•إفـتـتـاحـيـة-الـروايـه.

998 104 92
                                    

داخل الكوخ المتواجد في الحديقة الخلفية لقصر السبيلي، جلس أجَاوِيد يلعب بسلاحه البلاستيكي إلا أن ركض إليه جَاوِيد يحمل بين يديه قداحة وشمعة ذات رائحة قد وجدها بالكوخ.

تحدث جَاوِيد بطفولة وأبتسامة سعيدة يحاول إشعال القداحة:-

_الله شوف يا أجَاوِيد الشمعة دي، بشوف بابا بيولعها لماما ما تيجي نولعها.

هتف أجَاوِيد بتذمر طفولي وهو يحاول إبعاد تلك القداحة والشمعة عن يد شقيقه:-

_لاء بلاش أنتَ ناسي ماما حذرتنا أننا منولعش نار عشان غلط علينا، هات الولاعة والشمعة دي يا جَاوِيد لو سمحت.

هز جَاوِيد رأسه بنفي يركض داخل الكوخ بفرحة وسعادة وهو يلعب بتلك القداحة وقد أستطاع إشعال الشمعة ليظل يركض بهما سعيد، شعرا الأثنان بأقدام تسير نحوهم ليقول جَاوِيد برعب:-

_يلهوي دي شكلها ماما، أنا هقول أنك أنتَ اللي ولعتها على فكرة.

نظر إليه أجَاوِيد بتذمر وغيظ ليجدوا رجلًا ضخمًا يقف أمامهما يرمقهم برعب، أتجه نحو جَاوِيد يُلقي تلك الشمعة المُشتعلة من بين يديه يقبض عليه بقسوة.

حاول أجَاوِيد حماية شقيقه يُبعد هذا الرجل عنه ولكن لم يستطيع بسبب فارق القوة والطول بينهما، لم ينتبها لتلك النيران التي أشتعلت بسبب إلتقاط ستائر تلك الحجرة المتواجدين بها نيران الشمعة التي أُشعلت على الفور.

ألقى ذلك الرجل أجَاوِيد داخل النيران والتي بسببها أحترق ظهره حروق لن تُعالج طوال عُمره، بل ستظل ندوبها متواجدة تُذكره دومًا بتلك الحادثة.

النيران أصبحت تلتهم كل ما تراه حتى شعر أجَاوِيد بجسد جَاوِيد بالطبع يسقط بجانبه ولكنه قد أُشعِل بالفعل، حاول أجَاوِيد بكل طاقته إنقاذ شقيقه ولكن كانت النيران هي ما يراها.

وجد باب الكوخ يُفتح لذلك دون تفكير منه قرر الخروج والإستغاثة من والده، ويا ليته لم يفعل ذلك.

فتح أجَاوِيد صاحب الثلاثة والعشرين عام عينيه بعدما أخترق ذكريات ذلك اليوم الأسود بالنسبة لهُ أحلامه مُجددًا، زفر بإرهاق ينهض من فوق فراشه بمنزله الكئيب يتجه نحو المرحاض المُلحق بحجرته يضع بضعة قطرات مياه فوق وجهه لعله يستفيق.

رفع زرقوتيه يطالع ذاته في أنعكاس المرآه، مظهره بات مُرهق مُنطفئ ولكن بات !!!!.

هو دومًا هكذا من بعد تلك الحادثة وهو كذلك، أنطفئ وميض عينيه اللامع وأنطفئ معه روحه، روحه التي يلتهمها حتى الآن نيران الندم والوجع.

كل ليلة يتمني لو كان هو مَن مات ودُفِن تحت الأتربه وجَاوِيد هو مَن على قيد الحياة بدلًا، لكان الآن مرتاح البال وليس كذلك كل ليلة يجلد ذاته.

بعد خروجه من الكوخ أُتهِم من الجميع بأنه هو مَن كان السبب بسبب أنهم وجدوا تلك القداحة في جيب بنطاله، لا يعلم متي سقطت في جيبه ولكنهم لم يستمعوا إليه ولم يصدقوه عندما حدثهم عن ذلك الرجل الذي كان السبب في كل ذلك.

لم يصدقوا أنه ليس لهُ ذنبًا بأشعال تلك النيران أو حتى أن تلك الفكرة كانت فكرته، رأي العتاب في عينيّ والدته والبغض في عينيّ والده وتمني شقيقه بأن يكون هو الميت وليس شقيقه الآخر.

خرج من الحجرة بأكملها يفعل قدحًا من القهوه يتجه إلى الشُرفة يرمق ذلك الليل المُهلك الموحش يختلط به إشراقة يومًا جديد، كل يوم يتوارى القمر عن الأنظار وتشرق الشمس مُحملة بين ضوئها الأمل للجميع.

ولكن مُنذ خمسة عشر عامًا لم تُشرق الشمس داخل قلب أجَاوِيد، قلبه أنطفئ كالنيران التي أنطفئت داخل الكوخ روحه ماتت مع جَاوِيد.

هو أحترق بجهامة قلوب عائلته التي ظلت تُلاحقه طوال تلك السنوات حتى يجعلوه يعترف بآثمه وهو قتل شقيقه جَاوِيد، ولكن كيف سيعترف بشيئًا لم يفعله !!!!.

يصرخ قلبه طلبًا للمغفرة من آثم لن يفعله يُريد رؤية الحُب والحنان داخل قلوب ملئتها الجهامة ونيرانها، متي سيجد الراحة !!!.

متي سيتم ظهور الحقيقه للجميع ومعرفتهم بأنه ليس كما يروه، هو ليس إلا طفل أراد العيش يومًا أسفل دفئ وحُب عائلته التي لطالما كرهته !!!!.

أنتظروا ملحمةً قوية بين أبطال قصتنا !!!! أنتظروا الكثير من الحكايات المشوقة والتي لا يوجد لها نهاية.

الحمد الله المشكلة اللي في الرواية أتصلحت، بس برضو هنزلها يوم الإتنين

أحترقوا بجهامة عشقهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن