لقد مر شهرًا على حضوري لصف اللغة الإنجليزية للمبتدئين، وسأخبركم شيئًا مفرحًا .. أستطيع قول بعض الجمل باللغة الإنجليزية، كما أن اللغة التركية للآنسة نادية تتحسن بشكلٍ ملحوظ، صارت تحاول أن تحادثنا بالتركية خارج المحاضرة ولقد أفرحني هذا كثيرًا، لكن لم تواتيني الفرصة لخوض حديث طويل مع الآنسة بعد.
استيقظت اليوم فجرًا لأصلي صلاة الفجر وعندما وضعت جبهتي على الأرض لأسجد بدأت بالدعاء "يا الله، عطل سيارة الآنسة نادية اليوم كي أصلحها لها.".
وفي ورشتي كنت أصلح السيارات وأنا أهمس بداخلي "يا الله، عطل سيارة الآنسة نادية اليوم.".
مرت بي إمرأة مسنة متسولة فأعطيتها خمسون ليرة وطلبت منها "أمي، هل يمكنكِ أن تدعي لي بأن تتعطل سيارة الآنسة نادية اليوم؟"
أخذت العجوز مني النقود ورفعت يديها بالدعاء فورًا "يا الله عطل سيارة الآنسة نادية تلك واجعلها تقع بحادثة وتدهسها السيارة و.." وضعت يدي على فمها بسرعة قبل أن تكمل وأذهب لأجد الآنسة في المشفى.
لكنني حينما وصلت للمركز وجدتها تركن سيارتها -التي ما زالت تعمل- أمام المركز وتنزل منها بابتسامة واسعة ثم تترجل للداخل ..
عقدت حاجباي ولعنت بداخلي وأنا أنظر للسيارة بغيظ "تبًا، ربما يجب أن أفعلها بنفسي."
نظرت يمينًا ويسارًا أتأكد من أن أحدًا لن يلاحظ هذا ثم أخرجت علاقة مفاتيحي حيث معلقًا بها سكينًا صغيرًا أبقيه معي، وأنا أعرف ماذا سأفعل به.
توجهت بحذر نحو سيارتها وحمحمت أنظف حلقي، تلفتت حولي من جديد فوقعت عيناي على موظف الأمن الذي يقف أمام المركز وأصبح صديقي مؤخرًا لأنني أحداثه كثيرًا، وهو ينظر إلي ويلوح بيده لي .. تبًا لك إسماعيل، سآتي لأصافحك لاحقًا لكن دعني أخرب سيارة الآنسة أولًا!
لم يزيح إسماعيل عينيه عني وأنا يجب أن أنزل أسفل السيارة لأنفذ مهمتي تلك ولقد أتى موعد المحاضرة بالفعل!
نفخت الهواء من فمي بغيظ ثم أرجعت السكين لجيبي وترجلت نحو إسماعيل بضيق لأصافحه وأهرول للداخل، لكن عيني وعقلي على تلك السيارة، أقسم بأنني سأخربها كي تلجأ لي الآنسة نادية وأحصل على حديثٍ معها، لن أخرج تلك السيارة الجميلة من تفكيري.
وصلت إلى المحاضرة فوجدت نادية ترتدي فستانًا وهنا سارعت بالإطراء عليها وأنا أمر بجانبها "فستانكِ جميلٌ آنسة نادية."
ابتسمت وأومأت "سترتك جميلة أيضًا أركان."
الآنسة نادية لطيفة بشدة لكن أنا آسف نادية، ما زلت سأخرب سيارتكِ العزيزة.
الآن تعلمين نادية ما سبب العطل الذي حدث في سيارتكِ فجأة في مساء ذلك اليوم، أعتذر لكِ نادية لكن الأمر ما زال يضحكني بشدة حقًا كلما أتذكر .. لقد دعيت الله ولم يستجب، تصدقت وجعلت العجوز تدعو الله ولم يستجب .. كان علي أن أقوم بها بنفسي.
تريدون معرفة ما حدث بعد تخريبي لسيارة الآنسة؟ حسنًا سأخبركم بذلك في الجزء القادم، لأن هذا يستحق فصلًا بأكمله.
أنت تقرأ
الثاني من مارس
Romance"آنسة نادية، أعرف أنكِ لا تتحدثين بلغتي، وأنا لا أتحدث بلغتكِ، لكنني أبقى مستيقظًا كل يوم للثالثة فجرًا، كي أحفظ الجملة التي سأخبركِ بها غدًا، بالأمس حفظت جملة [فستانكِ جميلٌ.] لكن لماذا قد أرتديتِ بنطالًا اليوم؟ أنتِ تصعبين الأمر كثيرًا آنسة نادية...