سوء تفاهم

18 3 8
                                    

بقيت دوريما تتبادل اطراف الحديث مع كوين إلى أن نظر إلى ساعته وقال معتذرا :" انا آسف يا ريمي عليا الذهاب الان لاطعم كلبي فهذا وقت وجبته" رافقته دوريما إلى الباب وبقيت تنظر إليه وهي شاردة فقد كانت في كل مرة تسمع اسم ريمي يتحرك شئ بداخلها وتستعد دموعها للنزول على خديها مثل الشلال، بعد أن تاكدت أنه قد غادر ولم يبق له أثر دخلت إلى المنزل فوجدت بورا وكيان يجلسان وعلى وجههما ملامح تعبر عن القلق بينما كان لوهان يتجول في الغرفة ذهابا وايابا فقالت دوريما بخوف :" ما حالة وجوهكم هذه ؟ هل حدث امر سيئ" نظر إليها لوهان وشرر الغضب يتطاير من عينيه وقال بلهجة اول مرة تشهدها دوريما :" ماذا حدث هاا لازلت تسألين بكل ثقة " ازداد خوف دوريما وقالت بصوت متقطع :" لووهان...مابك هل فعلت اي شئ خاطئ ؟" ابتسم لوهان كأنه يحاول أن يتحكم في غضبه ثم قال :" دوريما أين كنت؟" قالت دون أن ترفع راسها:" في الحديقة" قاطعها لوهان بغضب :" مع من كنت" نظرت إليه دوريما بانزعاج وقالت :" ماهذه الاسئلة هل هذا تحقيق.." لكنه قاطعها بغضب وصرخ اكثر :" اجيبي عن سؤالي من ذلك السافل الذي كان هنا قبل قليل" تمتمت دوريما :" اذن كنت تراقبني" ثم قالت بوضوح :" لا أعرفه إنه مجرد زائر مثل باقي زوار الحديقة"
- :" ومنذ متى كنا نجلس نحن مع الغرباء لوقت طويل ونتبادل اطراف الحديث معهم كأنهم اقربائنا"
:" لوهان لم نتحدث في امور خاصة او اسرار لقد كان مجرد حديث عفوي...."، هنا ضرب لوهان الحائط بقبضته ضربة جعلت يده ينزف ما جعل بورا وكيان ينهضان بسرعة من مكانهما لكنه لم يعرهما أي اهتمام وصرخ اكثر في وجه دوريما قائلا :" حديثا عفويا او لا ليس هذا مايهمني ،مايهمني حقا هو أن لا تثقي بالغرباء مجددا وتجلسي معهم أوقات طويلة لا انت ولا اي احد منا، أظن انه لا داعي لأن اشرح لكم كم ان هذا العالم خطير ومليئ بالاشخاص الاشرار الذين يترقبون الفرص لينقضوا على فريستهم" ...
بقيت دوريما تنظر له باندهاش وصدمة فقد كانت اول مرة ترى لوهان في هذه الحالة ثم قالت بعد صمت طويل والدموع تنهمر من عينيها :" احتفظ بمعلوماتك عن الدنيا والناس لنفسك فأنا اعرف أين اضع ثقتي ولكنني احببت الحديث مع ذلك الشاب فقط لأنه ذكرني بشخص أحبه وافتقده كثيرا حتى اسمي لم يكن يلفظه دوريما بل ريمي تماما مثل ذلك الشخص الذي لم التق به منذ مدة واللاسف لن التقي به مجددا، شكرا على غضبك هذا لقد عززت كرهي لك" وخرجت بعد أن صفعت الباب خلفها، اقتربت بورا من لوهان ووضعت يدها على كتفه ثم قالت بهدوء :" اتفهم خوفك عليها يا لوهان لكنك أخطأت كثيرا في طريقة الحديث معها" قال لوهان :" لكن بورا انت تعلمين اننا في العام الخمسين منذ تلك الحادثة ودوريما هي اصغرنا اخشى أن تتصرف ببراءة مع الشخص الخطأ" تدخل كيان قائلا :" لوهان نحن نفهمك جيدا لكن لم يكن عليك أن تصرخ عليها بتلك الطريقة كما أنه من العار عليك أن تسيئ الظن في أي شخص، لقد كان الشاب محترما كما انك جرحت مشاعر دوريما فقد اكتشفنا أنها تذكرت شخصا عزيزا عليها بسبب ذلك الشاب لهذا جلست بجانبه فترة من الوقت" نظر إليهما لوهان برهة ثم خرج واغلق الباب خلفه ، عندها نظرت بورا إلى اخيها بحيرة  فهز كتفيه بحزن.
بقي لوهان يمشي في الحديقة إلى أن لمح دوريما تجلس على كرسي والرياح تلعب بشعرها العسلي، كانت تبدو مثل الغصن المكسور، ذهب بهدوء إلى أن وصل إلى الكرسي وجلس دون أن يصدر أي صوت، قالت دوريما وهي تمسح دموعها :" ماذا هل اتيت لتكمل صراخك او أنك تذكرت كلاما جارحا اكثر فجئت تقوله" بقي لوهان صامتا لفترة ثم قال بنبرة يملؤها الخجل والندم :" انا آسف يادوريما لقد كان كل ما فعلته كان بسبب..." نظرت إليه دوريما وقالت :" بسبب ماذا ...؟ " قال دون أن ينظر إليها :" بسبب ....بسبب خوفي عليك" بقيت دوريما تنظر إليه بغرابة بينما هو كان ينظر إلى عجلة الالعاب الكبيرة التي كانت تدور ببطء ولكي يهرب من اي سؤال آخر نظر إلى دوريما وقال :" آسف على فضولي لكن هل لي أن اسأل من هو الشخص العزيز الذي ذكرته قبل قليل" عندها اشاحت دوريما وجهها واصبحت تنظر إلى العجلة فترة من الزمن ثم قالت وسط ابتسامة رسمتها على شفتيها :" خالي... خالي داي" قال لوهان بحزن :" اذن فقد كان خالك يناديك ريمي" ردت دوريما بابتسامة حسرة :" نعم هذا ما اخبرتني به أمي فقد كنت صغيرة جدا ولا اتذكر جيدا بعض الامور" هنا فتح لوهان عينيه في دهشة وقال :" اذن انت لم تلتق بخالك منذ فترة طويلة حتى قبل مغادرتك لمنزلك " ردت دوريما وهي تحاول أن تحبس دموعها :" لقد رحل عنا منذ سبعة عشر سنة" هنا اغمض لوهان عينيه بحزن بالغ وقال :" انا آسف دوريما لم اكن اقصد..." لكن دوريما قاطعته بابتسامة مختلطة بالدموع :" لا عليك فأنا سعيدة لأن الله اختاره ليسكن في الجنة فقد رحل وهو في الخامسة من عمره" قال لوهان :" اللطيف كم كان صغيرا... يبدو انك كنت تحبينه كثيرا" قالت دوريما  :" كنت ولازلت لقد كان صديق طفولتي وكنا نقوم بمغامرات لا تخطر على بال أحد ، كنا أحيانا نسرق الفواكه من الاشجار واحيانا نأكل الحلويات في منتصف الليل كما كنا نقوم بتحدي اكل الصابون" واندمج الاثنان في الحكايات فقد بدات دوريما بسرد مغامراتها مع داي وكان لوهان يضحك بشدة كما كانت تفعل دوريما وكانت أحيانا تمسح دموع الضحك واحيانا الدموع الاشتياق وبعد مدة انضم لهما كيان وبورا وبقي الجميع يستمع إلى دوريما التي فرحت كثيرا لانها حظيت بفرصة لتحكي عن داي...خالها الذي لم تكبر معه....

سر النجوم | secret of stars حيث تعيش القصص. اكتشف الآن