يوم إجراء التجربة:
كانت تبكي بحرقة وترفض إفلاته ومالك يحاول تهدئتها وهي ما تزال تبكي وتصرخ: لا تأخذ ابني! ، على الرغم من أنها قد أعطت الاذن -على مضض- من قبل إلا أنها حين حانت الحقيقة لم تحتمل الأمر بل وصل بها الحال إلى أن كرهت مالك، شعرت وكأنه ينتزع ابنها منها، على الرغم من أنه والده وزوجها الذي تحب إلا أن مشاعر الأمومة هي الأقوى دائماً، أخذوا أوس بعد جهدٍ مضنٍ لم تكن نتيجته إلا استسلام أمه واسوداد الدنيا في عينها، قد تشعرون في هذه اللحظة أن مالك شرير وقد يكون كذلك لكنه كان يشعر بنفس شعورها ولو سلَّم القيادة لمشاعره لألغى التجربة على الفور.
دخلوا الغرفة التي تم تجهيزها مسبقاً ووضعوا أوس على سرير التجربة، حاول الأطباء أن يقنعوا مالك بالخروج من الغرفة لأنه لن يحتمل رؤية ابنه بهذه الحالة إلا أنه رفض وبشدة وأصر على البقاء.
- أحضِروا المشرط وجهزوا السوار!
- أمسِكُوا بجسده جيداً كي لا يتأذى.الجميع متوتر، أوس يبكي، مالك يراقب من بعيد ودقات قلبه تكاد تُسْمَع من قوتها، ازداد بكاء أوس وتحول لصراخ بعدما شقوا جرحاً في رقبته، مالك يغمض عينيه بقوة محاولا أن يتمالك أعصابه.
الطبيب:
- أحضروا السوار
- أدخلوه ببطء.. نعم هكذا، أدخلوا الجهة المدببة في الجُرح ليلامس السوار الدم.* تم إدخال السوار *
أول ما ادخلوه بدأ أوس يصرخ صراخاً مدوياً؛ صراخه لم يكن طبيعياً بأي شكل من الأشكال
ركض مالك بأسرع ما يمكنه نحو ابنه وصرخ: ابتعدوا!
أمسك السوار محاوِلاً فكه عن ابنه إلا أن صراخ أوس ازداد أكثر فسرعان ما امسك الأطباء مالك وابعدوه إكراهاً على الرغم من مقاومته الشديدة.. فجأة! هدأ أوس
هدأ شيئاً فشيئاً إلى أن سكت تماماً وغط في نومٍ عميق وإذ بالسوار يتغير لونه ويحمر ويصبح دافئاً يميل للحرارة، وجميع الأعين تنظر بقلق إلى ما يحدث، فحصه الأطباء ووجدوه سليم، نبضه منتظم، تنفسه طبيعي،نزيف جرحه توقف، كل شيء سليم ما عدا هذا النوم المفاجئ.. أم هو في غيبوبة؟.
أنت تقرأ
حجر الشعوب
Fantasíaفي غياهب الحياة ومشقة العيش وضيق النفس ، طفل رضيع ينقذ مملكة وعائلة وشعب ، أصبح كبش الفداء دون اختياره ، كيف انقذهم ؟ وما هو مصيره؟