الفصل الثاني

17 2 2
                                    

أعاد صوت مريم، رامي للواقع المرير: أيوة يا مريم معاكي.

مريم: معايا إيه بس يا رامي أنا بقالي عشر دقايق بتكلم و بقولك هنعمل إيه المرة دي؟

رامي: والله يا مريم مش عارف إديني مهله أفكر لحد ما أعدي عليكي كمان يومين في الميعاد.

مريم: خلاص إتفقنا هستناك بقى ما تتأخرش.

رامي: حاضر يا مريم، مع السلامة و أنهى المكالمة ليعود لشروده و هدوءه بصمت تام كما كان الحال

في اليوم التالي إستيقظ رامي على صوت جرس الباب، نظر حوله ليجد إنه نام على الأريكه و يبدو أنه لم ينم بشكل جيد فما زال لا يمكنه فتح عينيه و لكن لا بد أن ينهض ليرى من بالباب، و في طريقه لباب منزله نظر لساعه يده ليجد إنها التاسعه صباحاً وفتح الباب ليجد أمامه شريف مبتسماً قائلاً: صباح الخير يا أبو الروم إيه يا عم لسه نايم لغاية دلوقتي؟

شريف صديق رامي منذ كانا معاً في المدرسة حتى وصلا المرحلة الجامعيه و تفرقا بعد التخرج حيث سافر شريف إلى كندا ليعمل هناك، و هو شاب في مثل عمر رامي و لكنه أكبر منه بشهرين يفهم في الإستيارد و التصدير والعمل الجمركي و الضرائب المترتبه عليه.

رامي: صباح الخير يا شريف ، حمدالله على السلامة إنت جيت من كندا إمتى؟

شريف: لسه إمبارح بس يا أبو الروم يا دوب جاي لمصر زياره كده و أسلم على الحبايب و قلت لازم أشوف صديق عمري.

رامي: تشرب إيه طيب؟

شريف: لا أشرب إيه؟ إنت يا دوب تغير و ننزل نفطر سوا بقالي 12 سنه ما شوفتكش يا صاحبي.

رامي: طيب هخش آخد شاور و آجي لك.

شريف و هو يفتح التلفزيون: ما تتأخرش بقى زي عوايدك، أنا جاي لك بدري عشان نقضي اليوم كله سوا.

و بعد فترة خرج الصديقان ليتمشيا إلى أقرب مطعم يتناولوا إفطارهم فيه، و بدأ شريف الحوار: و عامل إيه دلوقتي يا أبو الروم

لسه عايش لوحدك زي ما إنت؟

رامي: والله يا شيكا الحال زي ما إنت شايف كده عايش لوحدي أحسن بعيد عن الحوارات و المشاكل، شاري دماغي اللي مبهدلاني كل يوم تفكير دي.

شريف: لسه بتفكر كتير زي زمان يا أبو الروم؟ حرام عليك نفسك يا أخي، على الأقل حاول تهون على نفسك شوية.

رامي: مش بإيدي ما إنت عارف إن التفكير ده مرض و انا لحد دلوقتي مش عارف أسيطر عليه.

شريف: يا بني ما هي قعدتك لوحدك دي غلط، مجرد إنك تفضل قاعد ساكت كده عقلك مش هيرحمك خصوصاً إنك زي ما حكيت لي مريت بظروف صعبه.

رامي: يعني عايزني أعمل إيه يا شريف ؟

شريف: أنزل إتمشي، كون صداقات، إعمل علاقات في الشركة بتاعتك، إعمل أي نشاط يخليك ما عندكش أي فرصة تفكر في أي حاجة من اللي فاتت دي.

رامي: والله يا شريف كان نفسي بس حقيقي أنا بشكل ما مرتاح كده بعيد عن الناس و الدوشة و القرف، مفيش حد دلوقتي بيهمه مصلحه حد و لا بيحترم مشاعر حد و أنا خلاص خدت على كده و أقلمت نفسي على الوضع ده.

شريف: والله يعني هي وجهه نظر تحترم بس يعني عايز تفهمني إنك هتفضل عمرك كله كده يعني؟

رامي: مش عارف يا شريف سيبها بظروفها.

شريف: مسيرها تتعدل يا صاحبي، أنا بقى يا سيدي خطبت كارلا اللي كانت معايا في الشغل أول إمبارح.

رامي: ألف مبروك يا شيكا و عقبال ما نفرح بيك الفرحه الكبيرة بقى إن شاء الله.

شريف: الله يبارك فيك يا صاحبي و عقبال ما نفرح لك إنت كمان.

رامي مدارياً الأسى: إن شاء الله يا شريف ، أنا لازم أمشي بقى عشان ما أتأخرش على الشغل.

شريف: هشوفك بالليل على القهوة؟

رامي: مش عارف والله، إنت عارف ما بحبش الدوشة و اللمه و كده، إبقى تعالى إنت بيتي و نشرب أحلى فنجان قهوة عندي.

شريف: ماشي يا سيدي كده أشوفك على خير بقى.

المرآة الغامضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن