8:00 صباحا،،،،،
فتحت عيناها لتضرب أشعة الشمس الخفيفة التي كانت تحيط بزواية النافذة وجهها بخفة قبل ان تعود للنوم مجددا،،، حاولت اغماض عينيها الا انها احست بشعور مُغاير ايقظها على الفور،،، أنزلت قدميها من السرير لتنزلق إبتسامة صغيرة على شفتيها فهذا الصباح ليس كأي صباح مر عليها،،، بدا مختلفا عندما داعبت رائحة عطره أنفاسها فظنت ان ذلك حلما خيالياً مؤقتا يقلل من اشتياقها الجارف،،، فأخذت روب ثوبها تغطي اكتافها العارية قبل ان تفتح باب غرفتها و تذهب الى الخارج حتى تلتقي بخالتها و تشاكسها بتحية الصباح تخفف من حدة قلقها،،،،
خطت خطوات قصيرة نحو المرحاض الذي يقع على طرف الممر،،، لكن شعور غريب تسلل إلى داخلها حين تهيأ لها وجود طيف غريب داخل المكان،،، حركت ذراعيها لتحاوط نفسها في لفتة طبيعية لحمايتها،،، فابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تمشي ناحية الممر المؤدي إلى نافذة المطبخ المطلة على حجرة الإستقبال و رعشت جسدها لا تتوقف بينما علقت الكلمات بحلقها و هي تحاول مناداة خالتها بصوت يكاد شبه معدوم،،،
أطلت برأسها على طرف باب المطبخ لتجد اخر توقعاتها،، لتنتشر الدهشة في كامل هيأتها لتصيبها بتصنم جعلها غير قادرة على التحرك خطوة واحدة،، إنه هو،، هو بنفسه من يقف وسط مطبخها يقلب أحد الأطعمة و كأنه يتجول في منزله القديم،،، تدحرجت عيناها من شدة الغرابة فهو هنا و هي لا تتوهم بل ظلت تراقب خطواته بصدمة أكبر من توقعها،، احست ببرودة تجتاح عظامها فعجز لسانها عن الحديث و كأن خرس مفاجئ أصابها،،،،
طرقعة أصابعه أمام وجهها اخرجتها من حالة الذهول التي امسكت بها،، فاعادت نظرها المثبت عليه لترى إبتسامة كفيلة بأن تدمر الباقي من حياتها،، لما كان عليه ان يكون مغناطيس جاذب فهل سعادته تكمن في توقف قلبها عن النبض،، فلم تسعفها كلمات حتى تقولها فاكتفت بنظرة حائرة و معاتبة تخللت خضار عينيها المشعة خطرا على قلبه،،، ليخرج صوته ببحة جذبت انتباهها،،
= صباح الخير
ربما تلك النبرة أعادتها إلى رشدها،، فتراجعت إلى الخلف بضع خطوات قبل ان تهرب مسرعة نحو غرفتها الا ان صوت أنفاسه المضطربة لاحقتها فامسك بها في لحظة جاذبا قامتها القصيرة إلى صدره بينما كان يغرس أنفه في عنقها بشكل خطير، تخبطت في مكانها بحركات عشوائية دلالة على عدم الرضى باقترابه لكنه تجاهل ذلك الجانب المتمرد بداخلها و احكم قبضته على خصرها بينما كان ظهرها. مَضْمُومٌ على صدره بشدة جعلتها تشعر بدقات قلبه الثائرة،،،، كان التصاق أجسادهم خطرا يحوم حوله لكنه تنفس بعمق قبل أن يهتف بحرارة،،،
= وحشتيني
خفق قلبها بجنون عندما اطرقت تلك الكلمة أذنها وتوسعت عيناها قبل ان تفيض بالدموع و تنشق إلى وجنتيها المحمرة باغراء غير مقصود،، شعر بحبات مائية تسقط على ذراعه أحس من خلالها مدى ما فعله من خطأ فادارها جاعلا إياها تواجهه بتلك العينان المتعبة من شدة الإنتظار حيث تظهر تساؤلات جعلته يتنهد بعمق قبل ينحني و يحملها بين ذراعيه جالساً على احد الارائك الموجودة في الغرفة حيث كان يطوق خصرها بذراعه بينما ثبت جسدها على قدمه لا يسمح لها و لو بحركة واحدة،، قرب وجهه إليها عندما اخفضت بصرها أرضا فقال هامسا برجاء،،،
= انتِ بجد وحشتني مش كلام بقوله لأني ما بقولش غير الي حاسس بيه و انا معاكي
ضغط على أصابع يدها بخاصته فقال متمنياً،،
= قولي اي حاجة عايز اسمع صوتك
رفعت رأسها لتمر لمعة من خلال عيناها و هي تنصت لحديثه الذي جذب كل خلية من خلايا جسدها،، لكن نظراتها كانت مؤذية لقلبه بدرجة تفوق تحكمه،،، راقب اهتزاز مقلتيها فابتسم بسحر آسِر قائلا،،،
= يعني مش هتردي عليا يا رحيل
امسكت بيده مفرقة أصابعه المضمومة على يدها و حركت سبابتها على كفه و كتبت شيئا عليه لتنفرج شفتاه بصدمة قائلا،،
= لأ
هزت رأسها موافقة دلالة على صدق توقعه لتقوم بعدها محاولة النهوض من على قدميه الا انه حاصرها مرة أخرى مردفا بلوعة شديدة يتسائل،،
= طب هو انا وحشتك
تابعت عيناه اللامعة و هي تنطق جملته الاخيرة،، فحدثت نفسها،،، هل حقا سيسعده جوابها ان قالت نعم هل تعترف بأنها كانت تموت شوقا لرؤية عيناه و إن كانت غاضبة،، هي حقا أصبحت تجهل تصرفاته الغريبة لكنها لا تملك شكً و لو صغير في انها وقعت في شِباكه التي أسرتها كليا و بدون وعي منها حركت رأسها موافقة لتلمع عيناه بشدة قبل ان يميل و يقبل كتفها دون أن يقطع ذلك التواصل البصري الذي حرك مشاعر كليهما،،، خاتما حديثه بعبارة إعتذار امتدت إلى قُبلة شفاه كان يبث من خلالها قوة اشتياقه ممتصا زوايا فمها دون أن ينتبه إلى أنفاسه التي كادت أن تختفي من شدة الموقف،،
![](https://img.wattpad.com/cover/218289657-288-k525823.jpg)
أنت تقرأ
نوفيلا جحر العقرب بقلمي نور
Romansتوفي والديها فلم يتبقى لها سوى خالتها فحاولت اعالة نفسها لتدخل جحر العقرب بقدمها ليلدغها بسم عشقه القاتل +18 نوفيلا جحر العقرب بقلمي نور 💕