نوفيلا جحر العقرب بقلمي نور

الفصل الثاني عشر

أمام أحد منصات الزفاف الفخمة و المنثورة بالورد الأبيض المختلط باللون الزهري الناصع ، كانت تقف بثوب زفافها تتأبط ذراع عمها و الذي كان يمشي بهدوء باتجاه زوجها الواقف على بعد قريب يرتدي بذلته السوداء الذي جعلت منه آلة من الوسامة القاتلة بتصفيفة شعر عصرية جذبت عيناها على الفور،، و على أنغام موسيقى " طُلي بالأبيض " تم تسليمها له ليكشف عن وجهها المغطى بطرحتها يقترب منها أكثر و يدنو طابعا قبلة على جبينها  لتغمض عيناها برقة عندما وصلتها رائحة عطره الساحرة لكن سرعان ما رسمت نظرات البرود على وجهها عندما ابتعد و امسك بذراعها يشبكه بخاصته و تابعوا خطواتهم نحو مكانهم المخصص،، مرت كم دقيقة و من ثم بدأت فقرات الحفل فامسك بيدها و توجه بها إلى حلبة الرقص ليتملك خصرها برفق بينما وضعت كفيها على صدره و بدأت اجسادهما بالتحرك على أوتار الموسيقى الخاصة بأغنية " perfect " للمغني المشهور  " ed Sheeran"

كانا يرقصان بتناغم جميل وسط فرحة الاصدقاء و المقربين لكن ثواني و قبض على خصرها يقربها إليه بشدة و همس في أذنها قائلا،،
= جيلان
عقدت حاجبيها باستفهام متسائلة،،،
= مالك يا معتز مش مرتاح ليه
التفت يمينا ويسارا يتأكد ان لا أحد يركز عليه ليقول بنبرة مترجياً،،
= عايز اروح الحمام
اتسعت ابتسامتها في ثواني لتنفجر ضاحكة أمامه حتى انها لفتت نظر البعض و التف الجزء الآخر ينظر إليها و هي تتمسك بأطراف بدلته بينما كانت تضحك بشدة على قوله،، أما هو فنظر إلى الجميع ملتفتا ليبتسم باحراج يخشى أن يكون أحدا قد سمع حديثهم لكنه أطمئن عندما وجد الجميع عاد للرقص ثانيةً،، فقال بهدوء محاولا ضبط نفسه،،
= هو انا بقولك كده عشان تضحكي قولي لي اتصرف إزاي
حركت كتفها بعدم مبالاة قائلة،، معرفش الفرح قدامه مش اقل من ساعتين عشان يخلص و انت لو اختفيت فجأة معرفش الناس ممكن تقول ايه
جحظت عيناه بشدة و قال بصدمة،،
= ساعتين!! دا انا اكون بهدلت الدنيا
تنفست بعمق قبل ان تردف بحزم،،
= هو انت عندك خمس سنين ما تمسك نفسك شوية
نظر إليها بسخط قبل ان يحدث نفسه بحسرة و غضب،،،
= الله يخربيتك يا تليد اشوف فيك يوم انت و اللواء كمال
و عاد يرقص و تعابير وجهه على وشك البكاء بينما تنظر إليه بأعين مرحة محاولة كبح رغبتها في الضحك مجددا،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في منتصف الليل 12:00

ولج إلى شقته الفاخرة برفقتها و التي كانت في أحد المناطق السكنية الراقية ليغلق الباب ورائه ناظرا إليها و هي تحاول سحب ثوبها الأبيض الثقيل فاقترب مساعداً اياها فوقفت في منتصف تجول بنظرها على تلك الشقة الفخمة بأثاثها العصري و تصميمها الحديث ، فهي لم ترها من قبل لانها لم تكن تريد ذلك حتى ترتيبات حفل الزفاف لم تشارك بها نظرا لموقفها الثابت من هذه الزيجة المغصوبة عليها،،
تابعت خطواته عندما جلس على احد الارائك البيضاء الموجودة في البهو الداخلي بحجرة الاستقبال ، يخلع سترته بكسل بينما تكسو ملامح وجهه التعب و الإرهاق،، ليفك أزرار قميصه الأبيض مغمضا عيناه بتعب شديد،، اقتربت منه و قالت بنبرة هادئة،،،
= ممكن اعرف فين اوضتي
فتح عينيه يطالعها بتركيز قائلا باستنكار،،،
= قصدك اوضتنا
ربعت ذراعيها حول صدرها و قالت ببرود،،
= لا اوضتي انا لوحدي انا مش هنام معاك في مكان واحد
رفع حاجبه بتهكم و انتصب واقفا مردفا بهدوء حاد،،
بينما كان يضع كفيه في جيوب سرواله،،
= اسمعيني كويس الي راح ده كله كوم و الي جاي بقى ده كوم تاني خالص عنادك الي انتِ حطاه تاج على راسك انا هكسره و هدوس عليه انا استحملت منك كتير اوي و كل مرة اقول بكرة تتعدل بس الظاهر اني غلط لما افتكرت انك ممكن تتغيري،،، اسمعي بقى عناد و قلة ادب و عدم احترام مش عايز تكوني زيك زي اي زوجة محترمة بتحترم جوزها و بتقدره و ده مش معناه اني هدخل في اي كبيرة و صغيرة في حياتك لكن حدودك ما تتخطهاش عشان انا زعلي وحش و عصبيتي اوحش و ربنا ما يوريكي غضبي
و اكمل مسترسلا بلهجة آمرة،،
= كل حاجة في البيت هتبقى مشاركة بيني وبينك يعني كل واحد ليه حقوق و واجبات يعملها اتجاه التاني و كلامي ده مش معناه اني هجبرك اني تكوني مراتي شرعا لااا فاكس الجو القديم ده مش انا الي اعمل لأني بعتبرها مش رجولة اني المس او اقرب من وحده مش عايزاني اما بقى حكاية أوضتك لوحدك دي تنسيها خالص لاننا هنام مع بعض في نفس الأوضة و على نفس السرير غير كده دماغك اضربيها في اتخن حيطة في الشقة
اخذ نفسا عميقا قبل ان يردف قائلا،،،
= انا كدة خلصت كلامي و اظن فهمتي كل حرف قولته عقلك في راسك تعرفي خلاصك تصبحي على خير يا آنسة جيلان
قال جملته الاخيرة بتهكم و مكر واضح و دخل إلى أحد الغرف بالجوار تاركا إياها في صدمة هزت جسدها من قوة حديثه و نبرته الجديدة كليا،، فزفرت بغضب قبل ان تحمل أطراف فستانها و تلحق به إلى الداخل،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،