أحترقوا بجهامة عشقهم

(٢)«هـرب».

سيعوضك الله بفرحَة تعوض هذا التعب .

صلوا على نبي الرحمة.

____________

في العاصمة المصرية (القاهرة).

في قصر كبير للغاية ذات تصميم كلاسيكي، كان يعج به رجال الشُرطة يحققون في قضية القتل التي حدثت قبل سويعات قليلة حيثُ قُتِل السفير فواز الهلالي.

وقف اللواء جواد الرشيدي يطالع جُثمان السفير الذي أستلقي فوق الأرضية الرخامية يسيل منه الدماء بعدما قُتِل بعيار ناري في رأسه أدي به للموت على الفور.

غمغم جواد بجدية وعملية يدس يديه في جيب بنطال حُلته السوداء:-

_شوف شهادة الخدامين يا سليم وأبعت الجُثة للطبيب الشرعي عشان يكتب تقريره.

أسترسل بقية حديثه بتساؤل يرفع عينيه يحملق بالشرطي سليم الواقف بجانبه يستمع لتعليماته بجدية:-

_الشاهد اللي أنتَ قولتله لسه عايش فين دلوقتي؟.

هتف سليم بهدوء يتنحنح برجولة وهو يبتسم بأمل لعله يأخذ تلك القضية:-

_أتنقلت للمستشفى يا فندم بسبب تعرضها لصدمة عصبية وهي دلوقتي مازالت تحت تأثير البنج، الدكتور قالي هتصحي بُكره الصُبح.

أومأ جواد بتفهم يقول بهدوء وهو يستدير ليذهب عائدًا إلى مركز الشُرطة:-

_ماشي يا سليم كلم الرائد مُعتصم الحُسيني والنقيب أجَاوِيد السبيلي هُما هيمسكوا معاك، الوزير كلمني وقالي خلي تلت أكفئ ظُباط عندك ياخدوا القضية دي ويحققوا فيها فهتاخدها أنتَ ومُعتصم وأجَاوِيد أنا بثق فيكم أوي.

تبسّم سليم بسعادة شديدة وهو يومأ بلهفة يقول بفرحة وعدم تصديق:-

_أكيد أكيد يا فندم مش هنضيع ثقتك دي وقُريب أوي هنلاقي القاتل متخفش.

أومأ جواد بهدوء يركب سيارته يُغادر عائدًا إلى مركز الشُرطة، بينما وقف سليم يشعر بسعادة بالغة فهو الآن سـيأخذ تلك القضية وليس ذلك فقط بل سيأخذها هو وأصدقائه المُقربين (مُعتصم-وأجَاوِيد).

عاد إلى القصر يأمر العساكر بتعليمات جواد يتصل بلهفة على صديقه مُعتصم يعرفه بأخذه لتلك القضية معهُ هو وأجَاوِيد.

_______________

في مدينة سان فرانسيسكو.

وقفت إستبرق تضع ملابسها في حقيبة السفر الخاصة بها وهي تتنفس بصعوبة بالغة وقد شعرت بالإختناق بعد معرفة تلك الحقيقة الصادمة التي كادت تُزهق بروحها لولا تحذير ذلك المجهول لها.

كانت الدموع تتساقط فوق وجنتيها وهي تشعر بالصدمة والذهول من تلك الحقائق، هي الآن ستعود للوطن التي لطالما حاولت الهرب منه لعلها تقتل ضميرها الذي يجلدها كل ليلة عمّا فعلته.