(١)«عـودة».

1.3K 114 80
                                    

لعلَ بينَك وبين الفرح استغفارًا،
فأستغفر اللّٰه حتىٰ تـفرح.

صلوا على نبي الهُدى.
_______________

بداخل مقهى شعبي في أحد الأحياء الشعبية البعيدة، تناول شاب ما - ملامحه تُشير إلى إرهاقه وتعبه - بكوب زجاجي، ثم أخذ يرتشف منه ذلك المشروب الساخن الممتلئ به يتنهّد بضعف.

وهو يُتابع الماره بعينيه بهدوء وعدم إكتراث، حتى أنتفض في جلسته بعدما سقطت عينيه على ذلك الشاب الذي خرج من البناية المتواجدة أمام ذلك المقهى يتجه نحو الطريق الرئيسي بهدوء.

أتجه خلفه يُناديه بصوت عالي نسبيًا حتى ينتبه لهُ الآخر، توقف الآخر يفتح زر سُترته يطالع ذلك الشاب بهدوء غمغم بلهفة:-

_دكتور يحيي عامل إيه، بقالي كتير مشوفتش حضرتك خالص.

دس يحيي يديه في جيب بنطاله يتنحنح بخشونة يقول بهدوء:-

_الحمد الله يا تميم أنتَ عامل إيه وإيه أخبارك في الكُلية.

هتف تميم بأبتسامة هادئة يطالعه بلهفة ورجاء يحاول تذكيره بذلك الوعد الذي قطعه عليه يحيي مِن قبل:-

_الحمد الله يا دكتور يحيي، دكتور يحيي أنا كنت عاوز أفكرك بالوعد اللي أنتَ وعدتهولي.

حملق به يحيي بهدوء يحاول تذكر ما قاله لذلك الشاب ولكن عقله لم يسعفه لذلك أسترسل تميم بقية حديثه بأمل:-

_أنتَ قولتلي إنك هتاخدني معاك المُستشفى في يوم عشان أتدرب معاك يعني.

هز يحيي رأسه بتذكر يقول بهدوء وهو يحملق في ساعة يديه:-

_اممم طب لو فاضي دلوقتي تيجي معايا؟.

أسترسل بقية حديثه بنبرة جادية عمليه يرمقه بهدوء وجدية:-

_فيه حالة جديدة لسه جاية عندنا من أسبوع إيه رأيك تيجي تشوفها معايا.

تبسّم تميم بسعادة بالغة وهو يشعر بأنه وصل لمُبتغاه أخيرًا، أخيرًا وبعد سنة حاول يترجى ذلك الطبيب بأنه يأخذه معه للتدرب وافق في النهاية.

_______________

أستلقت تلك الفتاة صاحبة الثالثة والعشرين عام فوق ذلك الفراش داخل تلك المشفى غير واعية بما حولها، بل كانت غائبة عن الوعي في غيبوبتها الخاصة تهرب من تلك المشاكل التي تُلاحقها.

وقف تميم بجانب يحيي يحملق في تلك الفتاة النائمة بشرود وقلبه ينبض بقوة كـالطبول وكأنه سيغادر من موضعه كلما حدقت عينيه بها، غمغم يحيي بهدوء يطالع تلك الفتاة يتفحص مؤشراتها الحيوية بجدية:-

أحترقوا بجهامة عشقهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن