مرحبا

22 2 0
                                    

كيف حالي... ؟

هذا ما ظل يتردد بداخلي... لشهور بعد ذاك اللقاء.. الذي أفقدني نفسي...
لم أدر وقتها من أذنب في حقي أكثر أنت ام لقاءاتنا أم أن مراهقتي قد إحتلت المرتبة الثالثة من بعدك...

كل ما أعلمه هو أن تلك الأيام قد كانت ثقيلة جدا ، على جسد بذاك الحجم...
فليكن إذا أني كنت في كل يوم أسأل نفسي نفس السؤال...

كيف حالي ؟!

و كيف حال تلك البراكين بداخلي ؟
و كيف حال كل ما لم أتمسك به ، و أنا أتمسك بك ..

أخبرتني أحد الروايات يوما بأننا نولد على الفطرة ، و بأن فطرتنا تظل سليمة جدا ...إلى أن نتعثر ببعض الأحداث .. و بعض التجارب و الكثير من المدخلات التي تصنع منا ما لا نريد أن نكونه ...

فقدت فطرتي .. و أنا أبتلع ما أراد لي العالم أن أبتلعه... و أنا أركض إلى كل تلك الملاجئ ، علني أحتمي بها منك ...

*و إحتميت بها منك ..*

لم نلتقي بعد ذلك اليوم ... لم نلتقي بعد تلك السنة ...
و لا في السنوات التي توالت معرض الكتاب ...

كبرت أنا ...
و لم أتخلص من بقاياك مطلقا ...

كل ما حدث لي، هو ما قد يحدث لإنسانة متدينة تعثرت بخطيئة في طريقها إلى الله و كنت أنت خطيئتي...التي ارجوا من الله أن يغفرها لي ...
ربما قد تسألني لما ... و سؤجيبك .. بأن الله حرم التعلق بغيره .. و لهفوة مني تعلقت بك ..
ربما كان هذا قبل سنوات من الآن ... لكن نفس الأحداث .. بنفس الطريقة لازالت تخلع تلك البراءة من ضحكتي كلما إشتبكت بعض الذكريات بما تبقى بداخلي....

مرت الأيام بسرعة ...السنوات كذلك ..
أقبلت على إمتحان البكالوريا...
إجتزتك على فكرة
، بشكل غريب إجتزتك ... بكل جنون مراهقة إجتزتك ..
عدت لرياضتي .. و كتاباتي ...
عدت لأصدقائي و كتبي ...
عدت لتلك الأشياء الجميلة التي كانت تختبئ خلف طيات كتبي ...

أتذكر بأني كنت غارقة في المذاكرة ليلة إمتحان الباكالوريا حين وردتني رسالة منك :

* حظا موفقا ... إن لم تخطئ رسالتي الهاتف .. إن لم تخطئ ذاكرتي التوقيت ..*

قرأت رسالتك..
بعد كل هاته الفترة .. تردني هاته الرسالة .. من صديقي ..ليتمنى لي حظا موفقا ... بعد كل هاته السنوات
ربما لازلت بداخلك .....
أو أن رقمي بالخطأ فقط إشتبك بلائحة الأرقام عندك ...
وضعت هاتفي على الصامت ... لم أرد يومها ..
لم تكن أنت أبدا تتصدر لائحة أولوياتي .. ليس بعد كل هاته الفترة ..

ليس بعد أن قمت أنت بالقضاء على ما كان يود بشدة أن يولد بداخلي ...

رذاذ المطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن