٢ | تعريفٌ آخرٌ للرعُب.

279 47 186
                                    

إستيقظتُ على أشعة الشمس الخفيفة التي ضربت وجهي لأرفع نصف جسدي قبل أن أفتح عيناي.

وجه جيني النائمة على ذراعي الممدودة ببراءة كان أول ما قابلني، شعرُها الأسود مُتناثر على ذراعي والأرضية بنعومة.

تأملتُ أنفها الصغير وشفتاها الكرزيتان التان تنزفان قليلًا.. بسبب كثرة عضها لهُم أظُن. مثل خاصتي.

تنهيدة خرجت مني أمرر يدي على رموشها قبل أن أرفع نظري للآخرين.

البعُض إستيقظ والبعضُ ما زال نائِمًا.

عيني وقعت على جُثة جيري الفاقدة للوعي. أتمنى أن يكون بخير.

حين فقد وعيه بالأمس الجميع أصيب بالذُعر -ونتجاهل كون بعض الحمقى ظَنوا أنهُ قد يتحول بسبب مخالبهِم التي جرحته- خصوصًا حين أحاطتهُ الظِلال الخارجة من الجُرح.

هذا قبل أن تتجمع كدوامة ثُم تخرُج من الثقوب في المخزن للخارج على شكل إعصار.

حاولوا إيقاظه لكنهُ لم يستيقِظ لذا إقترح هيكتور أن نأخُذ قسطًا من الراحة وننام ثُم وعند شروق الشمس نخرُج لإنه وحسب ما قيل بالكٍتاب السيكوم مخلوقاتٌ ليلية.

لذا نتمنى أن يكون ما كُتب بهذا الكِتاب الذي كان مع فئة 'الأساطير' هو حقيقي.

وكان سبب إقتراح هيكتور هو وجوهنا المُتعبة المأخوذ اللونُ منها.

لقد كُنا نرتجِف من هولِ ما رأينا.

وحالما خرجنا من عالم الأحلام بالرغم من أن أغلبهُم لم يغمَض لهُم جفن عُدنا للشعور بالبرود بالهواء والصمت الغريب على منطقتنا، عُدنا للشعور بالخوف.

وضعتُ جسد جيني فوق معطفي الذي خلعتُه قبل عدة ساعات حتى أضعهُ تحتَ رأسي ووضعُت جُزءًا منه مكان يدي التي كانت أسفل رأس جيني وباقيه فوق جسدها حتى أغطيها.

إستقمتُ من مكاني ببطئ لأسمع صوت طرقات عظام ظهري حين إنحنيتُ لأقِف.. العديد من الأنظار توجهت ليّ بسبب الصوت وتأوهي. أغمضتُ عيناي بقوة حين وقفت بسبب الألم، طقطقتُ عظامي قليلًا قبل أن أتحرَك مُتخطية الأجساد البشرية المُلقية على الأرض -أقصد نائمين- وأتجه نحو جسد جيري.

إنحنيتُ ألمِس كتفه بخفة، أشعُر ببعض النظرات عليّ لكني تجاهلتُها.

"جيري؟" همست أحرِك كتفه ببطئ، "جيري.." كررت.

لم أعلم إن كان هذا سيُفيد أم لا. لكني فقط جربت.

تحرك جفنه المُغمض لأكرر إسمه مرة أخرى.. رفع جفناه يُظهِر عيناه الزرقاء ثُم يرمِش عدة مرات ينظُر للسقف.

"لقد إستيقَظت.." همستُ قبل أن انظُر للآخرين وأقول "لقد إستيقظ" هيكتور كان أول من أتى بجانبي ينظُر لإبن عمه.

سيكوم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن