء:
انا اول ما سمعتها بتكلم اللي اسمها ندي دي و لاقيتها نزلت عرفت انها راحت للشله الفاشلة اللي تعرفهم و كدبت نفسي نفسي بس الوقت اتاخر و ما بتردش عليا... كنت فاكرة اتصلح حالها
و استمرت ببكائها و ذلك الواقف بعيدا تتلاعب به مشاعره حتي وقعت عينيه علي شقيقته ووالده و راي تلك النظرة المعاتبه... اخفض عينيه قليلا و قال بارتباك:
طيب حضرتك تعرفي هي فين دلوقتي
قالت زينب مجيبه و هي تشير لابنها قائله: طلعله تليفونك صحابها منزلين صورهم مع بعض و حاطين العنوان..
امتثل ابنها و اعطي هاتفه ل يونس الذي سجل المكان سريعآ و اتجه لغرفته دون حديث
بدل ملابسه و توقف لبره واضعا يده مكان قلبه وهمس لنفسه بقلب متعبآ:
يارب.. يارب انا.... بحبها..
وتابع برجاء خافتآ:
انك لا تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء
، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في صخب المكان غمزت ندي الي ياسر و اشارت الي مسك الجالسه معهم و ليست معهم...
مالت ندي علي ياسر قائله في بابتسامه منتصرة:
جبتهالك اهي الباقي عليك بقي يا يسو
ضحك ياسر وهو يحضر مشروبا خاص و قال:
سيبيلي الطالعه دي يا روحياقترب بتبختر الي مسك الشارده ووضع قبالتها مشروبآ قائلا:
ايه يا سوسو مش معانا ليه
اجابته مسك في فتور:
معاكم اهو يا ياسر
مال علي المقعد الخاص بها و قال بخفوت مغازلا،، مش معقول بعد الغيبه دي تكوني قاعده معانا من غير حتي ما تشربي حاجه.. ده احنا بنحتفل بيكي
نظرت اليه مسك في حده و قالت:
و من امتي بشرب يا ياسر
اجابها في هدوء و نظرات ثاقبة:
ما انا عارف عشان كده جايبلك عصير
تااففت مسك و قالت و هي تدير راسها للجه الاخري:
مش عايزة يا ياسر شكرا
لم يقل حماس الاخر و تابع مصرا الوصول لغايته:
ابدا ده مخصوص ليكي عارف انك بتحبي الاورنچنفخت مسك و قالت بصيق:
ياسر بليز سيبني براحتي
،،،،،،،،،،،،،،
ترجل يونس من سيارته و القي نظرة سريعه علي المكان للتاكد من صحته.. توجه للداخل و يظهر ان هناك احتفالا ما بسبب ذلك الضجيج العالي و الاغاني الصاخبة...
استغفر في نفسه و عينيه تبحث عن مكانها حتي وجدها تجلس علي منضده و ذلك الشاب بوقفته السخيفة قبالتها يتحدث اليها....
ضاقت عينيه و احتدت ملامحه وتوجه اليها....
مسك
انتفضت مسك مكانها ملتفته براسها للخلف للتاكد من سماعها لذلك الصوت الذي تدرك صاحبه جيدا و الذي لاول مرة ينطق اسمها ...
وسط ذهولها لتواجده هنا معها
يتبع،،،،،،،،
أنت تقرأ
مولانا اليوتيوبر / سارة حسن
Romanceكانت مصادفاتهم من تدابير القدر.. .. لتقع تلك الفاتنه المندفعه في طريق يونس الملتزم و المتدين.. . كانت كا الفتنه او ربما كا الخطيئة.. . في كلتا الحالتين سيقع يونس في حرب ضاريه مع ذاته امام تلك الحسناء العفوية... نوفيلا (مولانا اليوتيوبر ) سارة حس...