3- محاولتي الثانية

3.1K 506 19
                                    

أتعلمون ماذا تفعل النحلة بعد أن تحوم حول الزهرة لفترة؟ نعم .. أنتم محقون .. إنها تقترب بتردد.

وهكذا أنا اقتربت بتردد من مركز تايسون لتعليم اللغة الإنجليزية، لا أعلم لماذا ذهبت هناك لكنني كنت أعلم بأنني إن أردت محادثة الآنسة نادية فيجب علي الدخول إلى ذلك المكان .. ماذا سأفعل في ذلك المكان؟ لا أعلم .. لكنني بكل تأكيد أعرف أنه السبيل لمحادثة الآنسة ثانيةً، ولم أكن أبدًا ممن يستسلمون بعد المحاولة الأولى.

وضعت قدمي على أول درج وصعدت ألتفت حولي، ثم وجدتني أمام موظفة الاستقبال، أسأل عن الدورات التعليمية التي يقدمها المركز ومن هم المدربين؟ في الحقيقة كنت أنتظر سماع اسم الآنسة نادية من بينهم، وعندما سمعته ابتسمت وبادرت بالسؤال عن أي دورة تعطيها الآنسة نادية؟ فأجابتني الموظفة بأنها تدرس صف المبتدئين في الثانية عصرًا ..

صف المبتدئين، هذا يبدو كالصف المناسب لي.

لكن مهلًا .. أنا أكره الإنجليزية اللعينة تلك بشدة، إنها أكثر لغة أكرهها على ذلك الكوكب ... آنسة نادية، لماذا لم تتعلمي التركية؟ كان الوضع ليكون أسهل لو فعلتِ؛ فانتِ تبدين جيدة في تعلم اللغات .. عكسي ..

"سيدي، هل تريد التسجيل في الصف؟" أوقظتني الموظفة بابتسامتها اللطيفة فحمحمت وحككت عنقي مفكرًا في طريقة للتملص من التسجيل

"لا، لا أظنني سأفعل؛ فمستواي أقل من أي طفل، أنا حتى لا أحفظ الأبجدية ولا أعرف أصوات الحروف،" قلت بصدق ظنًا مني بأن الموظفة ستتفهم هذا وستعتبره عذرًا كافيًا لكنها شرحتلي

"سيدي، هذا هو تحديدًا صف المبتدئين الخاص بالآنسة نادية، الجميع في هذا الصف في نفس المستوى، صدقني أنت ستجده مفيدًا بشدة."

كانت كلمة الآنسة نادية تقع على آذاني فتجعلني أفقد كامل تركيزي ووجدت نفسي بالنهاية أخرج محفظتي وأتمتم بتردد "حسنًا .. حسنًا يمكننا تجربته، لن نخسر شيئًا."

وافقتني الموظفة فورًا وأخذت المال ثم دونت اسمي واعطتني إيصالًا بابتسامة واسعة وأردفت "ننتظرك غدًا في الثانية عصرًا سيدي، حظًا موفقًا."

أومأت وخرجت كالمُغيب ألملم آخر ما تبقى من عقلي، لقد جُننت بكل تأكيد، أنا سأقلل من نفسي أمام الآنسة نادية عندما تجدني في صف المبتدئين ولا أفقه شيء في اللغة الإنجليزية، ماذا تظن أركان؟ ستحصل على إعجابها بتلك الطريقة؟ لا .. أنت لن تحصل إلا على شفقتها عندما تدرك حقًا كم أنك غبي.

ابتلعت لعابي ووقفت أنظر إلى المركز من بعيد، لا أعرف إن كنت سآتي أم لا، لكنني دفعت المال كالمغيبين، حسنًا لا يهمني المال في شيء، ربما لست بالغني ولست بصاحب شركة أو مصنع، لكنني لا أواجه أية مشكلة مع النقود؛ فورشتي تجلب الكثير ولله الحمد وأنا المسئول عن مصاريف أمي وأختي ومصاريف المنزل بالكامل .. لكنني أهتم بكوني أكره الإنجليزية وغبيًا في تعلمها وفي نفس الوقت إنها السبيل الوحيد للتواصل مع الآنسة نادية.

سآتي؟ أم لا؟ نادية، أظنكِ تعرفين أي قرارٍ اتخذت في ذلك الوقت، لكنه لم يكن سهلًا أبدًا، إظهار نفسي كمغفل أمامكِ لم يكن سهلًا أبدًا، لكنني فعلت.

الثاني من مارسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن