الفصل التاسع

319 14 6
                                    

ثوب زفاف موقع من أحد أشهر المصممين العالميين، وحُلَّة كذلك.. وموقع خرافي بديع يقام به حفل زفاف أسطوري، فابن البحار وابنة العقاد عروسي الليلة!
والفرحة مرتسمة في أعين الجميع عدا أربعة أزواج من الأعين..
أولهم حياة تلك الفتاة التي وجدت نفسها بغتتة عروس تزف إلى شاب من المفترض أن تكون بجواره أسعد انسانة علي وجه الأرض، فهو فارس الأحلام المنتظر، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالأمر لم يكتمل كما أرادته..
كل شيء حدث في غمضة عين بتهور منها فقط..
فالأمر كان على وشك أن يفض ولكن بكلمة منها فقط سار في طريق لا مرد منه..
طوال الحفل كانت ترمق أهلها تتأمل الفرحة الغامرة بأعينهم، ثم حلا لترى عينيها مشتعلتين بالغضب والأسى في آن واحد، وكم تغضبها نظرات الأسى تلك..!
فحياة محملة بأمل يتخلله أحيانًا يأسًا يجعلها تجن!
وأخيرًا تتأمل عيني أدهم الذي أصبح زوجًا رسميًا لها منذ ساعات، لا تفهم شيئًا من نظراته، نظراته دائمًا جامدة باردة، وأحيانًا تلمح بهما بعض من الحنان حين يحادث أمه وميان يذيب قلبها وتتمنى لو تحظي بنظرة من تلك..

والزوج الثاني من الأعين هي عيني الدنجوان العابث قديمًا، والعريس المطيع حديثًا، بداخله نيران تشتعل، فقد انحبس بزيجة ليست على هواه، بل من الأصل الزواج برمته هو من ليس علي هواه، بعُرفُه لا يمكن أن يرتبط الدنجوان للأبد بواحدة فقط، فهو يحب التغيير ويبغض الفكر التقليدي..
النساء بالنسبة له كالحلوى.. يتذوق صنفًا يومًا تلو الآخر حتى يمله بعد بضعة أيام ليغيره بصنف آخر ويستمر الأمر هكذا..
فكيف له الاستمرار مع واحدة طيلة حياته!، يكاد الأمر يجنه حقيقةً، يتمنى لو أغمض عينيه ليجد كل ما حوله هو كابوس فقط ليستيقظ على واقعه الجميل حيث يبقى حر إلي الأبد..
والثالثة هي حلا، حلا التى تريد ضرب رأس أبنة عمها بأي شيء تجده امامها.. حياة غبية من وجهة نظرها وقد ألقت بأيديها إلى التهلكة.. وهي لم تقدر على فعل أي شيء لأنها قد هددتها بأن تخسرها إلى الأبد، ابنة عمها المعتوهة خيرتها بين زواجها بدنجوان عصره وبين خسارتها إلى الأبد!، لتتركها حلا لتتلقن الدرس بنفسها وهي تدعو ألا تنجرح حياة بالشكل الذي تتوقعه..
لم تخبر أي من عائلتها بحقيقة الزيجة، وحتى عمر الذي بدأ بملاحظة شيئًا غريبًا بين حلا وحياة مؤخرًا لم تخبره لأنها تعلم أنه بالرغم من طيبة قلبه وخفة ظله حين يتطرق الأمر لأذية أحد الأشخاص من عائلته يتحول لوحش كاسر لأنه وكما يقولون اتقي شر الحليم إذا غضب..
أما عيني ميان فهما العينان الأخيراتان
بداخلهما بعض من الخوف تصارعه بالدعاء، حيث تتيقن من كل قلبها أن الدعاء يغير الأقدار..
فتدعو من قلبها أن يُهدى أخيها إلى الصواب، وأن ينتبه إلى عروسه الهائمة به عل الحياة بينهما تفلح..

مِرساةُ قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن