شكره رامي و قام ليذهب إلى مدام إيفون، كانت مدام إيفون سيده جميلة الملامح في منتصف خريف العمر، فهي سيده نصف مصرية و نصف فرنسية من ناحيه الأم ولذا فهي تجمع ما بين الجمال الفرنسي و الأصالة والدفئ المصري، فهو تبدو و كأنها أم رغم أنها ليست كبيرة في السن لهذه الدرجه، و هي متواضعة ومحترمة ومعروفة بطباعها اللينة و مع ذلك فهي مثقفة جداً و ناجحه في عملها مما يجعلها تبدو و كأنها قائده.
نظر إليها رامي من شباك المكتب و طرق الباب ليستأذن بالدخول و أذنت له فدخل، و بمجرد دخوله إرتسمت على وجهها إبتسامه عريضة كما كانت تنتظر عوده إبنها لها و قالت بصوت هادي: أهلاً يا رامي إتفضل إدخل أرتاح.
فجلس رامي أمام مكتبها و سألته: تشرب إيه الأول؟، فأجاب: لو ممكن نيسكافيه بلاك نص معلقة سكر و ماء من فضلك ( رامي من عشاق القهوة فهمو يشرب قهوة مرة في كل وقت و في أي مكان و تحت أية ظروف بكميات تصل إلى عشرة فَنَاجِيْن في اليوم و في الغالب يفضل أن يقوم بتحضيرها بنفسه)، فطلبت النيسكافيه و الماء من الساعي رجب، و إلتفتت لرامي مبتسمه قائلة: عامل إيه في الشغل يا رامي؟ فأجاب رامي: كويس الحمدلله.
قالت مدام إيفون: أستاذ محرم مبسوط منك جداً في الشغل و بيشكر فيك قدام السيد محسن الدَرَمَلِّي، و إبتسم رامي و هو يومئ برأسه مرتين لتكمل هي: أنا عارفه إنك إنسان شاطر و جدع و يعتمد عليك سواء جوه الشغل و بره الشغل، و عايزة أقولك إن لولا مجهودك إنت و الزملاء هنا و توجيهاتك لهم أحياناً ما كناش قدرنا نوصل للصفقة الكبيرة أوي دي. فأجابها و هو ما زال مبتسم: متشكر.
لكن إبتسامتها إختفت لتسأله بدافع قد يبدو أمومي بعض الشيء: بس إنت مالك الأيام دي شكلك مش عاجبني، لا بتاكل كويس ولا بتنام كويس، حتى شغلك ما بقيتش بتعمله بحماس زي الأول، صحيح إنت بتعمله كله صح جداً و في الوقت المطلوب لكن أنا حاسه إن الروتين غالب عليك لدرجه مخلياك إنت نفسك مش رامي بتاع زمان، ليجيب هو: للأسف مفيش حاجة بتفضل على حالها. فسألته بتعجب: يعني أنا كلامي صحيح؟ فأجابها بغموض: مش شرط فقالت له بشيء من الحزن: أنا عارفه يا رامي إن من يوم وفاة مي خطيبتك الله يرحمها و إنت ما بقيتش زي الأول، كأنك إنطفيت و إنعدمت فيك رغبات كتير أوي كانت عاملة جو لينا إحنا سواء زمايل في الشغل أو بره، فين رامي النشيط اللي كان يدخل يهزر مع ده و يضحك مع ده و يجيب معاه فطار و شيكولاتة و يجامل ده ويخرج مع دول؟.
نظر إليها و هو يعرف أن كلامها صحيح جداً ولم يقدر على الرد فهو لا يملك أي رد من الأساس، فقالت له معتذره: يا ريت يا رامي ما تزعلش مني و لا من كلامي في الآخر أنا بتكلم عشان مصلحتك و إنت لو ما تهمنيش كنت كلمتك في الشغل و خلصنا.
قاطعها هو قائلاً: أنا مش زعلان أنا فعلاً بحاول أعدي الحاله اللي أنا فيها دي و مش قادر بس ما زلت بحاول بأي طاقة والله.
أنت تقرأ
المرآة الغامضة
Mystery / Thrillerذات ليلة يكتشف رامي إن مرآته ليست مرآة عاديه و أن ورائها أسرار عجيبه تقلب حياته بالكامل، فما هو السر الغامض وراء مرآة في بيت قديم منعزل يعيش فيه رامي وحيداً حيث تعصِف المفاجآت برامي وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ليصبح ما بدأ كمحاولة لاكتشاف حقيقة المر...