الفصل السابع

36.8K 1.1K 47
                                    


تسللت أشعة الشمس الدافئة إلى نافذة الغرفة لتخترق سريرها الناعم فتمددت بكسل على أطراف الفراش،،، نزلت بهدوء و اتجهت ناحية الشرفة و فتحت النافذة فتسلل نسيم بارد إلى وجهها حيث كان الجو ضبابيا بفعل تلك الغيوم التي احتلت السماء فتوحي بقدوم حفنة من الأمطار الغزيرة لكنها أعطت الطقس جوا رائعا و جميل،،، أخذت تتأمل حديقة المنزل بخضارها الزاهي و الابتسامة لا تفارق شفتيها،، همت للدخول الا انها توقفت عندما لمحته ممدد على الأرضية يمارس تمارين الضغط الرياضية بكل طاقته،، ظلت تراقبه لبضع دقائق قبل ان يلتفت إليها بنظرات خامِلة لم تفسرها،،، تسطح على العشب بظهره و ظل يطالعها بهدوء دون أن يبدي اي ردة فعل،،، لكن ما هي إلا ثواني حتى أشار لها بالنزول إلى الحديقة فهزت رأسها بتلقائية قبل ان تختفي من أمامه تاركة إياه يبتسم برضا شديد،،،

ارتدت فستانً ساحر سماوي اللون يحمل تطريزات رقيقة على الصدر أعطته روحا من الاناقة و من خلال تصميمه الطويل منحها طولا إضافيا جميل،،، مشطت خصلات شعرها الذهبية و تركته منسدلا على طول ظهرها و لم ترتدي وشاحها اليومي فهي ليست مضطرة إلى ذلك بعد الاتفاق الذي دار بينهم فلمَ تتقيد في منزلها و هي في النهاية مع زوجها حتى و إن كان زواجا غريب الأطوار،،،

تقابلت أعينهم للحظات قليلة قبل أن تمشي ناحية الطاولة التي كانت وسط الحديقة و الذي كان يجهزها بوضع أطباق الإفطار عليها،،، سحب أحد الكراسي و دعاها إلى الجلوس بكل لباقة،،، فجلست و هي تهمس له شاكرة ضيافته،، جلس على الجانب الآخر من الطاولة و مد لها كوب من الحليب الطازج الا انها رفضت و هزت رأسها نافية قبل ان تنهض مسرعة و هي تمسك بمعدتها تركض ناحية اقرب غرفة أمامها،،، هرع ورائها مسرعا عندما دخلت إلى غرفته و ظل واقفا إلى جانبها أمام حوض المرحاض يمسح على شعرها برقة بينما كانت يده الأخرى تشطف وجهها المحمر بالماء البارد،،، رفعت نظرها تطالعه بأعين مرهقة ليردف مستفسرا،،
= انتِ كويسة
هزت رأسها موافقة لكنها سرعان ما شعرت بدوار جعل رؤيتها مشوشة فهمت بالسقوط لولا ذراعه التي امسكت بها بقوة ليقع رأسها على صدره و أغمضت عينيها بعد أن احست براحة تامة عندما هوت بين ذراعيه،، 

حملها إلى الفراش واضعا اياها برفق و جلس بجانبها يتأمل وجهها البادي عليه علامات الوهن،،، للحظات فكر في سبب وجودها معه لما هي بالتحديد لم يشأ القدر أن تنجح عمليات فريدة لكنها نجحت برفقتها و حملت بطفلهِ،، هي نفسها من كانت تأتي في أحلامه لمدة سنة كاملة فعل كان ذلك تهيأ لوجودها في حياته،،، امسك بكفها و خلل أصابعه بخاصتها ليشعر بالاكتمال عندما احتضن كفها الدافئ،،، وضع يده على بطنها المسطح بارتفاع ضئيل قائلا بنبرة هامسة،،،
= انا اسف

اقترب أكثر واضعا شفتيه على جبينها تاركا قبلة تحمل عبق الإعتذار،، لتفتح الأخرى عيناها تقابل خضار عينيه المشتعل بجاذبية،،، شد انتباهه تعابير وجهها الهادئة و التي لا تنم عن الرفض بل كانت في حالة من الصفاء و التأمل،،، كانت أنفاسه تداعب بشرة وجهها بلا رحمة فابتسم إبتسامة خلابة جذبت دقات قلبها رفع يده إلى عنقها و حرك ابهامه على تلك البقعة الحمراء التي خلفها بالأمس عليها فاغمضت عيناها باسترخاء عندما وصلتها رائحة عطره الساحر،،، جال بنظره مستكشفا ملامح وجهها بدقة متناهية حتى وقعت عينيه على تلك الكرزتين الرائعتين،، لم تفشل تلك الشفاه الوردية في جذب انتباهه يوما فكان دائما ما يخفي تلك الرغبة في تذوقها بصورة أهلكت عقله،،، هبط بفمه يدمج شفتاه مع خاصتها بتروي و لطف متذوقا كل زاوية من فمها المتورد... هي لم تعش تلك المشاعر المتضاربة من قبل فحدث لها حالة من التخبط العنيف الذي ضرب جدران قلبها على هيئة نبضات مجنونة اقترست كل إنش منها،،،

نوفيلا جحر العقرب بقلمي نور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن