هل كنتم يومًا تحظون بيومٍ سيئ، وفجأة صادفتم شيئًا ما قد بدل ظلام يومكم بضوءٍ لطيف؟ ربما ليس شيئًا، من الممكن أن يكون موقفًا ما .. أو ربما ... ربما شخصًا ما.
الثاني من مارس.
أنقرة،
تركيا.في الثالثة عصرًا، أنا أحظى بيومٍ من أسوأ أيام عملي، بل أنه الأسوأ على الإطلاق؛ فمساعدي (علي) قد وقعت له خادثة اليوم، وهو الآن يرقد في المشفى، ويجب علي تسليم خمسة سيارات اليوم لأصحابها، ودعوني أخبركم شيئًا .. لا توجد إلا سيارة واحدة منهم هي التي أصلحتها، لا تحكموا علي وتتهموني بالتخاذل؛ فلقد كنت طريح الفراش منذ الأربعة أيام ولم أكن أستطيع مغادرة السرير لأذهب إلى ورشتي وأباشر عملي، كان مساعدي علي هو المسئول عنها في تلك الفترة لكن وكما يبدو أنه كان فقط يأتي ويفتح الورشة ثم يتربع على الكرسي ويطلب الشاي والأرجيلة أثناء تنعمه بغيابي ..
رفعت رأسي عن محرك السيارة التي أعمل على تصليحها منذ الصباح وسحبت المنشفة البرتقالية الصغيرة لأمسح بها العرق عن وجهي الممتلئ بالشحم، رميت المنشفة على جانب السيارة ونظرت أمامي بغضب، ذلك الوغد علي .. سأطرده؛ فهو من تسبب بكل هذا.
لكن على من أكذب؟ لقد أقسمت مرارًا وتكرارًا بطرده، وفي كل مرة أتراجع عندما أتذكر زوجته وطفلته .. فقط تبًا لك علي.
عدت مجددًا لأحشر رأسي داخل محرك السيارة وانهمكت فيما أفعل حتى كنت على وشك الانتهاء، هذا حتى سمعت صوت هاتفي فرفعت رأسي وتوجهت لداخل ورشتي وأنا أمسح يداي في ملابسي الملطخة بالشحم بالفعل، التقطت الهاتف بسرعة لكنه انزلق من يدي ووقع فتحولت شاشته إلى جزئين .. حسنًا .. هذا ما كان ينقصني!
انتشلته من الأرض على كل حال وأجبت المكالمة لأنها كانت من أحد زبائني، تحديدًا الرجل الذي كنت أصلح سيارته منذ قليل .. السيد حسان، ذو الخمسة والستون عامًا.
"مرحبًا أركان،" قال السيد حسان من الجهة الأخرى وأكاد أشعر به يبتسم في وجهي الآن وهو يتحدث
"مرحبًا سيد حسان، لقد انتهيت من سيارتك بالفعل، يمكنك المرور علي لتأخذها،" بادرت بالحديث فضحك السيد حسان وأردف "أعرف أنك فعلت، لكنني سأطلب منك طلبًا آخر، هل يمكنك أن تبعث علي بالسيارة إلى منزلي؟ أنا لا أستطيع المجيئ إليك حاليًا."
قطبت جبيني وأنا أتمتم ناظرًا أرضًا "علي في المشفى، لا يوجد سواي هنا سيد حسان."
صمت سيد حسان لوهلة قم أن يطلب مني بنبرة المستعطف "حسنًا أركان أعرف أنك مشغول، لكن أرجوك هل يمكنك أن تأتيني بالسيارة؟"
كنت سأرفض؛ فالوقت حقًا لا يسمح .. لكن هذا سيد حسان الذي يشبه أبي رحمة الله عليه، في كل مرة أراه أتذكر أبي بابتسامته اللطيفة ..
"بالطبع سيد حسان، فقط اعطني العنوان.".
"تبًا لك أركان وتبًا لقراراتك،" شتمت نفسي وأنا أقود سيارة السيد حسان الذي اتضح أن منزله بالحقيقة بعيدًا عن ورشتي، ماذا سأفعل الآن في الأربعة سيارات المتواجدات أمام ورشتي؟
أنت تقرأ
الثاني من مارس
Romance"آنسة نادية، أعرف أنكِ لا تتحدثين بلغتي، وأنا لا أتحدث بلغتكِ، لكنني أبقى مستيقظًا كل يوم للثالثة فجرًا، كي أحفظ الجملة التي سأخبركِ بها غدًا، بالأمس حفظت جملة [فستانكِ جميلٌ.] لكن لماذا قد أرتديتِ بنطالًا اليوم؟ أنتِ تصعبين الأمر كثيرًا آنسة نادية...