الحلقة ٣

459 38 24
                                    

الحلقة ٣

لكل من سأل عنى بالأمس ولاحظ غيابى، عذرا لعدم إجابتى على رسائلكم سريعا فقد كنت بالمشفى.
لا ..
ارجوكم لا تجزعوا، أنا بخير تماما.
فقط لدي إرتجاج بسيط بالرأس وكسر فى يدي اليسرى وقدمي اليمنى..أما يدي اليمنى فالحمد لله سليمة تماما كي أستطيع أن أكتب إليكم رسالتي حتى تعرفوا سبب غيابى.

...منذ يومان كنت أتحدث مع صديقتى اللبنانية (نور) عن (سعيد) ..لتنصحني قائلة:
_إذا بدك شي من سعيد ..كونى غنوج حياتى.

هززت فمى يمينا ويساراً قائلة:
_وحياتك ما خليت حاجة ماعملتهاش..بابا غنوج وكل أنواع البتنجان ومفيش فايدة..مخه قفل مسووووجر.

قالت بدهشة:
_بابا غنوج وقفل شو..حبيبتى إفهمى علي..أنا راح قلك على شي إذا بتعمليه راح يصير  سعيد مثل الخاتم بإصبعك.

قلت وقد إلتمعت عيني :
_قولى يااختى ..قولى منك نستفيد.

قالت:
_إذا بدك منه شي..ابتسمى بوجه وقوليله تؤبرنى حبيبى ما أحلاك..أديشك مهضوم..راح يلين ويوافق عطووول.

قلت لها:
_أقوله إيه ياأختى؟! انا لو قلتله الكلام ده وبالطريقة دى سعيد هيفرفر فى إيدى..لأ بقولك إيه الرجالة اللبنانيين متربيين مع أمهات بسكوتات لكن المصريين متربيين ع الشبشب..خلينى فى حالى يااختي.

قالت (نور) :
_آه ياخسارة تربايتى فيكى..إسمعى شو بقلك..ونفذيه بالحرف وماراح تندمى.. وإبقى إدعيلى.

بالفعل بالمساء..
كنت أجلس معه نشاهد فيلما كارتونيا كعادتنا..وكان الفيلم  (monsters ,inc) ..او (الوحوش) كما يطلق عليه أبنائى والذى لا أحبه ولا أستسيغه أبدا فالفيلم لاتجذبنى قصته خاصة بتلك الدبلجة المصرية للحوار وصوت هنيدى وشركاه والتى أضاعت ملامحه بالكامل بالنسبة لى..لذا أردت أن يغير القناة فقد مللت، اقتربت منه بإبتسامة وأنا أقول:
_سعيد حبيبى.. تؤبرنى.

قال لى دون ان يحيد بنظره من على التلفاز:
_لا ياحبيبتى مش فاضى أدفنك النهاردة فيلم الوحوش شغال ..شوفى يوم تانى.

اتسعت عيناي فزعا وانا أقول:
_تدفنى إيه بس؟ أنا لسة ممتش.. والله اني حية أُرزق.

لم يجبنى لأعود وأبتسم مجددا قائلة:
_سعيد ولك تؤبرنى حبيبى .

لينظر إلي شذرا قائلا:
_يعنى بتدعى على نفسك أدفنك وبتتمنيها ..إنتِ حرة مش هتدخل فى دى..لكن تضمينى فى الدعوة وتقولى ولك يبقى هزعلك يامرام..عايزة تموتى انتِ حرة لكن سيبينى أعيش..أنا لسة فى عز شبابى..وولادك محتاجينلى وجايز فى الأربعين بتاعك أشوف حد من صاحباتك اللى هييجوا أكيد يعزوا واللى قرفانى بيهم علطول على الفيس منشنات..إسمهم إيه ياواد ياسعيد..آااه..سيدة على عرش النساء..وأنا بنبوناية حكاية..

اتسعت عيناي مجددا..وانا اقول:
_عايز تتجوز ياسعيد بعد ما أموت لأ وبعد الأربعين علطول..طب استنى عشرة خماشر تلاتين سنة كدة.

ابتسم (سعيد) قائلا:
_لا ياحبيبتى خير البر عاجله.

قلت بغيظ:
_ماشى ياسعيد..ماشى..طب انا مش هموت وقاعدة على قلبك أهو.

ابتسم ابتسامته القاتلة قائلا:
_ اقعدى فى أي حتة بس اهمدى بقى عشان عايز أكمل الفيلم.

جلست آكل فى نفسى غيظا وأنا اتخيله يتزوج بعد الأربعين خاصتى بالتأكيد سيختار أنا بونبوناية حكاية_صديقتي( سما) _فعيونها خضراء وستسحره..يجب علي فى الصباح أن أحظر تلك الفتاة من على صفحتى الفيسبوكية وبالمرة سأحظر سيدة على عرش النساء..وسأمسح أرقامهم نهائيا من الواتس آب..نعم هذا ما سأفعله بالضبط.

نظرت إلى الفيلم لأصاب مجددا بتلك الحالة من تبلد الأفكار (التناحة)عندما أُجبر على أن أشاهد شيئا لا أحبه لأتذكر كلمات( نور) مجددا وأبتسم وأنا أقترب منه قائلة:
_سعيد..والله ما أحلاك..بتجنن..ولك أديشك مهضوم.

نظر إلي نظرة طويلة متفحصة لأتوجس خيفة من تلك النظرة ثم سألنى بعدها عاقدا حاجبيه:
_إنتى بتتكلمى لبنانى صح؟

أومأت برأسى ليقول بهدوء أفزعنى:
_يعنى خلصنا من الإنجليزى وبتتكلمى لبنانى..ماشى..جايباه منين بقى..من النت برده؟

هززت رأسى نفيا دون أن أتحدث..ليستطرد قائلا:
_اتفرجتى على مسلسل مدبلج تانى يامرام؟

أسرعت قائلة :
_لا والله ما حصل.

لينظر إلي تلك النظرة مجددا والتى أشعر بها تنفذ إلى أعماقى تُعري روحى أمامه ليظهر كل ما أخفيه على الفور فى كلمات على شفتاي(من غير أي حاجة بقر وأعترف علطول) وهو يقول:
_أمال قالبة على لبنانى ليه يامرام؟

أغمضت عينى وأنا أقول:
_نور صاحبتى قالتلى أتغنج عليك لما أعوز حاجة.

لم أجد له صوتا لأفتح عين واحدة وأغمض الأخرى أسترق النظر إليه لأجده واقفا وشرر الدنيا على وجهه..وهو يقول:
_وانتِ بقى بتحكى عن حياتنا ومشاكلنا لست نور..

قلت فى نفسى (كل حاجة مش بخلى الصراحة..وبدأت كمان أنشرها على الفيس بوك ياحبيبى وبقيت مشهور..تصدق بيقولوا عنك كيوت وأنا شريرة..عجبت لك يازمن)
أفقت على صوته وهو يهدر قائلا:
_مراااام.

قلت بسرعة:
_مش كل مشاكلنا ياحبيبى ..حاجات بسيطة منها بس.

نظر إلي كالمجنون ..نعم تخيلته فؤاد المهندس وبيده سكينا وهو يقف أمام مارى منيب قائلا(مفيهاش بيبى..مفيهاش بيبى)ولكنه يقف الآن أمامى مرددا:
_حاجات بسيطة..حاجات بسيطة.

ثم يسرع إلى المطبخ يبحث فى أدراجه..ليدق قلبى خوفا (ده بيجيبلى السكينة بجد..ضاع شبابك يازينة البنات .ياويلى).

هرولت وفتحت الباب لأهرب إلى منزل والديه بالأسفل، سمعت نداءه الغاضب بإسمى فتلبكت لأسقط من على السلم وأقع أرضا كشوال طحين.
وها آنا ذا ..
متكسرة عظامى نعم..لا أشعر بأطرافى ربما.. ولكنى حققت انتصاراً عليه..نعم حققت نصراً رغم كل ماحدث فلم أجعله يغير القناة فحسب بل جعلته يشغله فقط على الأفلام الهندية والتى تريح أعصابى كما أخبر الطبيب زوجى(بعد ما قلتله ان جوزى بيرفض يشغل الافلام الهندية الرومانسية اللى بحبها وبيشغل أفلام رعب و اللى خوفتنى وخلتنى أجرى ع السلم وأقع).
أترككم الآن فهناك فيلم على قناتى المفضلة إم بى سي بوليود لعزيزى (شاروخان) يدعي (كابى خوشى كابى غم) أنصحكم بمتابعته وإلى لقاء قريب.
**ومنك لله يا(نور) ..بدعيلك من قلبى والله.. راح فشفش عظامك لما بشوفك**

يوميات مرام و سعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن