أعاد صوت مريم، رامي للواقع المرير: أيوة يا مريم معاكي.
مريم: معايا إيه بس يا رامي أنا بقالي عشر دقايق بتكلم و بقولك هنعمل إيه المرة دي؟
رامي: والله يا مريم مش عارف إديني مهله أفكر لحد ما أعدي عليكي كمان يومين في الميعاد.
مريم: خلاص إتفقنا هستناك بقى ما تتأخرش.
رامي: حاضر يا مريم، مع السلامة و أنهى المكالمة ليعود لشروده و هدوءه بصمت تام كما كان الحال
في اليوم التالي إستيقظ رامي على صوت جرس الباب، نظر حوله ليجد إنه نام على الأريكه و يبدو أنه لم ينم بشكل جيد فما زال لا يمكنه فتح عينيه و لكن لا بد أن ينهض ليرى من بالباب، و في طريقه لباب منزله نظر لساعه يده ليجد إنها التاسعه صباحاً وفتح الباب ليجد أمامه شريف مبتسماً قائلاً: صباح الخير يا أبو الروم إيه يا عم لسه نايم لغاية دلوقتي؟
شريف صديق رامي منذ كانا معاً في المدرسة حتى وصلا المرحلة الجامعيه و تفرقا بعد التخرج حيث سافر شريف إلى كندا ليعمل هناك، و هو شاب في مثل عمر رامي و لكنه أكبر منه بشهرين يفهم في الإستيارد و التصدير والعمل الجمركي و الضرائب المترتبه عليه.
رامي: صباح الخير يا شريف ، حمدالله على السلامة إنت جيت من كندا إمتى؟
شريف: لسه إمبارح بس يا أبو الروم يا دوب جاي لمصر زياره كده و أسلم على الحبايب و قلت لازم أشوف صديق عمري.
رامي: تشرب إيه طيب؟
شريف: لا أشرب إيه؟ إنت يا دوب تغير و ننزل نفطر سوا بقالي 12 سنه ما شوفتكش يا صاحبي.
رامي: طيب هخش آخد شاور و آجي لك.
شريف و هو يفتح التلفزيون: ما تتأخرش بقى زي عوايدك، أنا جاي لك بدري عشان نقضي اليوم كله سوا.
و بعد فترة خرج الصديقان ليتمشيا إلى أقرب مطعم يتناولوا إفطارهم فيه، و بدأ شريف الحوار: و عامل إيه دلوقتي يا أبو الروم
لسه عايش لوحدك زي ما إنت؟
رامي: والله يا شيكا الحال زي ما إنت شايف كده عايش لوحدي أحسن بعيد عن الحوارات و المشاكل، شاري دماغي اللي مبهدلاني كل يوم تفكير دي.
شريف: لسه بتفكر كتير زي زمان يا أبو الروم؟ حرام عليك نفسك يا أخي، على الأقل حاول تهون على نفسك شوية.
رامي: مش بإيدي ما إنت عارف إن التفكير ده مرض و انا لحد دلوقتي مش عارف أسيطر عليه.
شريف: يا بني ما هي قعدتك لوحدك دي غلط، مجرد إنك تفضل قاعد ساكت كده عقلك مش هيرحمك خصوصاً إنك زي ما حكيت لي مريت بظروف صعبه.
رامي: يعني عايزني أعمل إيه يا شريف ؟
شريف: أنزل إتمشي، كون صداقات، إعمل علاقات في الشركة بتاعتك، إعمل أي نشاط يخليك ما عندكش أي فرصة تفكر في أي حاجة من اللي فاتت دي.
رامي: والله يا شريف كان نفسي بس حقيقي أنا بشكل ما مرتاح كده بعيد عن الناس و الدوشة و القرف، مفيش حد دلوقتي بيهمه مصلحه حد و لا بيحترم مشاعر حد و أنا خلاص خدت على كده و أقلمت نفسي على الوضع ده.
شريف: والله يعني هي وجهه نظر تحترم بس يعني عايز تفهمني إنك هتفضل عمرك كله كده يعني؟
رامي: مش عارف يا شريف سيبها بظروفها.
شريف: مسيرها تتعدل يا صاحبي، أنا بقى يا سيدي خطبت كارلا اللي كانت معايا في الشغل أول إمبارح.
رامي: ألف مبروك يا شيكا و عقبال ما نفرح بيك الفرحه الكبيرة بقى إن شاء الله.
شريف: الله يبارك فيك يا صاحبي و عقبال ما نفرح لك إنت كمان.
رامي مدارياً الأسى: إن شاء الله يا شريف ، أنا لازم أمشي بقى عشان ما أتأخرش على الشغل.
شريف: هشوفك بالليل على القهوة؟
رامي: مش عارف والله، إنت عارف ما بحبش الدوشة و اللمه و كده، إبقى تعالى إنت بيتي و نشرب أحلى فنجان قهوة عندي.
شريف: ماشي يا سيدي كده أشوفك على خير بقى.
أنت تقرأ
المرآة الغامضة
Mystery / Thrillerذات ليلة يكتشف رامي إن مرآته ليست مرآة عاديه و أن ورائها أسرار عجيبه تقلب حياته بالكامل، فما هو السر الغامض وراء مرآة في بيت قديم منعزل يعيش فيه رامي وحيداً حيث تعصِف المفاجآت برامي وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ليصبح ما بدأ كمحاولة لاكتشاف حقيقة المر...