الفصل الخامس

10 1 0
                                    

سأل شريف مرة أخرى: يعني إيه ما تعرفش اللي حصل أمال مين اللي يعرف؟ إنت حد كان بايت عندك؟ طيب عندكم حراميه في المنطقة و كان كل مرة يهز رامي رأسه بالنفي ليسأل شريف بصوت أعلى و كله إندهاش: أمال إيه طيب؟ و رد رامي: معرفش والله ما أعرف أنا زيي زيك بالظبط أول مرة أشوفها بالمنظر ده أنا كنت نايم هنا على الكنبه بره. سأله شريف: نايم على الكنبة ليه أصلاً مش عندك أوضة نوم بسرير مريح؟ رد رامي: أنا كنت راجع إمبارح تعبان و كنت مقتول مش قادر فنمت عليها و خلاص.

و دخلا سوا ليرتبا كل ما بالغرفة ثانية ليقول شريف بأسى: الله يسامحك يا عم حتى الأكل هيبرد و أنا ما شمّتش غير ريحته، و أكمل: بس برضه مش معقول اللي حصل في أوضتك ده، تمم على حاجتك شوف حاجة ضايعه ولا ناقصة، فنظر إليه رامي متسائلاً: يعني لو كان فيه حرامي نط على أوضتي و عمل كده هيقفل الشباك و هو خارج؟ خايف عليا من البرد مثلاً؟ فرد شريف بإستغراب: أصل برضه إيه اللي ممكن يكون حصل لأوضتك غير كده؟ و لم يرد أحد و أنهيا عملهما ليجلسا و يتناولوا الفطور و كأن شيئاً لم يكن و كان رامي أكل و هو مشغول البال و سارحاً فيما حدث لينكزه شريف في كتفه: إيه يا عم رحت فين؟ فنظر له رامي و قال: مفيش حاجة، و قال شريف مازحاً: طيب مد إيدك و ما تعملش مكسوف أنا تقريباً خلصت كل الأكل لوحدي، نظر له رامي و وضع طعامه على الطاولة و قام دون أن يتكلم و سأله شريف: إنت زعلت ولا إيه؟ أنا مش قصدي حاجة، و أجاب رامي: أنا الحمدلله شبعت تعالى معايا نشوف الدنيا بره فيها إيه؟

و خرجا سوياً و دارا حول العمارة بحثاً عن أي آثار تدل على ما حدث في غرفة نومه و لكن لا شيء غريب، حتى الجيران طبيعيين و سأل شريف ببلاهه: تفتكر نبلغ الشرطة؟ فأجاب رامي: هروح أبلغ عن إيه؟ أوضة نوم مقلوبه؟ ما إنت شفت بنفسك مفيش حاجة ضايعه و لا ناقصة. و مشوا سوياً حتى وصلوا إلى سيارة رامي و عرض رامي عليه أن يوصله في طريقه إلى العمل و بعد إلحاح وافق شريف، و عند وصوله إلى بيته قال له و هو يخرج من السيارة: مع إنك ما شربتنيش القهوة اللي قلت لي عليها بس مش مشكلة يبقى لي عندك يا سيدي يلا نهارك سعيد و ذهب رامي لعمله، وأثناء مروره بالموظفين كانوا كلهم ينظرون إليه و هو مندهش لما كل هذه النظرات الغريبة و قابله عماد قائلاً بصوت مبحوح و به بعض الحزن: أستاذ محرم تعبان أوي و نقلوه المستشفى يا رامي.

نزل الخبر كالصاعقه على وجه رامي و ذهب ليقود سيارته مسرعاً إلى المستشفى ليطمئن على أستاذ محرم و حين وصل طلب الدخول إلى غرفته لكن الطبيب أخبره بأن المريض مرهق و لا يمكنه الكلام، و مع إلحاح رامي بأنه لأن يرهقه و مع رأفة الطبيب لحال رامي قال له:طيب تقدر تدخل خمس دقايق بس يا ريت يا أستاذ رامي ما تتعبش المريض لأنه صحته مش مستقرة لسه، هز رامي رأسه موافقاً و دخل إلى غرفة أستاذ محرم في العناية المركزة و عندما وصل لسريره وجد عينيه مغلقتان فسحب كرسي بهدوء و جلس بجانبه و بعد دقايق فتح أستاذ محرم عينيه و نظر حوله ليجد رامي جالساً بجواره قلقاً و قال له: ألف سلامة عليك يا أستاذ محرم أنا لسه عارف حالاً والله و جيت جري بسرعه عشان أطمن عليك.

المرآة الغامضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن