سأل شريف مرة أخرى: يعني إيه ما تعرفش اللي حصل أمال مين اللي يعرف؟ إنت حد كان بايت عندك؟ طيب عندكم حراميه في المنطقة و كان كل مرة يهز رامي رأسه بالنفي ليسأل شريف بصوت أعلى و كله إندهاش: أمال إيه طيب؟ و رد رامي: معرفش والله ما أعرف أنا زيي زيك بالظبط أول مرة أشوفها بالمنظر ده أنا كنت نايم هنا على الكنبه بره. سأله شريف: نايم على الكنبة ليه أصلاً مش عندك أوضة نوم بسرير مريح؟ رد رامي: أنا كنت راجع إمبارح تعبان و كنت مقتول مش قادر فنمت عليها و خلاص.
و دخلا سوا ليرتبا كل ما بالغرفة ثانية ليقول شريف بأسى: الله يسامحك يا عم حتى الأكل هيبرد و أنا ما شمّتش غير ريحته، و أكمل: بس برضه مش معقول اللي حصل في أوضتك ده، تمم على حاجتك شوف حاجة ضايعه ولا ناقصة، فنظر إليه رامي متسائلاً: يعني لو كان فيه حرامي نط على أوضتي و عمل كده هيقفل الشباك و هو خارج؟ خايف عليا من البرد مثلاً؟ فرد شريف بإستغراب: أصل برضه إيه اللي ممكن يكون حصل لأوضتك غير كده؟ و لم يرد أحد و أنهيا عملهما ليجلسا و يتناولوا الفطور و كأن شيئاً لم يكن و كان رامي أكل و هو مشغول البال و سارحاً فيما حدث لينكزه شريف في كتفه: إيه يا عم رحت فين؟ فنظر له رامي و قال: مفيش حاجة، و قال شريف مازحاً: طيب مد إيدك و ما تعملش مكسوف أنا تقريباً خلصت كل الأكل لوحدي، نظر له رامي و وضع طعامه على الطاولة و قام دون أن يتكلم و سأله شريف: إنت زعلت ولا إيه؟ أنا مش قصدي حاجة، و أجاب رامي: أنا الحمدلله شبعت تعالى معايا نشوف الدنيا بره فيها إيه؟
و خرجا سوياً و دارا حول العمارة بحثاً عن أي آثار تدل على ما حدث في غرفة نومه و لكن لا شيء غريب، حتى الجيران طبيعيين و سأل شريف ببلاهه: تفتكر نبلغ الشرطة؟ فأجاب رامي: هروح أبلغ عن إيه؟ أوضة نوم مقلوبه؟ ما إنت شفت بنفسك مفيش حاجة ضايعه و لا ناقصة. و مشوا سوياً حتى وصلوا إلى سيارة رامي و عرض رامي عليه أن يوصله في طريقه إلى العمل و بعد إلحاح وافق شريف، و عند وصوله إلى بيته قال له و هو يخرج من السيارة: مع إنك ما شربتنيش القهوة اللي قلت لي عليها بس مش مشكلة يبقى لي عندك يا سيدي يلا نهارك سعيد و ذهب رامي لعمله، وأثناء مروره بالموظفين كانوا كلهم ينظرون إليه و هو مندهش لما كل هذه النظرات الغريبة و قابله عماد قائلاً بصوت مبحوح و به بعض الحزن: أستاذ محرم تعبان أوي و نقلوه المستشفى يا رامي.
نزل الخبر كالصاعقه على وجه رامي و ذهب ليقود سيارته مسرعاً إلى المستشفى ليطمئن على أستاذ محرم و حين وصل طلب الدخول إلى غرفته لكن الطبيب أخبره بأن المريض مرهق و لا يمكنه الكلام، و مع إلحاح رامي بأنه لأن يرهقه و مع رأفة الطبيب لحال رامي قال له:طيب تقدر تدخل خمس دقايق بس يا ريت يا أستاذ رامي ما تتعبش المريض لأنه صحته مش مستقرة لسه، هز رامي رأسه موافقاً و دخل إلى غرفة أستاذ محرم في العناية المركزة و عندما وصل لسريره وجد عينيه مغلقتان فسحب كرسي بهدوء و جلس بجانبه و بعد دقايق فتح أستاذ محرم عينيه و نظر حوله ليجد رامي جالساً بجواره قلقاً و قال له: ألف سلامة عليك يا أستاذ محرم أنا لسه عارف حالاً والله و جيت جري بسرعه عشان أطمن عليك.
أنت تقرأ
المرآة الغامضة
Mystery / Thrillerذات ليلة يكتشف رامي إن مرآته ليست مرآة عاديه و أن ورائها أسرار عجيبه تقلب حياته بالكامل، فما هو السر الغامض وراء مرآة في بيت قديم منعزل يعيش فيه رامي وحيداً حيث تعصِف المفاجآت برامي وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ليصبح ما بدأ كمحاولة لاكتشاف حقيقة المر...