(٣)«مُـقـابـلـة».

658 88 111
                                    

أجبر قلبي
بما أرجوك بِه كل ليله
يا الله
فوحدك تعلم بحالي.

صلوا على نبي الله محمد بن عبد الله.

___________________

وقفت إستبرق أمام منزل السبيلي وعينيها تملؤها الدموع فأخيرًا قد وصلت بيتها بأمان، رغم ما حدث بها ودخولها في غيبوبة طالت مُدتها إلى أسبوع إلا أنها تشعر بالأمان كُلما أقترب اللقاء بينها وبين والدها أمانها وسندها الوحيد بعد ربها بالتأكيد.

رفعت حدقتيها ترمق يحيي المُستند على عربته يعقد ذراعيه فوق صدره مُنتظر منها الإشاره دون أن يتحدث لأجل أن تكون على راحتها، هتفت إستبرق بشكر وإمتنان تطالعه بخجل وحرج:-

_أنا بشكرك أوي يا دكتور يحيي مش عارفه أقول إيه لحضرتك بجد.

تبسّم يحيي بهدوء يهز رأسه بتفهم يقول بنبرة رزينة هادئة:-

_مفيش أي حاجة يا أنسة إستبرق ده واجبي مع المرضى بتوعي وبعدين أنتِ زي أختي أكيد مش هسيب بنت زيك لوحدها كده من غير مُساعدة.

تبسّمت إستبرق بشكر تودعه تصعد إلى البرج شاهق البناء والمتواجد به منزل عائلتها تركض نحو شقتهم بلهفة وحماس لرؤية عائلتها من جديد.
                        __________________

كادت أن تطرق الباب. ولكن تذكرت ولحسن حظها أن الحقيبة التي كانت تضعها فوق خصرها والتي كان بها جواز سفرها وهويتها الشخصية ومفاتيح منزلها معها حتى الآن ولم يحدث لها شيء.

لذلك ودون تردد منها فتحت باب الشقة وولجت تستنشق رائحة المنزل العطرة برائحة المسك تنهّدت بفرحة وهي تستمع لصوت والدها الرجوليّ يأتي من حجرة الضيافة، فأتجهت نحوها بخطوات بطئيه سلسة وقد قررت مفاجئتهم كما كانت تُخطط.

ولكنها وقفت لوهله وقد أخترق صوته أذنيها يدق كـالطبول، صوته الرجولي ذات البحه المُميزة به جعلت قلبها ينبض بقوة يسقط في قدميها من شدة الرعب هي لم تكن تظن أن المُقابلة بينهما ستكون قريبة هكذا فقد ظنت أنها لن تراه سوى بعد شهران تقريبًا وذلك بعدما أعلمتها كهرمان بأن قائدهم سيكثر من تدريباتهم لذلك لن يأخذوا أجازة لمدة شهران.

وضعت يدها فوق المنضدة المتواجدة في بهو الشقة تحاول أن تتوازن قبل أن تسقط بعدما شعرت أن الأرض تُميد من أسفلها، تنفست بصعوبة كلما أستمعت إلى صوته يعلو وقد أستطاع ببحته الرجوليه أن يُهيّمن عليها فكيف ستفعل في حضرته !!!.

تنهّدت بشجاعه زائفه وقد قررت الخوض نحو المجهول والمواجهه التي حتمًا كانت ستحدث، طرقت باب حجرة الضيافه المُغلق تدخل إلى الداخل بقدمين ترتعش وأصبحت لا تقوى على حملها رفعت زرقوتيها تطالع الجالسين بشحوب.

أحترقوا بجهامة عشقهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن