كان كوين عائدا من حديقة الالعاب الى منزله وكان طول الطريق يدندن ويركل اي حصى يجدها في طريقه، لوهلة تذكر دوريما فابتسم وقال :" تلك المجنونة" وراح يكمل طريقه إلى أن وصل إلى البيت فتح الباب وقال بابتسامة مشرقة "لقد عدت ..." لكنه لم يتلق اي رد فاختفت الابتسامة من على وجهه بسرعة وقال بعد أن اغلق الباب بخيبة امل:" مثل كل مرة، كم انا مغفل عندما اتخيل أن الوضع سيتغير يوما ما " كان المنزل فارغا ومظلم كأن قدما لم تطئه منذ زمن بعيد، توجه كوين مباشرة إلى المطبخ ولم يشعل النور فقد فتح الثلاجة واخرج قارورة الماء، ملئ الكأس وشربه ثم اعاد القارورة واخرج كيس الأرز المختلط بقطع الخضار وعندما كاد أن يغلق الثلاجة لاحظ تحت ضوء الثلاجة الخافت أن على بابها الصق ورق ملاحظة صغير كتب عليه بضع جمل لم يتمكن من قرائتها بسبب الظلام فأشعل النور ونزع الورقة وهم بقرائتها وما إن بدأ بقراءتها حتى بدأت عيناه بالاتساع شيئا فشيئا وكانا يلمعان من شدة الذهول ثم وضع يده على فمه وجلس بقوة فوق الكرسي بعد أن شعر أنه بدأ يفقد التوازن، بقي شارد لمدة من الزمن وعيناه تتلئلأن ثم افسد تلك الورقة داخل يده وقال بنبرة ممزوجة بالغضب والحزن والانفعال :" لماذا فعلت هذا ؟!! لماذا وكلت لي هذه المهمة !! كيف سأقوم بها"
في صباح اليوم التالي كانت دوريما أول المستيقظين نهضت من سريرها عدلت من شعرها وربطته بشريط أحمر ماجعلها تبدو جميلة رغم انها كانت ترتدي قميص النوم، دخلت إلى المطبخ وبدأت تعد الفطور وبينما كانت كذلك دخل كيان وقال ببهجة :" صباح الخير دودي اراك مستيقظة باكرا اليوم" ابتسمت دوريما وقالت :" صباح الخير، يبدو انك اخترعت اسما جديدا لي " واستدارت له فرفع يده لها ما جعلها تضرب يده براحة يدها، كانت علاقتهم كالاخ الاكبر واخته ، قال لها :" ارجو أن توقظي بورا و لوهان لا أدري مابهما اليوم ، سأكمل تجهيز الفطور" ابتسمت بورا وهي تغادر المطبخ وقالت :" يبدو انهما متعبين" ما إن طرقت كادت تطرق غرفة بورا حتى فتح الباب وخرجت منه بورا وقد ارتدت فستانا قرمزيا مزين بورود بيضاء وصنعت من شعرها ضفيرة طويلة كانت تتدلى على ظهرها ماجعل دوريما تنظر إليها بذهول ثم قالت :" كم أنت جميلة" ابتسمت بورا وقبلتها ثم قالت :" ليس بجمالك يا صغيرتي، رائحة الفطور شهية هيا بنا " ردت دوريما :" سآتي بعد أن ارى ما حل بذلك المتعجرف" ضحكت بورا وتوجهت إلى المطبخ بينما طرقت دوريما غرفة لوهان وبعد أن سمعت اذنا بالدخول فتحت الباب ببطئ كان لوهان قد ارتدى قميصه لكنه لم يغلق ازراره التي في رقبته فلاحظت دوريما شي يلمع كأنه قلادة ، لكنها نظرت إليه باستياء وقالت :" ستحل الظهيرة قريبا ونحن ننتظر في حضرتك لكي نتناول الفطور" واغلقت الباب بقوة فقال بصوت مرتفع لتسمعه وهو يبتسم :" صباح الخيير" .
عندما جلس الجميع إلى الطاولة القت دوريما نظرة خاطفة حول رقبة لوهان لترى ذلك الشيئ اللامع لكنه كان قد اغلق كل ازراره فتنهدت بغضب .
كان كوين واقفا امام باب حديقة الالعاب وهو يفكر هل يدخل ام يتراجع ويعود من حيث اتى، كان مشوش الذهن وفي رأسه ألف سؤال وكان محبطا لدرجة جعلته يبحث عمن يفضفض له فقادته قدماه إلى حديقة الالعاب التي يقف امامها دون حراك وبعد مدة استدار مبتعدا عن الحديقة إلا أنه سمع صوتا يناديه ولما استدار وجد انها دوريما، قالت له باستغراب :" ماذا تفعل عندك...مهلا ما حالتك هذه لماذا تبدو شاحبا هكذا ؟؟" لم يقل كوين شيئا وطأطئ رأسه حتى طلبت منه دوريما أن يجلس في كرسي الحديقة ، تردد قليلا ثم جلس بهدوء وهو صامت، وقف لوهان إلى النافذة ثم قال بغضب :" ذلك السافل مجددا، سأقتله..." وبينما كان يهم بالذهاب امسكه كيان من كتفه وقال :" اهدأ يا رجل، دعنا نراقب ماذا سيحدث" ، بقي كل من كوين ودوريما جالسين والصوت يعم المكان إلى أن كسرت دوريما هذا الصمت قائلة :" كوين، يبدو انك تود قول شيئ ما..." بقي كوين صامتا فترة من الزمن قبل أن يوجه سؤالا لدوريما جعل عيناها تتسعان من شدة الذهول... قال :" دوريما هل انت خائفة من حادثة الذئب ذو سبعة اذيل !!"