الحلقة السادسة

351 39 25
                                    

الحلقة ٦

جلست( منة) إلى جانب (مرام) يظهر على وجهها الشفقة وهي تتأمل يد أختها المكسورة وتلك الكدمة الذرقاء البشعة بجانب وجهها الأيسر..قائلة:
_ياحبيبتى يامرمر..ده انتى متبهدلة على الآخر..بس الحمد لله إنها جت على قد كدة.

قالت (مرام) فى حسرة:
_آه والله يامنوش ده انا كنت هضيع بلاش..واقفة كدة فرحانة بالبقرة اللى خليت سعيد يجيبها غصب عنه وعازمة رجالة وستات الشارع كلهم عشان يتفرجوا عليها وإحنا بندبحها..تقوم البقرة بنت اللذين ميحللهاش تفتكر نفسها طور غير اليوم ده ومتنطحش غيرى أنا..من بين كل الناس اللى كانوا واقفين قدامها..وقعت على وشى وهي الواقعة مقمتش تانى..إنتِ كنتى مسافرة بقى ومشفتيش ..بقيت حديث الشارع كله ونزلولى فيديوهات على الفيس بوك..سيبك من ده كله مهمنيش..اللى غاظنى بقى  إن سي سعيد يومها قعد يضحك..لأ ومن ساعتها وهو ماسكهالى ياختي وفى الراحة والجاية يقوللى..اللى ييجى على سعيد بن حنان تكسره البقرة ويفضل مقهور وزعلان.

تعالت ضحكات( منة) رُغما عنها لتزجرها (مرام) بعينيها فتتوقف الضحكة على شفتيها وهي تبتلع ريقها بصعوبة و(مرام) تستطرد قائلة:
_لأ و درب العيال كمان وخلاهم كورال وراه..هو يقول اللى ييجي على سعيد بن حنان وهما يكملوا ويقولوا تكسره البقرة ويفضل مقهور وزعلان لدرجة إنهم بقوا معتقدين انهم لو مسمعوش كلامه هيجرالهم زيي بالظبط...بقيت عبرة لولادى ياأختى وبقوا يسمعوا كلامه وينفذوه بالحرف وتاعبين قلبى أنا.

ربتت( منة) على يد (مرام) قائلة لتهدأها:
_معلش ياأختى..روقى..إنتِ عارفة سعيد.. على قد ما يبان صعب بس قلبه طيب.

تنهدت (مرام) قائلة :
_يلا أهو ده اللى مصبرنى عليه.

قالت (منة) فى قلق:
_بس قوليلى يامرام..إنتِ وشك أصفر أوى كدة ليه؟ وتحت عينيكى إسود..ده برضه من رفسة البقرة.

هزت (مرام) رأسها نفيا قائلة فى غيظ:
_لا ياأختى ..ده من الدايت الله يحرقه..أصل أنا بعيد عنك قررت من فترة كدة إنى أعمل دايت..إيدى مكسورة بقى ومبشتغلش كتير فى البيت ومش عايزة وزنى يزيد، أول ما إبتديت قلت أنا عايزة تشجيعة حلوة فكلمت صاحباتى ع جروب الواتس وقلتلهم هنعمل دايت مع بعض..قوة بقى..ما أنا مش هعمله لوحدى ..أوماال..يرضيكى أتعذب وملاقيش حد يشاركنى آلامى اللى هواجهها ويقويلى إرادتى الضعيفة..إزاي بس..المهم إستعديت ونزلتلهم من على النت أنظمة دايت ومشروبات حارقة يختاروا منها اللى عايزينه وبعت سعيد يجيبلى عيش دايت وخضار وفاكهة ولوازم الدايت بقى..ورغم نظرته اللى بتقوللى إبقى قابلين بس أنا ما أحبطش ورفعت مناخيرى قصاده وإتحديته..وفعلا أول يوم فطرت بربع رغيف وحتة جبنة قريش واتغديت بسمكاية مشوية واتعشيت فاكهة وزبادى باللمون..ونشرت خبر إنتصاري على نفسى وإسترداد إرادتى القوية ما بين صاحباتى ع الواتس..وتانى يوم وتالت يوم إستمريت طبعا وأنا بسمع أغنية احمد ذكى فى النمر الأسود..إتقدم..وبستحضر كمان روح المقاومة بتاعته،
وقررت أوزن نفسى.. لقيتني خسيت نص كيلو بحاله، خدت نفس عميييق وقررت أكافئ نفسى بقى ببار شيكولاتة..والبار جر حتة بيتزا والبيتزا طبعا طلبت حاجة ساقعة ويعنى هما حبة الكولا السقعانين دووول هيعملوا إيه؟ومن حلاوة الأكل اللى اتحرمت منه ٣ أيام قررت التراجع عن الريجيم الله يجازيه وإنى معملش دايت..إيه يعنى قلبوظة حبتين؟ العمر قصير ولازم مخليش نفسى فى حاجة..وإذا بى تانى يوم وأنا ماسكة بار الشيكولاتة بقطم حتة منه وبتفرج ع أخبار الممثلين فى النت.. أقوم أشوفلك آيتن عامر بعد ما خست وبقت مزة..أسكت ..مبقاش مرام..رميت بار الشيكولاتة من إيدى وقلت لازم أكون زيها..هي آيتن يعنى أحسن منى ولا أحسن مني؟بس هبتدى الدايت من بكرة ..اومال ..اليوم لازم يتاخد من أوله..وقمت بقى قليت بتنجان وحمرت بطاطس وكلت كيلو الفول السودانى اللى كان مرمي عندى فى دولاب المطبخ بقاله يومين بحالهم..وماخليتش حاجة فى البيت هتحرم منها إلا وكلتها..وطبعا بعد ده كله زدتلى ييجى عشرة كيلو..بس من يومها وأنا عاملة دايت ومكملة فيه ولن أتزحزح ولن أتنحنح عن موقفى ..لازم هكمل لغاية ما أخس ييجى عشرة عشرين تلاتين كيلو كدة..وده اللى مصفر وشى ياأختى.

زفرت (منة) قائلة:
_هو ده السبب..ياشيخة ده أنا كنت نسيت السؤال أصلا.

ثم تأملت( منة) أختها وهي تلاحظ أن( مرام) لم يقل وزنها عن آخر مرة شاهدتها فيها لتقول بحيرة :
_وبقالك قد إيه ملتزمة فى موضوع الدايت ده يامرام؟

تنهدت (مرام) فى حسرة قائلة:
_بقالى خمس أيام بالتمام والكمال..إنجاز كبير أنا عارفة..بس لازم أثبت لسعيد إن عندى إرادة جامدة..أومال..بس أنا خايفة من حاجة واحدة.

قالت (منة) فى حيرة:
_خايفة من إيه بس؟

تلفتت (مرام) حولها قبل أن تقترب من أختها هامسة:
_بقى بيحصلى حاجات غريبة يامنة.

قالت (منة) فى قلق:
_حاجات زي إيه يامرام؟

قالت( مرام) :
_بقيت لما أشوف حد بياكل حاجة بحبها بحسنى بتحول.

إزدادت (منة) قلقا وهي تبتلع ريقها قائلة :
بتتحولى إزاي يعنى؟

تراجعت( مرام) فى مقعدها قائلة:
_مش عارفة..بحسنى ببقى واحدة تانية خالص..يعنى من يومين وأنا بنشر الغسيل شفت واحد شايل بيتزا وماشى من تحت البلكونة كنت هرمى نفسى م البلكونة وراه عشان أوصل للبيتزا اللى فى إيده وآخدها لو هضربه..بس سعيد لحقنى ودخلنى الأوضة وشغلى أغنية ماما زمانها جاية بتاعة محمد فوزى لقيتني هديت فعلا.. وإمبارح مثلا ..شفت الحاجة نجلاء الشرشابى فى التلفزيون بتعمل كيكة شوكليت كنت هكسر التلفزيون وأخطف الكيكة من قدامها..وفعلا روحت ع التلفزيون وانا بصرخ وبقول هكسر التلفزيون وآخد منك تورتتك يانجلاء..بس اللى منعنى كلام عادل ابني اللى قاللى الناس دى مش جوة ياماما..هتكسريه ع الفاضى.

قالت (منة) فى صدمة:
_إنتِ بتقوللى إيه يامرام ؟على فكرة..حالتك كدة مطمنش ..ومحتاجة....

لتصمت وقد إتسعت عيناها رعبا وهي تنظر إلى نقطة خلف (مرام)، التفتت( مرام) تنظر إلى سبب رعب أختها..لتتسع عينيها بدورها وهي ترى إبن أختها (مازن) الصغير يحمل فى يده بارا من الشيكولاتة يأكل قطعة منه ..تسيل تلك الشيكولاتة اللذيذة على جانب شفتيه ليسيل لعابها وهي تقول بصوت بدى كالهذيان:
_شيكولاتة ..شيكولاتة.

نهضت وقد بدت كأحد هؤلاء الزومبي فى تلك الأفلام وهي تقترب من الصبي الذى أصابه الرعب وبدأ فى الركض عندما صرخت به (منة) قائلة:
_إجري يامااااازن..إجري.

لتبدأ (مرام) فى الجري وراءه تتبعها (منة) مهرولة وهي تتصل برقم (سعيد) قائلة:
_إلحقنى ياسعيد..هات أغنية ماما زمانها جاية وتعالى قوام ع البيت..مرام إتجننت.

أغلقت الهاتف وهي تقف لتلتقط أنفاسها للحظة قبل أن تركض مجددا قائلة:
_يخربيت الدايت على اللى إخترعوه..ويخربيييييتك يامرااااام.

يوميات مرام و سعيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن