بعدها بدأ يرى ظلال أشخاص من حوله بعضهم واضح و بعض مجرد خيال أسود لهيئة أشخاص و كان يسمعهم يتكلمون سوياً و من بعيد رأى خيال لشخص مألوف لديه و ذهب رامي بإتجاه الظل و مع إقترابه بدأت ملاح الشخص تتضح له، إنه أستاذ محرم ... قال رامي مندهشاً بشده: معقول؟.... أستاذ محرم! ... هو ... هو مش حضرتك ... يعني فقال له أستاذ محرم مبتسماً: ميت؟ أيوة يا رامي أنا فعلاً ميت، فإندهش رامي أكثر و سأله: إزاي حضرتك ميت و إنت بتكلمني و شايفك قدامي، فإبتسم أستاذ محرم أكثر و قال: يا رامي أنا مجرد خيال تقدر تقول حاجة كده زي أحلام يقظة حياتي هنا عبارة عشان شوية ذكريات في راس ناس بيحبوني أو أحلام، مد رامي يديه ليتحسس كتف أستاذ محرم فمرت يده من خلال جسد أستاذ محرم فقال رامي بإنكار: لا لا كده كتير اللي بيحصل ده كله مستحيل أنا قربت أتجنن، و لكن أستاذ محرم رتب على كتفه و قال له: ما تقولش كده يا رامي إنت زين العاقلين وإلا ما كنتش إعتمدت عليك في الشركة و لا كنت شجعتك من الأول عشان تكمل تعليمك، بص يا رامي فيه كلام مهم كنت عايز أقوله قبل ما أموت في المستشفى، باباك مش إنسان وحش كل واحد فينا بيغلط ولو إن اللي عمله مش كله غلط، فرفع رامي يده في ضيق إشارة ليسكت و قال: إنت ليه كل ما أنسى الموضوع ده تفكرني بيه؟ إنت ما بتزهقش؟ قال له أستاذ محرم ببعض الجديه: لأ يا رامي ما بزهقش، و لازم تعرف إنه هو صاحب عمري زي ما هو أبوك و لازم تعرف إنه ملوش غيرك إنت و أخوك و مراته الجديده، الراجل ما غلطش إنه إتجوز ده حقه لكن الغلط إنه سابكم لوحدكم و إنتم لسه عودكم ما كانش قوي أبوكم يا رامي محتاج لكم أوي، و قاطعه رامي قائلاً بضيق واضح: كفاية بقى كفاية شعارات و محاضرات كفاية أنا تعبت و رد عليه أستاذ محرم ببعض الحزن: إنت حر يا رامي، أنا بعمل اللي عليا كصديق لأبوك و كشخص في مقام عمك إنت و رامز بس طالما إنت كل مرة ما بتبحش نتكلم في الموضوع ده، يبقى ماشي الكلام و دلوقتي عن إذنك أنا لازم أمشي و تركه و مشى، ناداه رامي بندم: أستاذ محرم إستنى أنا مش قصدي حاجة ... أستاذ محرم، و تابع رامي سيره حتى إختفى عن أنظاره.
و سار رامي حزيناً ينظر لأرض و هو يفكر في كل ما يحدث له حتى وصل إلى مكان كبير و واسع يبدو كأنه شرفة أنيقة، و ذهب لحافة الشرفة ليجلس عليها ليرتاح و هو ما زال يفكر بحزن، مرت الأحداث في رأسه أمام عينه كشريط فيلم و تداخلت الأحداث و الذكريات حتى تذكر خطيبته مي و إبتسم برقه و هو يتذكر مرحها و روحها الحلوة و إبتسامتها الجميلة لطالما فتنته بهذه الإبتسامه و إستولت على قلبه ليقع في حبها حتى جائت من خلفه و قالت له بصوتها الناعم الرقيق بخفه و دلال: لسه زي ما إنت بتحب جو البلكونات بالليل و ضحكت لضحك هو أيضاً معها: إنتي اللي لسه فاكره كل حاجة تخصني، فقالت له: بذمتك في حد يحب قعده البلكونات بالليل بدل ما ينزل يتمشى شوية ليرد هو عليها بإبتسامه: أيوة أنا ما إنتي عارفة إني ما بحبش أتمشى لوحدي، فنظرت له بإعجاب و قالت: مش مهم تمشي لوحدك ولا مع حد المهم إنك تستمتع بالجو اللطيف و تعيش اللحظة الحلوة، و نظرت له و قد إختفت إبتسامتها قائلة: لكن إنت بقالك فترة متضايق كأنك إتعودت تبقى كده على طول و عقدت ذراعيها لتقول له بلوم و عتاب: ليه رحت المقابر هناك؟ حاول الرد عليها قائلاً: عادي يا مي أنا ببقى مستني اليوم ده من السنه للسنه بتوحشيني و بآجي عشان أزورك، فقالت بعتاب أكثر: بس أنا عارفه إنك ما بتحبش المكان ده و مش هزعل لو ما زورتنيش، كفاية إنك لما بعوز آجي لك بآجي لك، و كان رامي ينظر إليها و قد بدأت الدموع تظهر في عيونه لتكمل مي كلامها بهدوء و حنان: بتدور عليا ليه و أنا معاك أهو و إحتضنت ذراعه برفق و تضع رأسها على كتفه فرفع ذراعه حولها ليأخذها في أحضانه و لكنها لم تكن موجوده و كان يحاول إحتضان الهواء فحزن كثيراً و إلتف حوله باحثاً عنها دون أثر ليغلبه حزنه و تسقط بعض قطرات الدموع الساخنه على وجنتيه، بينما كان هناك شخص نحيف يراقب كل هذا في صمت و تأثر واضح.
إقترب الشخص من رامي محاولاً مواساة لينتفض رامي محاولاً إخفاء حزنه و مسح دموعه بسرعه آملاً ألا ينكشف حزنه في العلن و قال في إستغراب: علاء؟ إنت هنا من إمتى؟ ليرد علاء بهدوء: من بدري يا رامي، و سأله رامي بتعجب: إنت لقيتني إزاي أصلاً؟ رد عليه علاء: إنت ما غيبتش عن نظري أصلاً من ساعه ما سيبتني و مشيت، فأحس رامي ببعض الخجل و قال معتذراً: أنا آسف بس أصل أنا ... قاطعه علاء: ولا يهمك يا رامي أنا عارف إن الموضوع صعب عليك تصدقه و لكن أهو آديك جربت و شوفت بنفسك ليسأله رامي في حيرة: لكن إزاي؟ أقصد لو كل ده حقيقة، إزاي ده حصل؟ قال علاء: الموضوع مش صعب للدرجه دي أو على الأقل بالنسبة لراميس لأنه كان عايش هنا و مراقبك من زمان، سأل رامي: مراقبني أنا؟ ليه؟ نظر إليه علاء بعطف و قال: إنت جواك أسئلة كتير و ده طبيعي من شخص زيك عايش حياته بيحاول يدور على السلام النفسي و إتقلبت حياته فجأة، بص يا رامي أنا هعترف لك بحاجة صغيرة جايز ما تصدقنيش زي أول مرة لكن أنا مش خيال ولا حتى ظل أو روح أنا إنسان طبيعي زيي زيك، و لكن رامي كان ينظر إليه بشك حتى رفع ذراعه و مده يده يتحسس به كتف علاء ليجده إنه يربت على كتف لجسد شخصي حقيقي فقال له بسرعه: ما هو إنت شخص طبيعي زيي بس إزاي؟ ليرد عليه علاء بجديه واضحه: ما إنت لو كنت خليتني أحكي لك من الأول ما كنتش بقيت مذهول كده تعالى معايا رامي عشان أفهمك كل حاجة و سار رامي إلى جانبه منتظراً إجابات لأسئلته.
قال علاء بهدوء: بص يا رامي الموضوع زي ما كنت بقولك في الأول إحنا هنا في عالم تاني موازي للعالم الواقعي، تقدر تقول حاجة حاجة أسطورية هتلاقي هنا أرواح و خيالات و ذكريات و ظلال و أماني متأخره و أحلام ضايعه، و من الواضح إن العالم اللي بكلمك عنه ده غير مستقر لا في الشكل ولا في الجو العام و هنا هتلاقي حاجات كتير تخليك تستغرب فعلاً لكن المهم إنك ما تفقدش الأمل ولا تيأس عشان لا ده المكان ولا الوقت المناسب للحاجات دي، إحنا هنا في كارثة إحنا نعتبر ضايعين و لازم نلاقي حل سوا.
توقف رامي فجأة ليسأله: إحنا مين اللي بتتكلم عنهم؟ ليعود علاء يجذبه من ذراعه برفق مجيباً: أنا و إنت، فسأل رامي بحيرة واضحه:
طب أنا و عرفت دخلت هنا إزاي مع إني معرفش أنا هنا ليه؟ طيب إنت بقى حكايتك إيه؟ دخلت هنا إزاي و هل فيه ناس غيرنا هنا شبهنا ولا لأ؟
أجاب علاء: أنا هنا بقالي كتير لدرجه إني فقدت الشعور بالوقت أنا حتى معرفش إحنا بالنهار ولا بالليل لأن زي ما إنت شايف الجو عامل إزاي، أما دخلت هنا إزاي فأنا في يوم لقيت بنت جميلة أوي إسمها علياء فضلت أراقب البنت دي من بعيد لحد ما هي شافتني و قررنا بعدها إننا نتكلم و بعد فترة مش طويلة إكتشفت إن علياء دي مش طبيعيه و لو إن هي شارطة جداً في إنها تبان طبيعيه كانت بتكره حاجة إسمها مرايه لحد ما في مرة كنا في الملاهي و هناك أنا كان نفسي أدخل بيت المرايا و طلبت منها تدخل معايا لكنها كانت رافضة بشده و مع إلحاحي تعاطفت معايا و دخلت و لكن بعد دقايق إبتديت أنتبه لحاجة غريبة .... علياء ما كانش ليها إتعكاس على أي مراية في اللعبه و هي كانت بتحاول تلهيني بشكل واضح عشان ما أنتبهش لحاجة زي كده لحد ما واجتها بالموضوع و إحنا جوه، لقيتها بتبسم لي إبتسامه كبيرة وحشة بارده و قالت لي بصوت مخيف شوية إنها مش إنسانه هي جنيه من الجن الأرضيو إن حتى شكلها ده مش هو شكلها الحقيقي الطبيعي هي خرجت من الأرض و دخلت في جسم أقرب بنت جيملة قابلتها عشان تقابلني أنا و تخلص مني و فجأة لقيتها بتقرب مني و أنا برجع لورا مش مصدق اللي بتقوله و خايف جداً لحد ما قربت من رماية معينه و راحت زقتني وقعتني على ضهري جوا المراية و وقفت تضحك عليا بصوت عالي مخيف و مشيت و أنا من وقتها مش عارف أخرج من هنا.
أنت تقرأ
المرآة الغامضة
Mystery / Thrillerذات ليلة يكتشف رامي إن مرآته ليست مرآة عاديه و أن ورائها أسرار عجيبه تقلب حياته بالكامل، فما هو السر الغامض وراء مرآة في بيت قديم منعزل يعيش فيه رامي وحيداً حيث تعصِف المفاجآت برامي وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ليصبح ما بدأ كمحاولة لاكتشاف حقيقة المر...